استعدوا لمزيد من التراجع.. أسباب تدعم تراجع النفط صوب 40 دولار

استعدوا لمزيد من التراجع.. أسباب تدعم تراجع النفط صوب 40 دولار

تشهد أسعار النفط تراجعًا حادًا منذ يونيو الماضي حتى وقتنا هذا، خاصًة عقب تراجع أسعار النفط أدنى المستوى 42 دولار للبرميل لتقترب من مستويات قياسية منخفضة لم تصل لها منذ 2009، ويتناول التقرير التالي مجموعة من الأسباب الرئيسية التي تدعم استمرار تراجع أسعار النفط صوب 40 دولار للبرميل وذلك على النحو التالي:

  • حرب الأوبك للحفاظ على حصتها

في الوقت الذي اتجهت فيه الدول خارج الأوبك لخفض حجم إنتاجها من النفط نظرًا لتراجع الأسعار، لم تقم منظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك) بذلك، فوفقًا لأحدث التقديرات الصادرة، قامت الأوبك بإنتاج أكثر من 32 مليون برميل يوميًا خلال يوليو الماضي في ظل قيام المملكة العربية السعودية والعراق بالإنتاج عند مستويات قياسية مرتفعة.

وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط دون المستويات الطبيعية بالنسبة لكثير من منتجي النفط في الأوبك، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، إلا أن الأوبك لا تزال تسعى في الحفاظ على حصتها في السوق في ظل منافستها مع الولايات المتحدة والمنتجين خارج الأوبك.

  • الصين والأسواق الناشئة

الآثار السلبية للنفط ليست كلها من جانب العرض فقط، وإنما هناك العديد من التساؤلات حول معدل الطلب على النفط خاصًة في ظل المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي وتباطؤ النمو الاقتصادي الصين والأسواق الناشئة.
فقد أثر ضعف الاقتصاد الصيني وحرب العملات في الأسواق الناشئة بشكل كبير على جانب الطلب على النفط ذلك في ظل قلق المستثمرين من أن هذا قد يزيد من تراجع حجم الطلب بشكل أكبر.

وعلى النقيض مما سبق، فقد زادت وكالة الطاقة الدولية من توقعاتها بشأن الطلب العالمي على النفط، والذي من المتوقع أن يزداد بمقدار 200 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 1.6 مليون برميل يوميًا، أسرع وتيرة نمو على أساس خمس سنوات، مشيرة إلى التوقعات بتعافي النمو الاقتصادي العالمي واستجابة المستهلكين للتراجع الأخير في أسعار النفط.

  • إيران

بينما تقوم الأوبك بضخ إنتاجها من النفط عند مستويات قياسية مرتفعة، تأتي احتمالية قيام إيران بتصدير النفط الخام للأسواق، والذي يتوقف على التوصل إلى إتفاق نهائي بين طهران والقوى الكبرى بشأن البرنامج الإيراني النووي لإنهاء العقوبات على طهران.

ولكن على افتراض رفع العقوبات، يصبح السؤال الأساسي هنا هو مدى إمكانية إيران في زيادة حجم إنتاجها من النفط، فقد أعلنت إيران في وقت سابق عن عودتها لإنتاج 1 مليون برميل يوميًا في غضون أشهر، وعلى الرغم من ذلك، لا تزال التساؤلات بشأن البنية التحتية لإيران على دعم هذا الإنتاج.

  • الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

لقد دعمت التوقعات بقيام الاحتياطي الفيدرالي برفع معدلات الفائدة من قيمة الدولار الأمريكي بشكل كبير، وتعد قوة الدولار أحد العوامل الرئيسية وراء تراجع أسعار النفط والسلع الأساسية، وذلك لأن السلع المسعرة بالدولار تصبح أكثر تكلفة بالنسبة لمتداولي العملات الأخري، ومع عدم وجود عائدات على السلع فإن رفع معدلات الفائدة الأمريكية يجعلها أقل جاذبية.

وبالنظر إلى الناحية الفنية، فقد سجلت أسعار النفط تعافيًا خلال تداولات الخميس الماضي من أدنى مستوياتها على مدار 6 أعوام ونصف، وذلك في ظل تراجع الدولار الأمريكي نتيجة للتوقعات بعدم تسرع الاحتياطي الفيدرالي في رفع الفائدة كما كان متوقعًا سابقًا، ولكن لا تزال القوى البيعية هي المسيطرة على النفط بالنظر إلى تراجع النفط لأكثر من 30% منذ نهاية يونيو الماضي، يجرى تداول النفط حاليًا قرابة 41.07 دولار للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image