استمرار الضغوط على أسواق الذهب العالمية ومن بينها الأوضاع الاقتصادية بالصين

استمرار الضغوط على أسواق الذهب العالمية ومن بينها الأوضاع الاقتصادية بالصين

خضعت أسواق السلع العالمية للعديد من الضغوط طوال الفترة الأخيرة الماضية مما تسبب في هبوطها بشكلٍ حاد. فقد رأينا أسعار النفط تتراجع إلى أدنى 50 دولار للبرميل الواحد، لأول مرة منذ 6 أعوام حتى الآن. كذلك هو الحال بالنسبة لأسعار النحاس التي سجلت أيضاً أدنى مستوياتها على مدار ستة سنوات عند 5.114 للطن الواحد. على هذا النحو، فقد تراجعت أسعار الذهب وصولاً إلى 1114.05 دولار للأوقية في الوقت الراهن، وهي مستويات لم يختبرها الذهب منذ العام 2010. لعب للدولار الأمريكي دوراً رئيسياً في ذلك التراجع الذي شهدته أسواق السلع، فضلاً عن تراجع معدلات الطلب الصينية في الوقت الذي يستمر فيه المعروض العالمي في التزايد. 

ويوضح الرسم التالي الاتجاه الهابط لأسعار الذهب خلال الأربع سنوات الماضية: 

وقد جاء قرار بنك الصين الشعب خلال هذا الأسبوع بتخفيض قيمة اليوان الصيني لثلاث أيام متتالية في خطوة فاجئت الأسواق العالمية، ليثير الشكوك حول معدلات الطلب الصينية على السلع في المستقبل. على الرغم من ذلك فهناك بعض الآراء التي تأمل في أن يعمل هذا القرار على تحفيز معدلات الطلب الصينية، حيث أن قيمة العملة المنخفضة من شأنها أن تعمل على تحفيز النشاط الاقتصادي للبلاد، وبالتالي قد نرى معدلات الطلب الصينية تتجه نحو معدلاتها الطبيعية في المستقبل. 

جدير بالذكر أن أسعار الذهب قد شهدت تعافياً ملحوظاً خلال تداولات الأسبوع الجاري وصولاً إلى أعلى مستوى جديد لها عند  1125.89 دولار للأوقية لأول مرة منذ 20 يوليو الماضي. كان قرار بنك الصين الشعبي بخفض قيمة اليوان للمرة الأولى يوم الثلاثاء الماضي قد دفع بالذهب إلى أدنى مستوى جديد له خلال تداولات 11 أغسطس عند 1093.78 دولار للأوقية، قبل أن يرتد صعوداً مرة أخرى ليسجل اعلى مستوياته على مدار اليوم عند 1119.18 دولار، ومن ثم استمر في الصعود على المدار الأيام التالية وصولاً إلى 1125.28 و 1125.89 دولار للأوقية يومي 12 و 13 أغسطس. (كما هو موضح خلال الرسم التالي)

على الجانب الإيجابي، فإن خفض قيمة اليوان قد يفتح الباب أمام البنوك المركزية الأخرى لتخفيض قيمة العملة المحلية، مما سوف ينعكس بالإيجاب على أسعار الذهب. جدير بالذكر أن الذهب يتعرض لضغوط مكثفة والتي تتمثل في اقتراب موعد رفع الفائدة الأمريكية و الأوضاع الصينية الغامضة. لكن الجدير بالذكر أن الذهب يتلقى دعماً من قوة اليورو خلال الفترة الاخيرة مدعوماً بتوقعات إنتهاء الازمة اليونانية قريباً ليسجل أعلى مستوى جديد له على مدار شهر أمام الدولار الأمريكي عند 1.1213 يوم الأربعاء الماضي.  

على هذا النحو نرى أن أسعار الذهب قد حاولت التعافي خلال الأيام الأخيرة الماضية إلا أنها لم تنجح بشكل كامل لتشهد تداولات الذهب العديد من الحركات التذبذبية انتهت بمواجهة مقاومة عند المستوى 1125.98 (أعلى مستويات الذهب 13 أغسطس) لتسجل بعض التراجع مرة أخرى كما هو موضح: 

 

هذا، ويمكن اختصار أسباب تراجع الذهب خلال الفترة الماضية في العوامل التالية: 

  • استمرار قوة الدولار الأمريكي بالمقارنة مع منافسيه من العملات الأخرى. 
  • توقعات رفع الفائدة الأمريكية خلال شهر ديسمبر بحدٍ أقصى. 
  • قرارات بنك الصين الأخيرة وتأثيرها الغامض على مسار الأسواق العالمية خلال الفترة المقبلة. 
  • الأزمة اليونانية التي لاتزال إحدى المشكلات التي تواجه الاقتصاد العالمي.
  • عزوف المتداولين عن شهية المخاطرة. 

 

وللمزيد من التفاصيل حول الأوضاع الاقتصادية بالصين والقرارات الأخيرة لبنك الصين الشعبي وتداعياتها المحتملة على مسار الاقتصاد العالمي ننصحكم بالإطلاع على: 

  1. ما لا تعرفه عن القرارات الصينية الأخيرة وتأثيرها على مصير الأسواق العالمية

  2. استمرار ضعف البيانات يهدد مصير الاقتصاد الصيني ويُنذر بالمزيد من التدابير التسهيلية

large image
الندوات و الدورات القادمة
large image