الأسواق تغلق تداولات الأسبوع على هبوط أسعار السلع وتماسك الدولار

الأسواق تغلق تداولات الأسبوع على هبوط أسعار السلع وتماسك الدولار

واصلت أسعار السلع خلال تداولات اليوم اتجاهها الهابط الذي استقلته طوال الشهور الماضية لتستقر قرابة أدنى مستوياتها خلال سنوات طويلة. فنرى أسعار النفط تهبط بشكل حاد وصولاً إلى 47.92 دولار للبرميل الواحد في الوقت الحالي، لتستقر بذلك قرب أدنى مستوياتها على مدار ستة سنوات ونصف عند 42.01، وهي مستويات لم تشهدها منذ شهر فبراير من العام 2009، بعد أن تمكنت من التعافي من الآثار الناجمة عن الأزمة العالمية خلال العام الأسبق، والتي دفعت أسعار النفط إلى الهبوط الحاد من 147.27 في يناير 2007 إلى 33.55 دولار للبرميل الواحد في فبراير من العام 2009. إلا انها لم تتمكن من الاحتفاظ بمكاسبها طويلاً لتعاود التراجع مرة أخرى بداية من منتصف العام الماضي وتحديداً في يوليو 2014، كما هو مُوضح لكم من خلال الرسم التالي. 

هذا، ولم تكن أسعار الذهب أيضاً بمأمن عن الأوضاع المتردية العالمية لتبدأ اتجاهها الهابط منذ أغسطس من العام 2008، حيث سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 1925.30 دولار للأوقية في الوقت الذي انهار فيه الدولار الأمريكي إثر تداعيات الأزمة العالمية خلال نفس العام. ومن ثم بدأت أسعار الذهب في التراجع حتى يومنا هذا بفارق  سعري يقترب من 900 دولار للأوقية، ليجري تداول الذهب في الوقت الراهن عند 1.088.20 دولار للأوقية. وهي أدنى مستويات يشهدها الذهب منذ فبراير من العام 2010، أي قرابة خمسة وسنوات ونصف حتى الآن. وقد يرجع هذا إلى عزوف المتداولين عن استثمارات الذهب كأحد مجالات الاستثمار الأمن، في ظل الأوضاع العالمية المتقلبة. 

على صعيد أخر، مازال الدولار الأمريكي محتفظاً بقدر كبير من قوته خلال الشهور الماضية، على الرغم من مروره بفترات من الضعف نتيجة تباين الأوضاع الاقتصادية بالولايات المتحدة وغموض توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي وخاصة موعد رفع معدلات الفائدة مما أدى إلى تشتت الأسواق. لكن مع قدرة الاقتصاد الأمريكي على استعادة ثقة الأسواق مجدداً وعودة توقعات رفع الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري مرة أخرى بعد تبددها في السابق، فقد نرى الدولار الأمريكي يستعيد مكانته المعهودة مرة أخرى. ولا ننسى أن تباين تباين توجهات السياسة النقدية بين الاحتياطي الفيدرالي (الذي يميل نحو تشديد السياسة النقدية) والبنوك المركزية حول العالم (والتي يميل أغلبها إلى السياسة التسهيلية)، يدفع المستثمرين نحو تداولات الدولار الأمريكي. فقد شهدنا الدولار يفقد بعضاً من قوته خلال الشهور القليلة الماضية، ليصل مؤشر الدولار إلى 97.36 حالياً، أي إنه لازال قرابة أعلى مستوياته على مدار أكثر من 12 عاماً والتي سجلها في مارس الماضي وصولاً إلى 100.76، بعد أن تمكن من التغلب على منافسيه من العملات الرئيسية مدعوماً بتحسن الاقتصاد الأمريكي وتوقعات رفع الفائدة الأمريكية مطلع العام الجاري.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image