خمسة عوامل تُدعِم ارتفاع الجنيه الاسترليني

ازدادت التساؤلات عن أسباب ارتفاع الجنيه الاسترليني خلال الآونة الأخيرة، وبالتالي يتناول التقرير التالي نظرة على أهم العوامل الاقتصادية المدعمة لمثل هذا الارتفاع لكي تساعدك على فهم الحركة السعرية للجنيه الاسترليني بشكل أكثر وضوحًا.

• تعافي معدلات التضخم إلى النطاق الإيجابي مرة أخرى

سجل الجنيه الاسترليني ارتفاعًا ملحوظًا عقب صدور بيانات أسعار المستهلكين خلال الأسبوع الماضي، فعلى الرغم من عدم إرتفاع هذه البيانات لتفوق التوقعات إلا أنها كانت كافية لزيادة عمليات الشراء على الاسترليني.

 فقد أظهرت البيانات ارتفاع مؤشر أسعار المستهكلين على أساس سنوي ليصل إلى 0.1% كما كان متوقعًا بالمقارنة بالقراءة السابقة عند -0.1%، وقد كانت هذه البيانات كافية للإشارة إلى تعافي الاقتصاد البريطاني من مرحلة الإنكماش، من ناحية أخرى، فقد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية من 0.8% إلى 0.9% خلال مايو الماضي.

• ارتفاع معدل نمو الأجور

ما يساعد على استمرار الرؤية الإيجابية بشأن تعافي النمو الاقتصادي في المملكة المتحدة من مرحلة الانكماش هو الارتفاع الكبير الذي شهده معدل نمو الأجور خلال إبريل الماضي، فقد ارتفع متوسط دخل الفرد إلى 2.7% في حين استقرت التوقعات على أن يسجل ارتفاعًا بنسبة 2.5%، كما تم مراجعة القراءة السابقة على نحو مرتفع من 1.9% إلى 2.3%.

وبالنظر إلى بيانات السياسة النقدية لبنك انجلترا على مدار الأشهر الماضية، نُلاحظ أن ضعف معدل نمو الأجور كان أحد اهتمامات البنك، حيث يرغب صناع القرار في تحقيق مزيد من النمو في معدلات الأجور مما يحفز البريطانيين على زيادة حجم الشراء الأمر الذي سوف يؤدي في النهاية إلى زيادة مستوى الأسعار، وبالتالي يكون بنك انجلترا قد عمل على تعزيز معدل الإنفاق الاستهلاكي ورفع معدلات التضخم في آنٍ واحد.

• احتمالية رفع معدلات الفائدة العام المقبل

في ظل ارتفاع معدل نمو الأجور وتعافي مستوى الأسعار إلى النطاق الإيجابي، فقد يزيد هذا الأمر من التوقعات الإيجابية بشأن معدلات التضخم خلال الفترة المقبلة، خاصًة بالنظر إلى نتائج اجتماع لجنة السياسة النقدية لبنك انجلترا الأخيرة والتي أشارت إلى أنه على الرغم من أن رفع معدلات الفائدة الأمريكية قد يشكل خطرًا على الاقتصاد العالمي إلا أن الأعضاء قد استقروا على أن توجهات السياسة النقدية في المملكة المتحدة سوف تعتمد على معدلات التضخم فقط.

في الوقت الراهن، لا يزال تصويت إعضاء بنك انجلترا بالإجماع على الإبقاء على معدلات الفائدة وبرنامج مشتريات الأصول دون تغيير عند 0.5% و375 مليار جنيه استرليني على التوالي.

• الحركة السعرية لزوج الاسترليني دولار

من الناحية الفنية، يُظهر الجنيه الاسترليني الكثير من الزخم الصعودي حتى على الإطار الزمني الطويل المدى، فكما نُلاحظ على الرسم البياني على الإطار الزمني اليومي، فقد استطاع الزوج من اختراق مستوى المقاومة القوي 1.5500، ومن ناحية أخرى، في حالة نجاح الزوج في كسر خط العنق فسوف يصبح لدينا نموذج الرأس والكتفين المقلوب وهو الأمر الذي يشير إلى احتمالية انعكاس الاتجاه الهابط.

• أفضل خيار بين العملات الأوروبية

ثمة عامل آخر يدعم قوة الجنيه الاسترليني وهو أنه يبدو الخيار الأفضل بين العملات الأوروبية الأخرى، ففي ظل تحسن البيانات الاقتصادية في منطقة اليورو إلا أن حالة عدم اليقين بشأن أزمة الديون اليونانية لا تزال تحوم في الآفاق، مما أدى إلى إتخاذ بعض المتداولين القليل من الحذر بشأن شراء اليورو، وفي الوقت نفسه، فإن احتمالية تدخل البنك الوطني السويسري في سوق العملات الاجنبية وتحذيره بشأن دخول صفقات شراء على الفرنك السويسري قد أدت إلى ابتعاد المستثمرين عن التداول على الفرنك.

وفي ظل عدم وجود بيانات اقتصادية هامة في المملكة المتحدة مقرر صدورها خلال الأسبوع الجاري، فمن المحتمل استمرار ارتفاع الجنيه الاسترليني أمام العملات الرئيسية الأخري خاصًة مقابل الدولار النيوزيلندي والدولار الاسترالي.. هل تشاركنا الرأي في احتمالية استمرار ارتفاع الجنيه الاسترليني، وهل ستقرر دخول صفقات شراء على الجنيه الاسترليني خلال الوقت الحالي أم لا ؟