تباين الآراء حول أوضاع سوق العمل الأمريكي وتأثيرة على التعافي

شهد التعافي الاقتصادي الأمريكي حالة من التباين خلال الفترة الأخيرة بين ضعف البيانات خلال الربع الأول من العام وتعافي أوضاع سوق العمل مرة أخرى خلال الشهر الماضي ولهذا نلاحظ أن هناك بعض القطاعات تسهم بشكل كبير في دعم هذا التعافي وبعض القطاعات بالحاجة إلى الدعم وسوف نلقي الضوء في هذا التقرير على أهم جوانب التعافي:

بالرغم من تراجع معدلات البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ مايو 2008 إلا أن نسب المشاركة لا تزال مستقرة عند 62.8%  لحوالي اثنى عشر شهرًا مما يعني أن هناك 93 مليون مواطن غير مشاركين في سوق العمل، وقد أظهر تقرير صادر عن مكتب إدارة الموازنة بالكونجرس عن أن حوالي 40% قد فقدوا الأمل في البحث عن العمل.

ويلاحظ أيضًا أن ارتفاع متوسط أعمار التقاعد خلال الأعوام الماضية في ظل إجبار العديد من الأشخاص للعمل لفترة أطول، فقد أفادت دراسات بأن 54% ممن تتجاوز أعمارهم الخمسة وستون عام يرغبون في العمل عقب التقاعد من حياتهم المهنية مقابل نسبة العام الماضي عند 45%. ونستنتج من ذلك أنه حتى بعد تجاوز سن التقاعد لا يعني بالضرورة أنك لن تبحث عن فرص العمل.

ولهذا يمكننا القول بأن نسب البطالة والأجور وأعداد الوظائف المضافة وحدها لا تكفي، ولكن يجب أن تشهد نسب المشاركة ارتفاعًا حتى تكتمل صورة تعافي أوضاع سوق العمل بوجهٍ عام.

 وبالنظر إلى المؤشر الأمريكي " US Economic surprise index" أو مؤشر المفاجأة والذي يقيس مدى مجيء البيانات الاقتصادية أعلى أو دون التوقعات، نلاحظ أنه قد تراجع إلى أدنى مستوياته منذ عام 2009.

وبالطبع أثر ذلك على مؤشر الدولار بالسلب والذي فقد حوالي 5% من قيمته منذ يوم 10 أبريل إلا أنه لا يزال يرفض التخلي عند مستوى الدعم القوي عند 94 مما يعد أمرًا إيجابيًا للمشتريين. ومن ناحية تأثير قيمة الدولار المرتفعة على الأسواق نلاحظ أنه بالرغم من من التأثير السلبي على أرباح الشركات إلا أنه لا يؤثر بشكل كبير على معدلات التضخم فلاحظنا أن  ارتفاع الدولار بنسبة 9% خلال الفترة ما بين يوليو وسبتمبر الماضيين قد أدى إلى تراجع أسعار الواردات غير البترولية بنسبة 1.9% فحسب بالإضافة إلى أن الاقتصاد الأمريكي اقتصاد غير قائمة على الصادرات في المقام الأول حيث أنها تمثل حوالي 13% من إجمالي الناتج المحلي الأمريكي.

ولتحديد الاتجاه القادم للدولار يجب علينا مراقبة البيانات القادمة حتى انعقاد المؤتمر الصحفي لـ "يلين" محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والتي عادة ما تكون إجابتها على أسئلة الصحفيين بمثابة إشارات غير مباشرة حول موعد رفع الفائدة.