ملخص أحداث الأسبوع (12 – 16 يناير)

ملخص أحداث الأسبوع (12 – 16 يناير)

أسبوع لا يُمكن نسيانه، هذا أقل ما يمكننا قوله عن هذا الأسبوع الدرامي، فقد فاجأ البنك الوطني السويسري الأسواق يوم الخميس بقراره إلغاء ربط الفرنك السويسري باليورو، وما تبع هذا القرار من خسائر كبيرة للشركات والأفراد، وأيضاً تحدث الأسواق عن قرب البنك المركزي الأوروبي من بدء برنامجه للتيسير النقدي، خاصةً عقب قرار محكمة العدل الأوروبية، كذلك تترقب الأسواق قرار رفع الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، لكن على ما يبدو لن يكون قريباً، وكذلك الحال أيضاً بالنسبة لبنك انجلترا، والآن لنلقي نظرة على أهم أحداث هذا الأسبوع ومدى تأثير هذه الأحداث الاقتصادية على الأسواق :

 

الدولار الأمريكي :

على الرغم من ارتفاع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي، إلا أن الاقتصاد الأمريكي على وشك مواجهة ضغوط انكماشية خلال الفترة المقبلة، لذا قد يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى الإبقاء على معدلات الفائدة منخفضة في الوقت الراهن، في ظل قلة الأدوات المتاحة لمواجهة الانكماش، مما قد يُشكل تحدياً كبيراً أمام الاحتياطي الفيدرالي. وعلى صعيدٍ آخر، ارتفع الدولار الأمريكي أمام معظم العملات الرئيسية، إلا أنه شهد تراجعاً أمام كلٍ من الين الياباني والدولار الاسترالي، كما تراجع بشكلٍ عنيف أمام الفرنك السويسري عقب قرار البنك الوطني السويسري، ليُسجل أدنى مستوياته منذ أكتوبر 2013. وكانت قد شهدت بعض البيانات الاقتصادية الأمريكية خلال هذا الأسبوع تراجعاً وفيما يلي استعراض لأهم تلك البيانات :

  • أظهرت البيانات تراجع مبيعات التجزئة على أساس شهرى بالولايات المتحدة بنسبة -0.9% مقابل التوقعات التى أشارت إلى 0.2% وتم مراجعة القراءة السابقة من 0.7% إلى 0.4%.
  • سجلت مبيعات التجزئة بقيمتها الأساسية على أساس شهرى بالولايات المتحدة تراجعاً بنسبة -1.0% فى حين استقرت التوقعات على 0.1% والقراءة المراجعة عند 0.1%.
  • سجل مؤشر أسعار المنتجين بالولايات المتحدة -0.3% خلال شهر ديسمبر وفقاً للبيانات الصادرة عن وزارة العمل الأمريكية، بينما استقرت التوقعات على أن يسجل -0.3% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت -0.2%.
  • سجلت إعانات البطالة بالولايات المتحدة ارتفاعاً إلى 316 ألف لتفوق التوقعات التى أشارت إلى 299 ألف والقراءة السابقة عند 294 ألف والتى تم مراجعتها إلى 297الف.
  • سجل مؤشر فيلادلفيا التصنيعي تراجعاً إلى 6.3 بينما أشارت التوقعات إلى 20.3 والقراءة السابقة عند 24.5.
  • سجل مؤشر أسعار المستهلكين على أساس شهرى بالولايات المتحدة تراجعاً بنسبة -0.4% دون التوقعات والقراءة السابقة عند -0.3%.
  • أظهرت البيانات تراجع مؤشر أسعار المستهلكين بقيمته الأساسية على أساس شهرى بالولايات المتحدة بنسبة 0.0% دون التوقعات والقراءة السابقة عند 0.1%.
  • سجلت القراءة الأولية لثقة المستهلك بالولايات المتحدة  إلى 98.2 مقابل التوقعات التى أشارت إلى 94.2 والقراءة المراجعة عند 93.6، وذلك طبقاً للبيانات الصادرة عن جامعة ميتشجان.

ويوضح الرسم البياني التالي تأثير قرار البنك الوطني السويسري على زوج الدولار فرنك :

 

 

اليورو :

واصل اليورو تراجعه أمام الدولار الأمريكي مُسجلاً أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2003، عند المستوى 1.1563، ومن المتوقع أن يُسجل مزيداً من التراجع، ولربما نرى قريباً دولار أمريكي واحد سيساوي 1 يورو، في ظل حالة التدهور الاقتصادي الذي تعاني منه منطقة اليورو، وأيضاً حالة عدم الاستقرار السياسي، وزيادة احتمالية بدء برنامج التيسير النقدي بحلول نهاية هذا الشهر، عقب قرار محمكة العدل الأوروبية الذي جاء داعماً للبرنامج، بالإضافة إلى ذلك استعادة الاقتصاد الأمريكي لعافيته.

وعلى صعيدٍ آخر، صدقت توقعاتنا بخصوص زوج اليورو ين وتراجع الزوج لأدنى مستوياته منذ 23 أكتوبر 2014، ولكنه تعافي بحلول نهاية تداولات اليوم الجمعة ليجري تداوله قرابة المستوى 136.06 قرابة أعلى مستوياته على مدار اليوم.

وكان لقرار البنك الوطني السويسري تأثيره الكبير على زوج اليورو فرنك، حيث قام بإلغاء الحد الأدنى لسعرصرف اليورو مقابل الفرنك السويسرى وهو 1.20 والذى استمر العمل به لمدة 3 سنوات ونصف. الأمر الذي أدى لتكبد خسائر كبيرة، ولكن على المدى الطويل من الممكن تعويض تلك الخسائر كما عرضنا خلال هذا الأسبوع قبل قرار البنك الوطني السويسري، عن وجود فرصتين لتحقيق مكاسب قوية خلال هذا العام.

 

ويوضح الرسم البياني التالي مدى تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي :

 

 

 

الفرنك السويسري :

فاجأ البنك الوطني السويسري الأسواق يوم الخميس بالإعلان عن إيقاف الحد الأدنى لسعر صرف الفرنك مقابل اليورو وهو 1.20، وفي الوقت نفسه خفض معدلات الفائدة إلى -0.75%، وكان لهذا القرار تأثير كبير على الأسواق وتكبد العديد من الشركات والأفراد خسائر كبيرة، كما لاقى العديد من ردود الأفعال القوية، لينتهي بذلك عهد تبعية الفرنك لليورو، وكان البنك الوطني السويسري قد صرح مرات عديدة في وقت سابق بأنه سوف يحافظ على الحد الأدنى لليورو فرنك عند 1.20 مما أدى إلى طمأنة الأسواق، ولم يكن باستطاعة الأسواق الخروج من هذا المأزق إلا القليل منهم، لذا هنالك ما يجب علينا تعلمه من قرار البنك الوطني السويسري.

ويوضح الرسم البياني التالي تأثير قرار البنك الوطني السويسري على زوج اليورو فرنك :

 

 

الجنيه الاسترليني :

سجلت معدلات التضخم أدنى مستوياتها على مدار 15 عاماً خلال شهر ديسمبر، عند المستوى 0.5%، الأمر الذى سوف يدفع محافظ بنك إنجلترا إلى إلقاء خطاب يوضح فيه أسباب هذا الضعف، وكنا قد أشرنا إلى ذلك، ويُذكر أن تراجع أسعار النفط وتراجع أسعار الأسواق الكبرى وراء التراجع الحاد لمعدلات التضخم بالمملكة المتحدة. بالتالى، فإن تراجع معدلات التضخم دون هدف بنك إنجلترا عند 2%، بالإضافة إلى ضعف اقتصاد منطقة اليورو والذى أدى إلى تراجع الصادرات، يعطى لجنة السياسة النقدية لبنك إنجلترا مبرراً قوياً للإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات منخفضة عند 0.5%.

وعلى صعيدٍ آخر، تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي للأسبوع الخامس على التوالي مسجلاً أدنى مستوياته الأسبوعية عند المستوى 1.5073، ويدور السؤال حاليًا حول ما إذا كان ضعف معدلات التضخم سوف يؤدي إلى تراجع الاسترليني أم أنه سوف يدعم معدلات الإنفاق وعليه تحسن النمو الاقتصادي ودعم الجنيه الاسترليني خلال الفترة المقبلة، فهل سيرتفع الاسترليني بالرغم من تراجع معدلات التضخم؟

ويوضح الرسم البياني التالي مدى تراجع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار الأمريكي :

 

 

الدولار الاسترالي :

سجل الدولار الاسترالي أعلى مستوياته على مدار 5 أسابيع مقابل الدولار الأمريكي، ليصل إلى المستوى 0.8293، حيث شهدت بيانات التوظيف الاسترالية ارتفاعاً للشهر الثالث على التوالي  خلال شهر ديسمبر بواقع 37.4 ألف، كما تم مراجعة قراءة الشهر السابق لترتفع إلى 45.0 ألف من 42.7 ألف، وبالطبع سيكون لتحسن بيانات التوظيف في استراليا تأثيراً على تحركات الدولار الاسترالي.

ويوضح الرسم البياني التالي تأثير بيانات التوظيف على الزوج الاسترالي دولار :

 

 

السلع:

الذهب :

واصل الذهب ارتفاعه على مدار الأسبوع مسجلاً أعلى مستوياته عند المستوى 1282.05 دولار للأوقية، أعلى مستوياته منذ أغسطس الماضي، مستفيداً من قرار البنك الوطني السويسري بإلغاء الحد الأدنى لليورو فرنك عند 1.20 مما دعم طلبات الشراء على الذهب كونه ملاذ آمن، وجدير بالملاحظ أن الذهب قد سجل ارتفاعًا نسبته 6% هذا العام في ظل تباطؤ وتيرة النمو الاقتصادي وتزايد الضغوط الانكماشية ببعض الدول المتقدمة والتي دعمت التوقعات التي تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يستغرق المزيد من الوقت قبل اتخاذ قرار رفع معدلات الفائدة.

وفيما يلي يوضح الرسم البياني تحركات الذهب على مدار أيام الأسبوع :

 

النفط :

واصل النفط تراجعه، مسجلاً أدنى مستوياته على مدار 6 سنوات، عند المستوى 44.17 دولار للبرميل، وكان لهذا التراجع الكبير تأثير كبير على الأسواق، وكانت قد أفادت وكالة الطاقة الدولية أنه ربما تستعيد أسواق النفط  توازنها بالنصف الثاني من عام 2015 مع زيادة طلبات الشراء، وفي ظل رفض منظمة الدول المصدرة للبترول (الأوبك) خفض الانتاج من النفط لأسباب استراتيجية وجيوسياسية، من المتوقع أن تواجه تحديات قوية خلال عام 2015.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image