ملاذ آمن جديد يهدد سيطرة الذهب.. نهاية عصر المعدن الأصفر؟

ملاذ آمن جديد يهدد سيطرة الذهب.. نهاية عصر المعدن الأصفر؟

كشف استطلاع حديث أجرته وكالة بلومبرغ أن المستثمرين أصبحوا يستخدمون أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية ليس فقط لرهانهم على الابتكار، ولكن أيضًا لاستخدامها كوسيلة تحوط محتملة ضد التضخم، وهو الدور الذي عادة ما يقوم به الذهب.

لا يزال يعتبر الذهب، الملاذ المفضل لعقود من الزمن، أفضل ضمان ضد مخاطر ارتفاع الأسعار، وفقًا لـ 46% من المشاركين في الاستطلاع. لكن ما يقرب من الثلث قالوا إن شركات التكنولوجيا العملاقة هي اختيارهم الأول للتحوط من ارتفاع التضخم.

يسلط هذا الاستطلاع الضوء على الدور المهيمن الذي تلعبه شركات مثل مجموعة إن فيديا (NASDAQ:NVDA)، وشركة أمازون دوت كوم (NASDAQ:AMZN)، وميتا (NASDAQ:META) في الأسواق المالية الأمريكية حيث توسع نفوذها على مساحات كبيرة من الاقتصاد. وقد سمح لهم ذلك بتحقيق أرباح ثابتة، مما أدى إلى ارتفاعات جعلت المستثمرين واثقين من أنهم سيظلون مصدرًا للمكاسب القوية.

أنهى سهم مجموعة إنفيديا (NASDAQ:NVDA) تعاملات أمس على ارتفاع بحوالي 0.6% بعد أن رفعت شركة (جيفيريز - Jefferies) السعر المستهدف لشركة صناعة الرقائق إلى 1200 دولار للسهم، مما يعني ارتفاعًا بنسبة 34% تقريبًا. فيما يتراجع السهم الآن بنحو 0.5% في تداولات ما قبل افتتاح السوق الأمريكي.

وتشير البيانات إلى أن المحللون يتوقعون نمو المبيعات في العام الحالي، بينما يتم تداول أسهم الشركة عند نسبة مكرر الربحية (P/E) منخفضة مقارنة بنمو الأرباح على المدى القريب.

وتشير البيانات أيضا إلى أن المحللون يتوقعون وصول سهم الشركة إلى مستوى 1021 دولار كمتوسط مقارنة بالمستوى الحالي البالغ 905.89 دولار، فيما تتراوح توقعاتهم بين 620 إلى 1400 دولار.

 

انخفض التضخم في الولايات المتحدة بشكل كبير عن مستوياته الحارقة في عام 2022، لكنه تجاوز توقعات الاقتصاديين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام وظل أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

وقد ترك ذلك ارتفاع الأسعار بشكل عام مصدر قلق أكبر بين المستثمرين. وأشار غالبية المشاركين في الاستطلاع – 59% من 393 مشاركًا – إلى عودة التضخم إلى الارتفاع باعتباره الخطر الأكبر الذي يواجه الأسواق المالية من الآن وحتى نهاية العام. من المقرر أن تصدر القراءة التالية لمؤشر أسعار المستهلك غدًا الأربعاء ومن المرجح أن تصل إلى حوالي 3.4% على أساس سنوي.

على سبيل المثال، ارتفعت شركة مجموعة إنفيديا (NASDAQ:NVDA) أكثر من ست مرات منذ أن ارتفع التضخم لأول مرة إلى ما يزيد عن 2% في مارس 2021. وحتى شركة آبل (NASDAQ:AAPL)، التي شهدت قممًا وانخفاضات، تفوقت في الأداء على السوق الأوسع في ذلك الإطار الزمني، حيث كسبت أكثر من 50% في حين زاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة تقريبا 30% ومع ذلك، مثل أسهم النمو الأخرى، فإن شركات التكنولوجيا حساسة للتغيرات في التضخم وأسعار الفائدة، لأن تقييماتها تعتمد إلى حد كبير على الأرباح المستقبلية.

وأشار حوالي ربع المشاركين في الاستطلاع إلى أن الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة هو الخطر الأكبر لعام 2024. وفي هذه الحالة، فإن سندات الخزانة، وليس الأسهم، ستوفر درعاً أفضل، كما يظهر الاستطلاع.

وقال ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين في الاستطلاع إن الدولار هو أفضل عملة ملاذ، حيث حصل الفرنك السويسري على 23% من الأصوات، بينما حصل الين الياباني على أقل بنحو ستة أضعاف من الفرنك. ومن بين المشاركين من الولايات المتحدة وكندا، حصل الدولار على 86% من الأصوات، بينما في أوروبا، صوت 43% من المشاركين للعملة السويسرية.

وأظهر المسح أن الين فقد مكانته كملاذ آمن بسبب انخفاض قيمته مقابل الدولار وبسبب السياسة النقدية المفرطة التيسير في اليابان. وكانت الفجوة المتسعة بين أسعار الفائدة في اليابان والولايات المتحدة قد دفعت الين إلى أدنى مستوياته منذ عام 1990 في وقت سابق من هذا العام.

من ناحية أخرى، ارتفع الذهب بنسبة 15% تقريبًا هذا العام مع اعتبار بنك الشعب الصيني أحد أكبر مصادر الطلب. ومع مصادرة أصول روسيا بالدولار في أعقاب الحرب في أوكرانيا، تحاول العديد من البلدان تنويع اقتصادها بعيداً عن الدولار، حيث يصبح الذهب المستفيد الطبيعي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image