ارتفاع شهية المخاطرة يجتاح الأسهم مع التفاؤل بانتهاء النهج التشديدي العالمي

انتعشت تحركات شهية المخاطرة بشكل ملحوظ خلال تداولات اليوم الخميس، بدعم من تطورات إيجابية عديدة أثرت على معنويات المستثمرين للمخاطرة تجاه مختلف الأصول والسلع والعملات، وفيما يلي، يمكن استعراض أهم هذه التطورات التي شهدتها شهية المخاطرة اليوم:

أولا: شهية المخاطرة تجاه سوق الأسهم العالمية

ارتفعت شهية المخاطرة بوضوح وأثرت إيجابا على جلسات سوق الأسهم العالمية بتعاملات اليوم، بفعل تزايد احتمالات التخلي عن السياسة النقدية التشديدية عالميا، فعلى سبيل المثال، انتعش أداء الأسهم الأوروبية بدعم من تصريحات محافظ المركزي الأوروبي اليوم والتي أوضحت فيها بأن التضخم يواصل الانخفاض بشكل تدريجي، وهو ما عزز التوقعات بقرب انتهاء دورة التشديد النقدي في منطقة اليورو وما لها من انعكاسات إيجابية على سوق الأسهم الأوروبية.

كما أثر انكماش كلا من مبيعات التجزئة الأمريكية والإنتاج الصناعي بوتيرة أسوأ من التوقعات في يناير الماضي إيجابا على أداء الأسهم الأمريكية، فيما عدا مؤشر ناسداك التكنولوجي، مع تزايد الضغوط على الفيدرالي الأمريكي للتخلي عن أسعار الفائدة المرتفعة.

ثانيا: شهية المخاطرة بسوق العملات الرئيسية

ارتفعت شهية المخاطرة بسوق العملات الأجنبية الرئيسية بصورة قوية، ولكن الدولار الأمريكي كان الخاسر الوحيد بالتداولات؛ حيث تضررت العملة الخضراء بشكل حاد من التراجع الحاد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية بجميع آجالها جنبا إلى جنب مع تنامي توقعات قرب تيسير السياسة النقدية الأمريكية وتزايد مخاوف تضرر الأوضاع الاقتصادية والتي أثارتها سلبية بيانات مبيعات التجزئة والإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة، بما أدى لهبوط الدولار لصالح ارتفاع أزواجه من العملات الرئيسية الأخرى.

ثالثا: شهية المخاطرة بسوق السلع البارزة

شهدت شهية المخاطرة انتعاشا قويا بتداولات النفط الخام، بدعم من التقارير الإخبارية التي أفادت بأن الصين تدرس خططا جديدة لدعم سوق العقارات المتعثر في البلاد، حيث تهدف الصين إلى شراء مشاريع السوق الخاصة المتعثرة وتحويلها إلى منازل ستؤجرها الحكومة أو تبيعها في بعض الحالات، بينما يهدف البرنامج الثاني إلى بناء الصين المزيد من المساكن المدعومة للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وهو ما قد يؤدي لانتعاش قطاع العقارات الصيني، وما له من تأثيرات إيجابية على النمو الاقتصادي بالبلاد، وبالتالي، انتعاش الطلب على النفط الخام.

وفي نفس الوقت، ارتفع الطلب بقوة على معدن الذهب بتداولات اليوم، حيث حقق المعدن الأصفر أرباحا كبيرة على خلفية الهبوط القوي للدولار الأمريكي، وذلك في ظل طبيعة العلاقة العكسية بين الطرفين.