الأسهم الأمريكية تسجل أرباحا قوية للأسبوع الثالث على التوالي.. فلماذا؟

الأسهم الأمريكية تسجل أرباحا قوية للأسبوع الثالث على التوالي.. فلماذا؟
بورصة وول ستريت

سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعات ملحوظة خلال تداولات الأسبوع المنتهي في 17 نوفمبر، لتواصل بذلك سلسلة مكاسبها للأسبوع الثالث على التوالي، وذلك بدعم من تباطؤ معدل التضخم الأمريكي جنبا إلى جنب مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتفادي سيناريو الإغلاق الحكومي.

ومع إغلاق جلسة أمس الجمعة، ارتفع مؤشر Nasdaq 100 بنسبة هامشية بلغت 0.03% إلى 15837.99 نقطة، وأنهى مؤشر S&P 500 عند المستوى 4514.03 نقطة التداولات بنسبة ارتفاع قدرت بحوالي 0.13%، بينما استقر مؤشر  Dow Jones  الصناعي قرب مستوى إغلاق الجلسة الماضية عند 34947.29 نقطة.

أهم العوامل التي أثرت على أداء سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع

أدى الانتعاش القوي لشهية المخاطرة بالأسواق إلى دعم أرباح سوق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، حيث استقر مؤشر فيكس 500 لأداء التقلبات عند أدنى مستوياته منذ 8 أسابيع، ليسجل نحو 13.80 نقطة، إذ انخفض المؤشر بنسبة 2.61% خلال الأسبوع، الأمر الذي يعكس تراجع مخاوف المستثمرين وانتعاش شهية المخاطرة بالأسواق.

ويرجع ارتفاع شهية المخاطرة بأسواق الأسهم الأمريكية إلى عدة عوامل، أهمها بيانات التضخم الأمريكي، وكذلك، حظيت الأسهم الأمريكية بدعم قوي من انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتجنب البلاد سيناريو الإغلاق الحكومي، وفيما يلي، يمكن إيضاح كيف دعمت هذه العوامل الصعود القوي لسوق الأسهم الأمريكية:

أولا: تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية

كشفت البيانات الرسمية عن تباطؤ التضخم الأمريكي بصورة قوية خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث سجل مؤشر أسعار المستهلك السنوي نحو 3.2%، بينما كانت توقعات الأسواق تشير لتباطؤه إلى 3.3% فقط، وذلك بعدما استقر التضخم قرب 3.7% في سبتمبر الماضي، وهو ما تزامن مع تباطؤ معدل التضخم الأمريكي الأساسي السنوي (والذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء)، ليصل إلى 4.0%، بينما كانت توقعات الأسواق تشير لانخفاض التضخم إلى النسبة 4.1% فقط خلال نفس الفترة، وسجلت القراءة السابقة للمؤشر نحو 4.1% بنهاية سبتمبر الماضي.

وبناءا عليه، انتعشت شهية المخاطرة للمستثمرين بسوق الأسهم الأمريكية بشكل قوي، مع تفاؤل الأسواق حيال انتهاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي من دورة التشديد النقدي وعدم رفع الفائدة مجددا باجتماعاته المقبلة، نتيحة لتباطؤ التضخم بالبلاد، الأمر الذي انعكس إيجابا على أداء الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع.

ثانيا: تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية

جاء انتعاش أداء الأسهم الأمريكية على خلفية تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بمختلف آجالها، نتيجة لتطورات التضخم الأمريكي السلبية، والتي عززت إحجام المستثمرين عن شراء عوائد السندات لصالح الأسهم، فعلى سبيل المثال، بلغت خسائر عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات هذا الأسبوع حوالي 4.58%، حيث يعتقد المستثمرون بأن عوائد السندات قد بلغت مستوى ذروتها بالفعل خصوصا وأن الأسواق أصبحت ترى بأن الفيدرالي قد انتهى من معركة كبح التضخم المرتفع وقد لا يرفع الفائدة مجددا.

ثالثا: تفادي الولايات المتحدة سيناريو الإغلاق الحكومي

خلال الأسبوع الماضي، توصل الكونجرس الأمريكي إلى اتفاق حول صياغة مشروع قانون مؤقت لتجنب الإغلاق الحكومي، وتمت إحالته بعد ذلك إلى مجلس الشيوخ، وأخيرا وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن على مشروع القانون المؤقت أمس الجمعة، الأمر الذي أدى لانحسار المخاوف حيال الأوضاع الاقتصادية والمالية بأكبر قوة اقتصادية عالمية، وما له من انعكاسات سلبية محتملة على النمو الاقتصادي الأمريكي، وهذا بدوره، عزز أداء الأسهم الأمريكية بالأسبوع المنتهي.

كيف تأثر أداء الأسهم الأمريكية الأسبوعي بهذه التطورات الإيجابية؟

نتيجة للعوامل الإيجابية سالفة الذكر، وصلت الأرباح الأسبوعية لمؤشر  S&P 500إلى 2.24% أي ارتفعت أرباح المؤشر بمقدار 98.80 نقطة، وحقق مؤشر  Dow Jones الصناعي أرباحا قدرت بنحو 664.14 نقطة، أي بنسبة 1.94%، وأيضا، بلغت مكاسب مؤشر Nasdaq 100 الأسبوعية حوالي 1.99% أي صعد بمقدار 308.87 نقطة هذا الأسبوع.

اقرأ أيضا: 

الأسهم الأمريكية تحقق أفضل أداء أسبوعي على الإطلاق منذ بداية العام!


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image