استمرار هيمنة تجنب المخاطرة على الأسواق ببداية الأسبوع

لم تأتي عطلة الأسبوع بأنباء جيدة للمملكة المتحدة، ومن ثم للجنيه الإسترليني. هذا وقد أعلنت صحيفة الديلي تليجراف بأن صندوق النقد الدولي حذر من أن المملكة المتحدة لن تستطيع تحمل خطط التحفيز الاقتصادية المطلوبة على مدار الـ 18 أشهر المقبلة نتيجة الوضع الحرج للمالية العامة بالمملكة المتحدة. وفي تقرير الصندوق المقدم في اجتماع مجموعة العشرين، تم تسليط الأضواء على أن كل دولة بمجموعة العشرين باستثناء المملكة المتحدة والأرجنتين قادرة على تمويل الانفاق المؤقت أو خفض الضرائب العام المقبل من أجل الخروج من مرحلة الكساد. هذا وقد أكدت تلك الأنباء على التحذيرات السابقة من وكالة استاندرز اند بورز حول الوضع القاتم للمالية العامة بالمملكة المتحدة، و خطورة تخفيض التصنيف الائتماني. وفي الوقت ذاته، ذكرت صحفية التايمز بأن المجموعة البنكية لويدز تفكر في تخفيض ما يقرب من 13 مليار إسترليني من قروضها لصالح الملكيات العقارية و الأعمال و حاملي صك الرهن العقاري. هذا وقد هبط زوج ( الإسترليني/ دولار) في بداية الفترة الأسيوية ويبدو أنه يتطلع إلى مزيد من الانخفاض.

علاوة على ذلك، استنكر " ايفانس بريتشارد " محرر صحفي بالتيلجراف الدور الحالي للبنك المركزي الأوروبي وتوقع المزيد من الضعف لأوروبا نتيجة لتلك الأفعال، حيث أعرب عن مخاوفه بشأن رفض البنك المركزي الأوربي الانضمام إلي سياسة التسهيل النقدي المتبعة من قبل البنوك المركزية الأخرى، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى دفع الدول تحت لواء اليورو إلى تراكم الديون لديها مما قد يؤدي إلى أزمة في السندات أو تفكك الاتحاد الأوروبي. هذا وقد بدء اليورو الفترة الأسيوية على نبرة شراء هادئة و لكنه تراجع عن المكاسب التي حققها عقب فشله في اختراق مستوى المقاومة عند 1.40.

ظهرت الأنباء السياسية الأسيوية على الساحة في عطلة نهاية الأسبوع، عقبما أظهرت الانتخابات المبكرة فقد الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم - الذي يضم اسو رئيس الوزراء الصيني- أغلبيته في مجلس النواب بطوكيو لصالح الحزب الديمقراطي لأول مرة منذ 44 يوليو. وتعد تلك النتيجة مقياس جيد للغاية للانتخابات العامة المقبلة، مما أدى إلى تصاعد المطالبات بحل البرلمان فورا، وبالتالي يواجه " اسو " المزيد من الضغوط للاستقالة من رئاسة الحزب ورئاسة الوزارة. ويعد الحل المبكر للبرلمان إيجابيا للأسواق حيث ستتخلص الأسواق من ظروف عدم التأكد في وقت مبكر. وعلى الرغم من أن الين لا يبدو أنه العملة الأكثر تأثرا بالأوضاع السياسية و التصريحات السياسية المعارضة (مثل تصريحات الحزب المعارض في عطلة الأسبوع بشأن تنوع الاحتياطي النقدي بعيدا عن الدولار) ، إلا أنه من المحتمل أن يفقد الين بريقه الفترة المقبلة.

وببداية الأسبوع الجديد، تتقرب الأسواق بداية الأحداث المثيرة غدا. حيث ستكون جولدمان ساكس المؤسسة المالية الأولى التي ستعلن بيانات الربع الثاني، وفي الوقت الذي ستصدر فيه مبيعات التجزئة لشهر يونيو. هذا وقد رفعت مقالة نيويورك تايمز من المعنويات خلال الفترة الأسيوية حيث توقعت أن تأتي أرباح الربع الثاني لجولدمان ساكس مدهشة للغاية. وعلى جانب مبيعات التجزئة، تأمل الأسواق في أن ينتقل الارتداد الحاد في مؤشر PMI إلى طلبات المستخدم النهائي. ومع ذلك، إذا أخذنا في الاعتبار الطبيعة الهشة لبيانات ثقة المستهلك الأمريكي، فسيظهر أي تحسن على أنه شيء هامشي. هذا وتشير التوقعات إلى ارتفاع قدره 0.4% في أعقاب ارتفاع الشهر الماضي بـ 0.5%، مع استقرار البيانات باستثناء مبيعات السيارات عند 0.5%.

وفي ضوء ذلك، أظهرت الاستطلاعات الأخيرة لبلومبرج ارتفاع تقديرات النمو للاقتصاد الأمريكي للنصف الثاني من العام و خلال عام 2010 حيث يشير انتعاش الانفاق الاستهلاكي إلى نهاية مرحلة الكساد. كما يشير الاستطلاع إلى أن النمو سوف يصل في المتوسط إلى 1.5% للفترة من يوليو حتى ديسمبر مقارنة بتوقعات الشهر الماضي عند 1.2%. ومع ذلك، أظهر نفس التقرير احتمال أن يرتفع معدل البطالة ليصل إلى10% العام المقبل، وأن يصل في المتوسط إلى 9.8% لعام 2010.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image