السوق اليوم : التاريخ يعيد نفسه !!!

 

الملخص :

تحمل لنا الأحداث التي شهدتها الساحة الاقتصادية مؤخراً أصداء بعض الأحداث التي شهدها صيف 2008. 

العناوين الرئيسية :

اليابان :

صرح وزير الاقتصاد الياباني "يوشيماسا هاياشي" أنه في حالة استمرار ارتفاع قيمة الين الياباني وانخفاض أسواق الأسهم لفترة طويلة، سوف تزداد المخاوف من الأثر السلبي على كل من المصدرين والمعنويات العامة. لذلك، نحن بحاجة إلى استمرار مراقبة تحركات أسواق الأسهم والعملات.

 من ناحية أخرى، هبط مؤشر أسعار سلع الشركات الياباني (الذي يقيس أسعار السلع المنتجة محلياً والسلع المستخدمة التي يتم متاجرتها بين الشركات) بنسبة 6.6% في يونيو. حيث سجل المؤشر بذلك أسوأ قراءاته على الإطلاق منذ بداية التسجيل في عام 1960.

أوروبا الشرقية :

نقلت صحيفة اقتصادية رائدة في ألمانيا أن عشرة دول بشرق أوروبا تبحث مع صندوق النقد الدولي إمكانية الحصول على قروض طارئة. هذا ونقلت الصحيفة عن مصادر موثوق فيها في صندوق النقد الدولي قولهم أن معظم المسئولين بالصندوق أعربوا عن دعمهم لهذه القروض. وذكرت الصحيفة أن بلغاريا وكرواتيا وماقدونيا كانت ضمن الدول التي تقدمت لطلب الدعم من صندوق النقد. وأضافت الصحيفة أن المجر لم تحدد بعد حاجتها للحصول على تمويل إضافي. وقال المصدر أنه سوف يتم التوصل إلى قرار بشأن هذه القروض بأسرع وقت ممكن.

سويسرا :

صرح "روث" رئيس البنك المركزي السويسري عن عدم رغبة البنك في ارتفاع قيمة الفرنك السويسري لأن هذا يتعارض مع التزام البنك بتجنب الانكماش. وعندما سئل عن رد فعل البنك تجاه استمرار وجود هذه الضغوط، قال "نحن نلتزم بسياستنا بشدة."

ملخص لفعاليات اليوم الثاني لقمة الثمان :

وفقاً للبيان الذي ألقاه "ما زاوكسو" المتحدث الرسمي بأسم وزير الخارجية الصيني، قال "داي بينجو" مستشار الدولة أنه "لا بد أن يكون لدينا نظام أفضل لإصدار عملات الإحتياطي النقدي، وبذلك يمكننا الحفاظ على استقرار العملات الرئيسية للإحتياطي النقدي. وأضاف المتحدث الرسمي أن "وضع الصين تجاه الإحتياطي النقدي يحتمل أكثر من تفسير، و أن ما ذُكر سابقاً هو أكثر التعليقات المعبرة عن رؤية الحكومة الصينية في هذا الشأن. 

 
صرح رئيس الوزراء البريطاني "جوردون براون"  قائلاً " في الوقت الحالي، ونحن نسعى للتوصل إلى مخرج من أزمة عمق الركود، لا أرغب أن أشير إلى أن هناك بعض التغييرات الجزرية القريبة، مما قد يعطي انطباعاً بأن النظم الحالية غير مستقرة."


في الوقت ذاته، صرح الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي" فيما يتعلق بالنقاش حول الإحتياطي النقدي: "بكل صراحة، لا بد أن يسأل كل منا نفسه بعد مرور ستون عام من الأن سؤالاً رئيسياً وهو: أليس من المفترض أن عالم متعدد الأطراف، لا بد وأن ينعكس في إطار نظام اقتصادي متعدد الأطراف؟ مهما كانت صعوبة هذا الموقف، فسوف نناقشه في الأشهر المقبلة. وقال ساركوزي أيضاً " من الواضح أن مجموعة الثمان لا تمثل بالشكل الكافي من أجل مواجهة القضايا التي لا تقل أهمية عن الاستجابة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الحالية. ويبدو أنه غير منطقي بالنسبة لنا أن يتم مناقشة أكثر القضايا أهمية على المستوى الدولي من دون تمثيل من أفريقيا وأمريكا اللاتينية والصين." وقال أنه قدم مقترح مع الرئيس البرازيلي "اويز إيناشيو" لزعماء المجموعة من أجل عقد قمة جديدة لأربعة عشر دولة بدلا من ثمانية. وأن هذا التشكيل الجديد سوف يتم عندما يأتي الدور على فرنسا لكي تتولى رئاسة قمة الثمان.       


التعليقات :

بالعودة بالذاكرة إلى شهر يوليو العام الماضي، سوف ينتابنا شعور بأن ما يحدث حالياً ليس مستجداً وأننا عاصرنا الأحداث الحالية من قبل. فعلى سبيل المثال، إذا عدنا إلى البيانات الاقتصادية في نفس الفترة من العام الماضي يمكننا أن نتذكر هبوط مؤشر قياس تكاليف شحن السلع بين دول بحر البلطيك بما يقرب من 25% عن مستوياته التي سجلها في مايو السابق. في الوقت ذاته ، يتضح أن الذهب استقر دون المستويات التي سجلها في منتصف مارس، حيث بدت بعض علامات على احتمال كسر مستوى 950.

ومن الملاحظ أن ما حدث في 2008 يمكن إعادة كتابته بالمثل في الوقت الحالي. فقد لاحظنا هبوط مؤشر تكاليف شحن السلع بين دول بحر البلطيك بما يزيد عن25% في يوليو بعد أن سجل ثالث أعلى قراءاته في يونيو الماضي. وكذلك الوضع بالنسبة للذهب.

والسؤال الذي يدور في أذهان معظم القراء الأن هو "ما أهمية عقد هذه المقارنة؟" فإن الهدف وراء عقد مقارنة بين الأحداث الحالية وأحداث نفس الفترة من العام الماضي هو البحث عن أية علامات أو دلائل توحي باقتراب نهاية الضغوط التضخمية. على الرغم من أن الأوضاع العالمية الحالية تغيرت تماماً عن صيف 2008، إلا أن النقاش الرئيسي على مدار الربع الثاني من عام 2009 كان يتعلق ببرامج الإنفاق الهائلة (التي تزامنت مع برامج التسهيل النقدي المفاجئة)، والذي  قد يتحول إلى مخاوف بشأن محاولات خفض قيمة الدولار الأمريكي والبحث عن بديل. أي أن المخاوف حول الإجراءات التي اتخذتها العديد من البنوك المركزية ووزارات المالية في دول العالم المتقدم قد تتسبب في فقاعة أسعار السلع التي اتسم بها منتصف العقد الحالي (خاصة النصف الثاني من عام 2007 والنصف الأول من عام 2008).

ومثلما أثبتت العديد من المؤشرات في العام الماضي وأكدت على بدء تلاشي الضغوط التضخمية، نحن نعتقد أن مثل هذه التحركات التي شهدتها حركة الشحنات والتعدين والطاقة وأسعار السلع الخفيفة في الأسابيع القليلة الماضية والتي بدأت تزداد أثناء الربع الثاني من العام الحالي انتشرت بسرعة كبيرة. فعلى سبيل المثال، في نهاية الشهر الماضي، نقلت صحيفة صينية عن بعض المسئولين في قطاع الصناعة قولهم أن مخزون المعادن بالصين قد اكتمل، حيث بلغ 590 ألف طن من الألومنيوم، 159 ألف طن من الزنك، 235 ألف طن من النحاس، 30 طن من الإنديوم، و5 ألاف طن من التيتانيوم. علاوة على ذلك، نقلت وكالة أنباء رويترز يوم أمس حول نقل حمولة من الفحم الأسترالي في الأسواق بعد أن تم إلغاءعقود بعض المشترين الصينيين. فقد تبع ذلك بعض الشائعات حول محاولة المشترين الصينيين التهرب من الالتزام بالعقود بسبب ارتفاع المخزون لديهم وتباطؤ الاستهلاك في الصين. وبالمثل، لاحظنا اليوم هبوط معدل الشحن من أسيا إلى أمريكا الشمالية للمرة الأولى في ثلاثة أعوام. وأضافت الصحيفة أيضاً أنه تم الاتفاق على خفض معدلات الشحن بنسبة تتراوح  بين 20% و 40% في العام المالي الذي ينتهي في مايو 2010.   
ومن المؤكد أن ثمة تساؤل بشأن أهمية مثل هذا النقاش في سوق العملات يدور في أذهان القراء. ففي نفس هذه الفترة من العام الماضي، كنا نسعى للبحث عن مؤشرات توحي بنهاية هبوط الدولار. ومن المؤكد أن زوج (اليورو/دولار) بلغ أعلى مستوياته منذ سبعة أيام ماضية عند 1.6040، وأنه سوف يواصل الهبوط على مدار الفترة المتبقية من العام الحالي. فهل تمدنا نفس المؤشرات على صعيد أسواق السلع والشحن بمثل هذه المعلومات اليوم؟

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image