ارتفاع الدولار الناجم عن عوائد السندات، فهل من استدامة؟

الحركة السعرية:
• زوج (الدولار/ ين): يتوقف عند المستوى 84.00 حتى الآن.
• زوج (الأسترالي/ دولار): ضعف السلع يُثقل كاهل الزوج ليتوقف عند المستوى 0.9800 حتى الآن.
• زوج (الإسترليني/ دولار): يصل عند مستوى الدعم 1.5700.
• زوج (اليورو/ دولار): يختبر المستوى 1.3200.

انتاب الدولار حالة من القوة على نطاق واسع، مدعومة بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وتوقعات النمو الأفضل حالاً في أعقاب اتفاقية خفض الضرائب، وهو ساعد في دفع زوج (اليورو/ دولار) إلى المستوى 1.3200 مع نهاية الفترة الآسيوية، في حين استقر الزوج مع بداية فترة التداول الأوربية رغم ضعف بيانات التجارة الألمانية على نحو طفيف. وقد استعاد زوج (اليورو/ دولار) المستوى 1.3200 في ظل تحسن تدفقات المخاطرة، وعودة مقتنصي الصفقات مع بداية الفترة الأوربية. وتضرر الدولار قليلاً أيضًا إثر التصريحات التي جاءت على لسان مستشار بنك الصين لي داوكوي.

وأوضح لي أن الدولار يعد ملاذًا آمنًا خلال الـ6 إلى 12 شهرًا المقبلة، إذ أن العافية المالية للولايات المتحدة تعتبر فعليًا أسوأ من كانت تتوقعه أوربا. ومن جانبه، فقد تنبأ بأن الدولار الأمريكي وباقي الأصول المالية الأمريكية ستهبط فعليًا بمجرد استقرار الأوضاع في أوربا. وتكرر وجهة نظر لي بشأن التمويلات الأمريكية حالة الثقة التي تنتاب محافظ البنك المركزي الأوربي جان كلود تريشيه، حيث نوه الأسبوع الماضي بأن عجز الموازنة الأمريكي بالنسبة للناتج المحلي الإجمالي يمثل تقريبًا ضعفي العجز الكائن بمنطقة اليورو. من ناحية أخرى، يبدو أن الأسواق تخالجها حالة من السعادة بتجاهل التبعات طويلة الأجل لأعباء أزمة الدين السيادي الضخمة، ليواصلوا شراء الدولار على اعتبار عوائد سندات الخزانة المرتفعة.

إلى ذلك، ارتد زوج (الدولار/ ين) معوضًا كل الخسائر التي مُني بها عقب بيانات التوظيف الأمريكي، ليستقر حاليًا عند المستوى 84.00. ولا يزال الزوج يواجه مقاومة صلبة عند المستوى 84.50، ولا نعتقد من جانبنا أن بمقدوره الارتفاع باستدامة ما لم يدعم القفزة الحالية في عوائد السندات الأمريكية تحسن مستمر في البيانات الأمريكية. ولبلوغ هذا المراد، يتعين أن توفر بيانات إعانات البطالة الأمريكية الأسبوعية المنتظر صدورها غدًا قراءة مهمة أيضًا، لتوضح لنا أن السوق في تعافي فيما يتعلق بالطلب على العمالة. حينها، يمكن لثيران الدولار عدم المبالاة ببيانات التوظيف الأمريكية على اعتبار أنها تغرد منفردة بعيدًا عن السرب، ولكن إذا ما عادت قراءة الإعانات الأسبوعية إلى المستوى 450,000، فستبدأ الشكوك إزاء التعافي الاقتصادي الأمريكي تدب في الأسواق مجددًا.

ومن القارة الأوربية، وتحديدًا ألمانيا، نرى أن قراءة ميزان التجارة هناك أخفق في الوفاء بتوقعات السوق، مسجلاً 14.3 مليار يورو مقابل التوقعات التي كانت تتنبأ بـ15.1 مليارًا. وكما أشرنا آنفًا: "رغم تفويت القراءة لتوقعات السوق على نحو طفيف، سجل الميزان التجاري الألماني ثاني أفضل قراءة منذ أكثر من 10 شهور. وطالما بإمكانه البقاء على مستوياته الحالية أو أفضل منها، فإنه يتعين أن يوفر ذلك قدرًا من الدعم لليورو، إذ يسمح استمرار الفائض لألمانيا أن تقوم مقام الداعم المالي للاقتصادات الضعيفة بمنطقة اليورو".

على صعيد آخر، تلقى اليورو والجنيه الإسترليني دعمًا اليوم في منتصف فترة التداول الأوربية نتيجة لبيانات الإنتاج الصناعي الألماني الأفضل من توقعات السوق، والتي ارتفعت إلى 2.7% مقابل التوقعات السابقة البالغة 1.1%، بالإضافة إلى قراءة مؤشر CBI لتوقعات الطلبات الصناعية بالمملكة المتحدة والتي أظهرت أفضل طلب على التصنيع بالمملكة المتحدة منذ عام 1995. ومع خلو المفكرة الاقتصادية من البيانات الأمريكية اليوم أيضًا، نرى أنه من المحتمل أن توجه أسواق الأسهم تدفقات العملة اليوم، وإذا ما ظلت شهية المخاطرة جيدة نسبيًا، فمن المحتمل أن يواصل زوجي (اليورو/ دولار)، و(الإسترليني/ دولار) ارتدادهما خلال الفترة الأمريكية.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image