تقرير التوظيف الأمريكي ليس سيئًا كما كنا نخشى، وأدى إلى عمليات جني أرباح لليورو
سجل تقرير العاملين بالقطاع غير الزراعي الأمريكي قراءة أسوأ من توقعات السوق، حيث جاء عند المستوى -95 ألفًا مقابل توقعات السوق التي كانت تتنبأ بقراءة تصل إلى -5 آلاف، وذلك في الوقت الذي خفضت فيه الولايات من والمحليات من أعداد العاملين بها بوتيرة أسرع من توقعات السوق. من ناحية أخرى، جاءت بيانات التوظيف بالقطاع الخاص بمقدار 64 ألفًا، لتأتي أسوأ من توقعات السوق على نحو طفيف، والتي كانت تتنبأ بقراءة تصل إلى 75 ألفًا، وهو ما يشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي مستمر في توليد الوظائف بالقطاع الخاص رغم بطء وتيرته. وهبط معدل البطالة إلى 9.6% مقابل توقعات السوق بقراءة بـ9.7%، فيما ظلت قراءة متوسط دخل الفرد في الساعة دون تغيير بواقع 1.7% على أساس سنوي.
وعمومًا، لا تعتبر بيانات البطالة على قدر السوء الذي كانت تخشاه السوق، إلا أنه تسبب في إحداث حالة من البهجة بين مشتري الدولار. وتشير أسواق العمل إلى أن نمو الاقتصاد الأمريكي لا يزال إيجابيًا، في الوقت الذي من المحتمل فيه استمرار المشكلات المالية المهيمنة داخل القطاع العام في إثقال كاهل بيانات العمل بالمزيد من الضغوط قدمًا. ومع ذلك، تشير المراجعة الصاعدة في بيانات الشهر الماضي من 93 ألفًا إلى 67 ألفًا إلى أنه من المحتمل أن الاقتصاد الأمريكي قد اتخذ منعطفًا فيما يتعلق بنمو الوظائف بالقطاع الخاص، إذ سجل الارتفاع التاسع له على التوالي.
وقد ارتفع زوج (اليورو/ دولار) في البداية إلى أعلى مستوى له عند المستوى 1.3972 بمجرد ظهور القراءة في البداية، إلا أنه تراجع على نحو كبير عن عمليات الارتفاع الخاصة به، في الوقت الذي سرعان ما نزع المتداولون إلى جني الأرباح في ردة فعل منهم إزاء تلك البيانات. وكان الزوج قد ارتفع على افتراض أن الاحتياطي الفيدرالي سيغمر السوق بأكثر من تريليون دولار أمريكي على سبيل التسهيل النقدي، عقب اجتماعات لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في شهر نوفمبر. إلا أن جيمس بولارد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس أفاد في اجتماع أجرته محطة CNBC معه أنه ثمة تردد في تحديد حجم ومدى البرنامج. ويبدو أن التصريحات التي جاءت على لسان يانكر- العضو بمجلس البنك المركزي الأوربي- دفعت بالزوج إلى الهبوط 50 نقطة في غضون ثواني، في محاولة من المتداولين إنقاذ صفقاتهم.
وتؤكد حالة التذبذب التي طالت الزوج اليوم حالة التشبع الشرائي الخاصة به. في الوقت الذي كان فيه أداء اليورو جيدًا وتوقع الأسواق تقديم الاحتياطي الفيدرالي برنامجًا ضخمًا من التسهيل النقدي، احتل الزوج مكانة رئيسة في عمليات البيع المفرطة سعيًا لجني الأرباح، بعد أن أُجبرت العمليات الشرائية الأخيرة على التسييل. ويجب أن تُثبت حقيقة أن بيانات التوظيف الأمريكية كانت ضعيفة على نحو طفيف بدلاً من كونها سيئة إلى حد بعيد إيجابيتها بالنسبة للدولار، في الوقت الذي بدأ فيه اليورو يخضع لضغوط عمليات جني الأرباح على مدار الأيام المقبلة. من ناحية أخرى، لن يغير تقرير التوظيف الأمريكي اليوم من الافتراض القائل بأن الاحتياطي الفيدرالي لن يُقدم على طرح المزيد من التسهيلات النقدية للإبقاء على سير وتيرة التعافي الاقتصادي ومن شأن هذه السياسة التوسعية الاستمرار في جعل الدولار سلبيًا على المدى الطويل.
ومع وصوله إلى المستوى 1.4000 في عمليات تداول الأمس، من المحتمل أن يواصل اليورو حركته التصحيحية على مدار الأسبوع المقبل في حين سيكون مستوى الدعم قريب الأجل عند 1.3750. ويبدو حتى الآن أن الارتفاع المناهض للدولار قد اتخذ وقفة مع إخفاق البيانات الأمريكية في التدهور أكثر من ذلك.