وقفة في هبوط الدولار بعد ذيوع أقاويل بأن الاحتياطي الفيدرالي سيكون أقل حيادية

تعليقات السوق:
شهدت فترة التداولات الليلية موجة جديدة من عمليات ضعف الدولار، وذلك مع اندفاع المتداولين لتهيئة أنفسهم مع استمرار التكهنات بأن يطرح البنك الاحتياطي الفيدرالي مزيدًا من برامج التسهيلات النقدية. وشهدت الولايات المتحدة طلبًا قياسيًا على مزاد سنداتها البالغ قيمته 36 مليار دولار لأجل عامين، والذي أبقى بدوره على عوائد تلك السندات عند مستويات منخفضة قياسيًا (حيث بلغ العائد 0.44%، فيما بلغ معدل الطلب على السندات 3.78، ليمثل أعلى معدل منذ 3 أعوام). وارتفع اليورو فوق المستوى 1.35 نسبيًا لفترة مؤقتة متأثرًا بضعف الدولار الأمريكي، حيث تعافى اليورو من عمليات البيع الهائلة التي شهدها متأثرًا بخفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للسندات البنكية البريطانية الأيرلندية بضعة درجات، فيما اتسع فارق العائد بين السندات الأيرلندية والألمانية. وانحصر زوج (الدولار/ ين) داخل نطاق ضيق فوق المستوى 84.0 مجددًا، في الوقت الذي أبقت فيه مخاوف بنك اليابان على النشاط ضعيفًا.

ونرى أن البيانات الأمريكية الصادرة تقع في التصنيف الثاني من حيث الأهمية، حيث جاءت قراءة مؤشر النشاط التابع للاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو على نحو أسوا من توقعات السوق بواقع -0.53 مقابل التوقعات بهبوط يصل إلى -0.50، فيما روجعت قراءة الشهر الماضي على هبوط يصل إلى -0.11. وجاءت قراءة مؤشر الاحتياطي الفديرالي في دالاس أكثر إحباطًا، إذ سجلت قراءة وصلت إلى -0.17 مقابل توقعات السوق بهبوط يصل إلى -0.6 فقط، مقابل القراءة السابقة البالغة -13.5. وقد تراجعت أسواق الأسهم عن إغلاقها القوي يوم الجمعة الماضي، ليتراجع مؤشر DJIA بنسبة 0.44%، في حين تراجع مؤشر S&P بنسبة -0.57، وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة -0.48%.

وقد شهدنا ارتدادًا طفيفًا بالنسبة للدولار مع نهاية الفترة الأمريكية بالأمس، حيث لفتت مقالة نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال أنظار الأسواق. وأوردت المقالة أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي قد يفكرون في انتهاج طريقة مختلفة قليلاً إزاء أي نوع من أنواع التمديد لبرنامج شراء سندات الخزانة. وبدلاً من ذلك، سيعلنون عن برنامج ضخم لشراء السندات ذا نهاية محدودة، وناقش كاتب المقال احتمالية أن يكون هناك برنامج صغير المستوى مفتوح النهاية على المدى القريب، وهو ما سيتيح للاحتياطي الفيدرالي نوعًا من المرونة إذا ما بدأ التعافي الاقتصادي في الازدهار.

وفي حالة إذا ما شهدنا نهجًا أقل حيادية عما كانت تتوقعه الأسواق، وقد استهلت الفترة الآسيوية تداولاتها بحالة طفيفة من العزوف عن المخاطرة ليرتد للدولار إثر ذلك، إلا أنه سرعان ما ارتدت شهية المخاطرة، ليتعود العملات إلى المستويات التي كانت عليها عند إغلاق الفترة الأمريكية.

واتسمت الفترة الآسيوية بقلة البيانات الاقتصادية الصادرة فيها مجددًا، لذا، أبقت أغلب العملات على نطاقاتها المحددة، ولا زلنا بصدد رؤية إذا ما كان سيحدث أي تأثير من أثر تداولات نهاية الشهر. ومن الفترة الأوربية نرى أن مؤشر Gfk لثقة المستهلك الألماني سجل قراءة بواقع 4.9، ومن المنتظر اليوم صدور القراءة النهاية للناتج المحلي الإجمالي بالمملكة المتحدة. ومن الفترة الأمريكية، من المنتظر صدور قراءة مؤشر أسعار المنازل المركب الصادر عن مؤسسة ستاندرد آند بورز، بالإضافة إلى مؤشر ريتشموند التصنيعي، فيما ستجري وزارة الخزانة الأمركية مزادًا آخرًا على سندات لأجل 5 سنوات بقيمة 35 مليار دولار.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image