شهية المخاطرة تعاود ارتفاعها عقب البيانات الأمريكية

شهد التداول في سوق العملات اليوم الخميس اضطرابا حاداً تزامناً مع مفكرة اقتصادية من العيار الثقيل مشتملة على تقرير إعانات البطالة الأمريكية و بيانات قطاع التصنيع علاوة على التفاصيل الخاصة بالطلب الأجنبي على الأصول الأمريكية المدعومة بالدولار . ليستجيب الزوج ( دولار/ين) بشكل إيجابي إلى تلك التقارير الاقتصادية في الوقت الذي استأنف كل من الزوج (يورو/دولار) و الزوج ( استرليني /دولار)تعافيهما عقب موجة البيع الحادة التي شهدتها تلك الأزواج خلال جلسة التداول الأوروبية .

لتكشف التقارير عن ارتفاع إعانات البطالة الأمريكية بنحو 484 ألف مقابل قراءة الإسبوع السابق البالغة 460 ألف . ليسجل المؤشر أعلى مستوى له منذ فبراير ، جاء ذلك وفقاً للتقرير الصادر اليوم الخميس عن وزارة العمل الأمريكية و التي أشارت إلى أن البيانات قد شهدت بالفعل اضطراباً على غير المعتاد في فترة عيد الفصح . و عن القراءة الإجمالية لإعانات البطالة فقد ارتفعت أيضاً بنحو 4.56 مليون لتصل إلى 4.639 مليون . هذا و قد أيدت البيانات بدورها تخوفات البنك الفيدرالي حيال أن سوق العمل قد يأخذ وقتاً طويلاً ليتعافى . في الوقت نفسه ، جاءت تقارير التصنيع مشجعة للغاية. حيث تحسن قراءة المؤشر التصنيعي لكل من ولاية نيويورك وولاية فلادلفيا . حيث أن كلا التقريرين قد سجلا ارتفاعاً في إبريل علاوة على الارتفاع الذي شهده مؤشر الإنتاج الصناعي مقابل قراءة مارس . حيث أحرز المؤشر تقدماً بنحو 0.1% إلا ان تلك القراءة جاءت دون توقعات السوق و أكثر تدهوراً من قراءة الشهر السابق .

ليسهم هذا الزخم في البيانات في دعم الدولار الأمريكي لكن أكثر الأمور مساهمة في ذلك الارتفاع فكانت صافي مشتريات الأوراق المالية الأمريكية و التي كشفت عن استمرار شراء الجهات الأجنبية للأصول المدعومة بالدولار بقدر هائل . حيث أن الطلب على سندات الخزانة طويلة الأجل قد ارتفع بنحو 47.1 مليار دولار في الوقت الذي بلغ فيه إجمالي صافي التدفقات 9.0 مليار دولار . أما عن الطلب على سندات الخزانة قصيرة الأجل فقد واصلت تراجعها مما يعكس تحولاً في تقدير المخصصات من قبل المستثمرين الذين لديهم قدر كبير من الثقة في انتعاش اقتصاد الولايات المتحدة. أما عن المملكة المتحدة و كندا فكانتا صاحبتا أكبر نصيب من مشتريات الدولار الأمريكي في حين قامت الصين بخفض مشترياتها من الدولار الأمريكي للشهر الرابع على التوالي . لتأتي تلك الإجراءات الصينية لتتزامن مع التوتر المتزايد فيما يتعلق بالنمو التجارةي مع الولايات المتحدة الأمريكية في ظل تسجيلها أعلى عجز في ميزانها التجاري و تباطؤ معدل نمو احتياطيها .

و فيما يتعلق بالارتفاع الحاد في تقرير الأرباح الخاص بجوجل فنحن نتوقع أن يزيد ذلك من شهية المخاطرة في أسواق العملات و الأسهم .