أسواق المال تركز االاهتمام على العملات بسبب مخاوف هبوط الإسترليني وارتفاع أسواق الأسهم

نجحت أسواق الأسهم في الإضافة إلى ما حققته في وقت سابق اليوم، إلا أن المتداولين تملكتهم حالة من القلق حيال الأوضاع في سوق العملات وما يحدث للإستريلني من استمرار الهبوط الذي بدأته العملة منذ يومين مع إبقاء الأعين مفتوحة على اليورو. كان مؤشر FTSE قد حقق ارتفاعًا بواقع 0.6% حيث ارتفعت أسواق الأسهم الأسيوية ليلة أمس بواقع 1.00% وذلك على الأرجح تأثرًا بالحالة الجيدة لاتجاهات المخاطرة التي نتجت عن ارتفاع أسواق الأسهم الأمريكية إلى أعلى المستويات في خمسة أسابيع وقت إغلاق تعاملات الفترة الأمريكية هذ يوم أمس.


كما تلقت شهية المخاطرة دعمًا قويًا من البيانات الاقتصادية التي ظهرت مؤخرًا على رأسها مؤشرات الإنتاج التصنيعي بالولايات المتحدة ومنطقة اليورو والمملكة المتحدة علاوة على دعم شهية المخاطرة الناتج عن تراجع مخاوف اليونان وأزمتها المالية. بهذا الصدد صرح كاريج بيكهام، أحد محللي السوق الاستراتيجيين بجيفريز وشركاه بنيويورك، بأن انكماش الفارق بين السندات الحكومية بمنطقة اليورو، خاصة الفارق بين السندات الحكومية الألمانية ونظيراتها اليونانية، قد دعم شهية المخاطرة هذا الصباح على مدار تعاملات الفترة الأوروبية مع توفير دعم مماثل للأسهم الأمريكية التي افتتحت تعاملاتها على ارتفاع.


وأضاف ان التداولات في إطار أسوةاق المال اليوم تتحكم فيها اتجاهات المخاطرة بلا منازع على الرغم من حالة الترقب التي تنتاب الأسواق لبيانات التوظيف الأمريكية التي تنتظرها الأسواق نهاية الأسبوع، خاصةً وأن جي.بي. مورجان قد أصدرت تقارير تشير إلى أن هناك إمكانية كبيرة لأن يتوقف الاقتصاد الأمريكي في الوقيت الراهن وبشكل مؤقت عن إضافة المزيد من الوظائف.


وأشار تقرير جي. بي. مورجان أيضًا إلى أن أغلب التوقعات ترجح هبوط الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي الأمريكي بواقع 100 ألف مستندًا في ذلك إلى العواصف الثلجية سوف تعمل على تأجيل الكثير من التعيينات بالوظائف الجديدة مما يعمل بدوره على انخفاض صافي التعيينات بوظائف جديدة. وحتى عودةخ الاستقرار إلى العوامل الجوية، لن تحقق الوظائف المتوافرة في القطاع غير الزراعي ارتدادً قبل مارس القادم.


تراجع الإسترليني عما مُني به من خسائر فادحة، إلا أن مخاوف تعليق البرلمان في أعقاب الانتخابات العامة القادمة عاودت التأثير على العملة من جديد بسب إمكانية أن يؤدي الاضطراب السياسي في البلاد من شأنه أن يعيق أي حكومة عن السيطرة على ظاهرة تفاقم العجز المالي. لهذا السبب هبط الإسترليني بواقع 0.1% ليصل إلى مستوى 1.4969 و0.2% مقابل اليورو ليصل زوج (اليورو / إسترليني) إلى مستوى 90.44.


بالانتقال إلى اليورو، كانت العملة قد تراجعت بسبب انتظار المتداولين لأي من التطورات الخاصة بأزمة اليونان مما انعكس سلبًا على اليوروو الذي هبط بواقع 0.1% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى مستوى 1.3542 ومقابل الين بنفس النسبة، 0.1%، ليصل زوج (اليورو / ين) إلى مستوى 120.69.


كما هبط الدولار الأسترالي مقابل سميه الأمريكي بواقع 0.6% في أعقاب ظهور قرار الفائدة المتوقع من جلنب بنك الاحتياطي الأسترالي بالأمس ولالذي أفاد أنه رفع الفائدة الأسترالية إلى 4.00% مقابل المستوى السابق، 3.75%، مما أثار الكثير من التكهنات بالمزيد من التقييد النقدي الأسترالي على مدار العام الجاري. على الرغم من ذلك، لم يدم الهبوط طويلًا حيث عاود الدولار الأسترالي الارتفاع بواقع 0.4% معوضًا بعض الخسائر التي تعرض لها في وقت سابق. في غضون ذلك، ارتفع مؤشر الدولار بواقع 0.1% مستفيدًا من هبوط عملات المخاطرة (اليورو - الإسترليني - الدولار الأسترالي).


في نفس الوقت، لم تحقق البورصات الأوروبية أي تقدم يذكر حيث غابت عنها أي من محفزات أو محركات الاترتفاع مع الافتقار إلى البيانات والمؤشرات الاقتصادية ذات التأثير القوي في أسواق المال. على الرغم من ذلك، لا زالت السوق مستمرة في إظهار الكثير من إشارات الاتجاه الصاعد، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى أن تحقق أدوات التداول المختلفة في سوق المال ارتفاعات ملفتة للانتباه حيث أشارت العقود الآجلة لمؤشر S&P500 إلى ارتفاع بواقع 0.5% مما يشير إلى مكاسب محتملة على مدار الساعات المتبقية من يوم التداول الحايل في وولستريت. جدير بالذكر أن مؤشر FTSE Eurofirst300 ارتفع بواقع 0.6% في حين ارتفع مؤشر FTSE 100 بواقع 0.9%.


في غضون ذلك، ارتفع مؤشر FTSE Asia الخاص ببورصات آسيا بواقع 0.9% على الرغم من النتائج الضعيفة للبورصات الصينية حيث هبط مؤشر شنجهاي المركب ومؤشر هانج سينج بهونج كونج بواقع 0.5% و 0.7% على الترتيب. جاءت خسائر بروصات هونج كونج نتيجة لللهبوط أسهم بنك إتش.إس.بي.سي. في أعقاب إعلان نتائج أرباح البنك للربع الرابع.


كما ارتفعت بورصة طوكيو بواقع 0.5% معتمدةً في ذلك على ارتفاع أسهم شركات الشرائح الإلكترونية في أعقاب الحديث الذي تردد حول القطاع.


وعلى صعيد الذهب، ارتفع سعر المعدن النفيس في أعقاب اكتمال موجة ارتفاع الدولار الأمريكي التي تشير إلى توقف ارتفاع العملة، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر السبيكة بواقع 0.4% لتصل أسعار الذهب إلى 1.123 دولارًا للأونصة. في نفس الوقت، ارتفعت أسعار النفط بواقع 0.8% لتصل إلى 79.35 دولارًا للبرميل.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image