الصين تضع المخاطرة على حافة الهاوية من جديد (تعليق السوق)

اتسمت  أسواق العملات خلال التداولات الليلية بالتداول في نطاقات محدودة. وكانت البيانات الوحيدة الصادرة في أوروبا  بالأمس هي بيانات مؤشر ثقة المستهلك الألماني، والذي أعطى اليورو دفعة مؤقتة، حيث ظهر عند 3.2 بما يفوق توقعات الأسواق عند 3.1، وفي الوقت ذاته، تلقى اليورو دفعة أيضًا من ارتفاع معدلات الطلب على مزاد السندات اليونانية. وأظهرت النتائج زيادة الطلب على المزاد بثلاثة أضعاف، على الرغم من اضطرار اليونان إلى دفع فرق سعر إضافي عن المرة الماضية، في حين انتبهت الأسواق إلى معدلات طلب قوية من مصادر أوروبية رسمية. هذا، وقد تلقى الإسترليني عروض شراء قبيل صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي وسط التوقعات بأن يعود الاقتصاد إلى النمو الإيجابي في الربع الرابع.


أما عن القراءة الأمريكية الوحيدة الصادرة بالأمس، فقد كانت محبطة للغاية، حيث هبطت مبيعات المنازل القائمة بواقع 16.7% مقابل -9.8%، وقد يرجع انخفاض المبيعات إلى احتمال إزالة التخفيضات الضريبية لمشتري المنازل لأول مرة، كما كانت وول استريت على استعداد لتحقيق تراجعًا لليوم الثالث على التوالي. وفيما يتعلق ببرنانك، مالت معظم التعليقات وعناويين الصحف إلى إعادة تجديد رئاسته للاحتياطي الفيدرالي، ومع زوال أثر مزاد الدين اليوناني، استبعدت الأسواق بذلك أحد العوامل السلبية التي آثرت عليها.


بدأت التداولات الأسيوية اليوم على وتيرة هادئة بسبب العطلة الأسترالية، مع وجود بعض العلامات على تدفقات المخاطرة. ومن ناحية أخرى، قرر بنك اليابان الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، كما اختلف تقييمه للوضع الاقتصادي عن الاجتماع الأخير. مما يدعم بقاء معدلات الانتعاش الاقتصادي معتدلة حتى منتصف عام 2010/11. وتعهد بنك اليابان بالحفاظ على سهولة الأوضاع النقدية، كما أكد على الحاجة لسحب الاقتصاد الياباني من الركود. وعلى الرغم من ذلك، انتابت الأسواق حالة من الإحباط بعدم إقرار تغيير في تدابير التسهيل النقدي أو تدابير السيولة، وبالتالي تضاءلت شهية المخاطرة تدريجيًا بالأسواق.


ومع تركز الأضواء على الأنباء اليابانية، اصطدمت الأسواق على حين غرة بالأنباء الصينية والتي أشارت إلى رفع نسبة متطلبات احتياطي الأصول بالبنوك اليوم. وأصيبت الأسواق بالحيرة جراء صدور تلك الأنباء، هل تلك الأنباء مجرد تنفيد للإجراء المعلن الأسبوع الماضي؟ ولكن أعلنت رويترز أنه قد تمت مطالبة المجموعة المالية CITIC و البنك التجاري الصناعي الصيني برفع نسبة متطلبات الاحتياطي بـ 0.5% إضافية عقب التوسع الهائل في معدلات الإقراض. الأمر الذي أدى إلى موجات بيع سريعة بالأسواق، مع معاناة الدولار الأسترالي المعاناة الأكبر خاصة من نقص السيولة، وكافحت الأسواق من أجل تحقيق بعض الانتعاش في منتصف التداولات.


ومع تراجع اليورو دون مستوى 1.41، صرح " نوتوني " عضو البنك المركزي الأوروبي بأنه يرى مخاطر كبيرة لفقاعات الأصول بالعديد من الأسواق الناشئة. كما أشار إلى مخاطر مماثلة في أسواق السلع تزامنًا مع تلك المخاطر التي يشهدها كل من معدل الطلب الصيني وفقاعة المضاربة. كما أكد على قيام البنك المركزي الأوروبي بسحب السيولة من الأسواق بحرص تجنبًا حدوث عجز بالأسواق، كما شدد على أن البنك المركزي الأوروبي لم ينتظر قيام الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة حتى يفعل هو الآخر، بل أشار إلى احتمال رفع الفائدة مبكرًا عن الفيدرالي. هذا، ولم تستجيب أسواق العملات إيجابيًا لتلك التصريحات، مع تزايد الضغوط على زوج (اليورو/ ين).


وتجدر الإشارة إلى قيام مؤسسة استاندرز أند بورز بتخفيض تطلعات التصنيف الائتماني لليابان إلى سالب من مستقر، كما أكدت على تصنيف AAlA-1+ . كما خفضت من تطلعات تصنيف السندات الحكومية اليابانية إلى سالب من مستقر. وبالتالي، هبط الين الياباني على مختلف الأصعدة.


وفي الفترة الأمريكية اليوم، تتركزت الأنباء على مؤشر ثقة المستهلك و مؤشر أسعار المنازل ومؤشر ريتشموند الفيدرالي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image