هل تقود أستراليا الاقتصاد العالمي إلى التعافي؟

حركة السعر:
- (الدولار / ين): عودة الزوج إلىمستوى 92.00 بسبب تدفقات المخاطرة مع توقعات بزيادة أرباح الشركات الأمريكية.
- (الأسترالي / دولار): يتجاوز مستوى 0.93 مستندًا إلى بيانات التوظيف القوية.
- (الإسترليني / دولار): نقطة ارتكاز عند مستوى 1.6300.
- (اليورو / دولار): يتوقف عند مستوى 1.4500.


كانت الفترةالأوروبية خالية من البيانات ذات التأثير الكبير في سوق العملات، إلا أن اتجاهات المخاطرة لعبت دورًا كبيرًا في تحديد اتجاه السوق اليوم حيث ارتفعت شهية المخاطرة إلى حدٍ بعيد مستندةً إلى بيانات التوظيف الأسترالية التي ظهرت أثناء التداولات الأسيوية ليلة أمس والتي جاءت إيجابية للغاية متجاوزةً كل التوقعات لترتفع أسواق الأسهم الأسيوية علاوة على تعزيز شهية المخاطرة الذي من المتوقع أن تتلقاه من تقرير أرباع شركة إنتيل للصناعات الإلكترونية في نهاية الفترة الأمريكية اليوم. فعلى صعيد أستراليا، فاجأت بيانات التوظيف الاسواق للمرة الثانية تسجيل زيادة ملحوظة في عدد الوظائف التي نجح الاقتصاد الأسترالي في إضافتها إلى سوق العمل بواقع 35 ألف وظيفة مقابل القراءة السابقة المراجعة التي سجلت زيادة بواقع 31 ألف وظيفة علاوة على تجاوزها الكبير للتوقعات التي أشارت إلى ارتفاع عدد الوظائف المتوافرة في سوق العمل الأسترالي بواقع لا يتجاوز 10 آلاف وظيفة في حين انخفض معدل البطالة إلى 5.5% مقابل التوقعات التي أشارت قبيل الإصدار إلى 5.8% والقراءة السابقة التي سجلت 5.65.


تعتبر بيانات التوظيف الأسترالية إشارة واضحة إلى استمرار تحسن قطاع التوظيف وسوق العمل الأسترالييْن حيث سجلت التقدم للشهر الرابع على التوالي وهو التحسن الناتج عن حالة الرواج التي تسود قطاعي الطاقة والسلع، وهي حالة الازدهار الناتجة عن زيادة ملحوظة في نشاط مشروعات التنمية بالبلاد. بهذا نرى أن الاقتصاد الأسترالي هو الأفضل أداءاً على الإطلاق بين دول مجموعة العشرين، وهي المكانة التي يتمتع بها هذا الاقتصاد نتيجةً لما يحققه من مكاسب هائلة ترجع إلى ارتفاع أسعار الطاقة على مستوى العالم علاوة على الدفعة التي تتلقاها أستراليا من تزايد الطلب الصيني على المنتجات والسلع الأسترالية. على ذلك، بدأ يبقى الدولار الأسترالي هو الطفل المدلل لدى تعافي تعاملات التجارة العالمية حيث وصل زوج (الأسترالي / دولار) إلى مستوى 0.93 في أوائل التعاملات الأوروبية هذا الصباح مستندًا إلى تحسن البيانات المشار إليه أعلاه علاوة على تزايد ظهور توقعات رفع الفائدة الأسترالية في فبراير القادم. وفي حالة وصول نمو الاقتصاد العالمي إلى 3.5% هذا العام، من المنتظر، وفقصا لتوقعات أغلب المحللين الاقتصاديين، أن يبقى الدولار الأسترالي في الصدارة بين العملات الرئيسة معادلًا للقوة الشرائية مقابل الدولار الأمريكي ليتفوق على عملة الاحتياط العالمية معتمدًا على فارق الفائدة بين العملتين الذي يجذب المتداولين إلى الدولار الأسترالي والأصول الأسترالية على مدار 2010.


في غضون ذلك، شهد زوج (الدولار / ين) تحركات عنيفة أعادته إلى مستوى 92.00 في منتصف التعاملات الأوروبية حيث أدت تدفقات المخاطرة إلى تحسن اداء مؤشر نيكاي للبورصات اليابانية ليرتفع بواقع 1.5% وسط توقعات بارتفاع أرباح إنتيل التي من المقرر صدور التقرير بشأنها في وقت إغلاق التعاملات الأمريكية اليوم، وهو التقرير الذي من المتوقع أن يحدد الاتجاه العام لأسواق المال على مدار الأشهر الأولى من 2010.


عمومًا وقبل ظهور تقرير أرباح إنتيل، من المتوقع أن يظل المتداولون في حالة من الترقب منتظرين مبيعات التجزئة بالولايات المتحدة التي تجمع التوقعات على تعرضها لانخفاض حاد إلى 0.3% مقابل القراءة السابقة التي سجلت 1.2% في حين لا يمكن استبعاد ظهور القراءة بأرقام إيجابية عند الأخذ في الاعتبار التحسن الملحوظ االذي حققه المسح الأسبوعي السابق. وعلى الرغم من أن معظم التصريحات الخارجة من الفيدرالي شددت على أن أغلب المؤشرات الاقتصادية الأمريكية سوف يظل في مرحلة انتقالية في المستقبل القريب، نرى أنه من الممكن أن يستمر زوج (الدولار / ين) في الارتفاع مستمدًا القوة الدافعة من اسواق السندات، وهو الوضع الذي من الممكن أن يستمر حتى يبدأ مسئولو الفيدرالي في العودة بمنحنى الفائدة الفيدرالية إلى أعلى.


وأخيرًا نطالع اليوم أيضًا المؤتمر الصحافي الشهري للبنك المركزي الأوروبي، ولا يزال اليورو تنتابه حالات من الضغوط شديدة الوطأة قبل هذا الحدث المهم، إذ يعتري المتداولون القلق من أنه من المحتمل أن يظهر جان كلود تريشيه- محافظ البنك المركزي الأوربي- موقفًا بالغ الحيادية، على اعتبار البيانات الاقتصادية الألمانية الأخيرة، والتي أوضحت حالة من فقدان الزخم خلال الربع الرابع من العام. هذا، وسيتم توجيه كم كبير من الأسئلة إلى تريشيه إزاء اليونان، إلا أنه من المحتمل أيضًا أن يتفادى الإجابة عليها لاعتبارات سياسية. من ناحية أخرى، إذ ا ما استمر تريشيه في نهجه الحذر بشأن توقعات النمو بمنطقة اليورو وإمكانية الوصول إلى مستويات أسوأ مما هي عليه الآن في الوقت الراهن خلال 2010، فمن الممكن أن يتعرض اليورو للمزيد من الضغوط على مدار اليوم، بل من المحتمل أيضًا أن يهبط إلى المستوى 1.4400، إذا ما اقتنعت الأسواق بأن منطقة اليورو سيتلكأ نشاطها الاقتصادي في عام 2010.

 

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image