مواصلة الضغوط على الدولار الأمريكي عقب صدور نتائج لجنة الاحتياطي الفيدرالي (تعليق السوق)

كانت السمة الغالبة على الفترة الأسيوية بالأمس هى الفزع من اتجاهات المخاطرة، ولكن يبدو إنها كانت لحظة عابرة وعادت أسواق الأسهم الأوروبية والأمريكية إلى عمليات بيع واسعة للدولار. ولعب ظهور البيانات الإيجابية دور المحفز لارتداد اليورو، حيث جاءت قراءات IFO بأفضل من المتوقع، كما ساهم تردد الأحاديث عن اتفاقية لإعادة الاستقرار بالبنك التجاري West LB بألمانيا في رفع معنويات الأسواق. هذ ا، وقد كانت شهادة بنك إنجلترا متوازنة، على الرغم من عدم اندهاش " كينج " محافظ بنك إنجلترا من الارتداد الاقتصادي، حيث صرح بأن تقييد السياسة النقدية أي انتهاء التسهيل النقدي و رفع الفائدة سيحدث خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة.


وفي الولايات المتحدة، ظهرت البيانات متأرجحة، حيث تم مراجعة قراءات الناتج المحلي الإجمالي بالربع الثالث لتنخفض إلى أسفل، وعلى الرغم من ظهور بيانات أسعار المنازل من مصدرين مختلفين إيجابية، إلا أنها أخفقت توقعات الأسواق. ومن ناحية أخرى، أظهرت بيانات ثقة المستهلك ارتداداً قوياً إلى مستوى 49.5 مقابل قراءات الشهر الماضي عند 47.3.


ومن ناحية أخرى، لم تقدم نتائج اجتماع لجنة الاحتياطي الفيدرالي جديداً باستثناء رفع تطلعات النمو إلى -0.4% و-0.1% من -1.5% و-1.0%هذا العام، و2.5%،3.5% من 2.1%،3.3% العام المقبل. كما أعربت النتائج عن بعض المخاوف من أن تؤدي أجواء أسعار الفائدة المنخفضة إلى اندلاع تدفقات مبالغ فيها لشهية المخاطرة ، ولكنها أوضحت إلى أن أسعار الفائدة قصيرة الأجل ستتحدد وفقا للتغيرات في التطلعات الاقتصادية. وجدير بالذكر أن نتائج الفيدرالي قد أشارت إلى الهبوط الحالي للدولار على أنه منظم ومن المحتمل أن تفسره الأسواق على إنه إشارة خضراء لمزيد من ضعف الدولار.


وفي الفترة الأسيوية اليوم، شهدنا هبوط طفيف للدولار حيث عاد الدولار مرة أخرى إلى مستويات -75، ولكن لم يكن حجم التداول بالهائل على الإطلاق، ويظل المحرك الرئيسي للدولار مرة أخرة هو الذهب، حيث ارتفع إلى أعلى مستوياته. وأشارت بعض الأنباء في الصحف المحلية إلى أن الهند على استعداد لشراء مزيد من الذهب من صندوق النقد الدولي مما يوضح تلك النبرة الراسخة للذهب.


أما عن البيانات الاقتصادية الظاهرة اليوم، فنجد اتساع الفائض التجاري لليابان ليصل إلى 807.1 مليار ين، ليتجاوز التوقعات بنسبة بلغت الضعف، وليشكل الفائض الشهري التاسع على التوالي، ليعود إلى المستويات المحققة في الربع الأول من عام 2008. وتصدر أداء الصادرات المقدمة حيث ارتفعت الصادرات بواقع 2.5%، لتشكل الارتفاع الأول في أربعة أشهر رغم ارتفاع الين. وفي الوقت ذاته، هبطت الواردات بنحو 2% و بـ 35.6% مقارنة بالعام الماضي.


كما يبدو أن البيانات الأسترالية الظاهرة اليوم تؤكد على موقف البنك الاحتياطي الأسترالي، حيث ارتدت مشاريع الإنشاءات المنتهية بواقع 2.2% في الربع الثالث، كما تم مراجعة القراءات الأولية للربع الثاني عند 0.1% لترتفع إلى 4.5%. وانعكس ذلك الأداء القوي في مشاريع البناء السكنية وغير السكنية. وإذا أخذنا في الاعتبار أن الإنشاءات تشكل 15% من الاقتصاد، فتعطي تلك البيانات إشارات قوية لبيانات الناتج المحلي الإجمالي بالربع الثالث و قرار الفائدة الأسترالية يوم الثلاثاء القادم. هذا، وقد ساهمت تلك البيانات القوية بالإضافة إلى ارتفاع الذهب وضعف الدولار في رفع الدولار الأسترالي.


وتترقب الأسواق سلسلة البيانات الأمريكية قبيل عطلة عيد الشكر غداً من الدخل والانفاق الشخصي وطلبات السلع المعمرة و إعانات البطالة و ثقة المستهلك وأخيرا مبيعات المنازل الجديدة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image