ارتفاع اليورو والإسترليني مرهون باستمرار التفاؤل في أسواق المال (تقرير الفترة الأمريكية)
بدأ اليورو في التجرك عرضياً في أعقاب تلقي الدعم من البينات التي جاءت أفضل من المتوقع للناتج الإجمالي المحلي لمنطقة اليورو ليصل (اليورو / دولار) إلى مستوى 1.4282. كما جاءت البيانات الألمانية للناتج الإجمالي المحلي إيجابية للغاية على غير المتوقع بارتفاع القراءة إلى 0.3% مما يشير إلى أن خطط وإجراءات التحفيز وخفض الفائدة قد نجحت في إنهاء أسوأ ركود تتعرض له ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية. كما كان هناك تحسن مماثل في الناتج الإجمالي المحلي الفرنسي حيث تراجعت حدة الانكماش ليسجل الناتج انكماش بنسبة 0.1% مقابل التوقعات التي أشارت إلى 0.5%. على الرغم من ذلك، جاءت قراءة الناتج الإجمالي المحلي الإيطالي لتشير إلى استمرار النمو السلبي مما انعكس سلباً على قراءة الناتج بمنطقة اليورو بصفة عامة وهو ما قوض اليورو وقلل من فرص ارتفاعه.
كما صدرت النشرة الشهرية للمركزي الأوروبي اليوم لتشيرإلى توقعات تتضمن خروج منطقة اليورو من دوامة الركود العالمي بحلول العام القادم حيث جاء في النشرة ما يلي:
"بالنظر إلى الأوضاع المستقبلية لاقتصاد المنطقة، في أعقاب تحقيق الاستقرار النسبي، نجد أن أغلب التوقعات تشير إلى أن التعافي الكامل سوف يتحقق بحلول العام القادم".
علاوة على ذلك، اضافت القراءات الإيجابية للناتج الإجمالي المحلي لمنطقة اليورو بعض العوامل الجديدة قد تؤدي إلى تغيير وجهة النر القائلة بأن منطقة اليورو لن تتمكن من التقدم على الولايات المتحدة في تحقيق التعافي الاقتصادي الكامل مما انعكس إيجابياً على اليورو بمزيد من الارتفاع حيث من المتوقع أن يستدف (اليورو / دولار) مستوى 1.446 في وقت قريب إذا ما استمر التفاؤل في الأسواق عند المستويات الحالية.
على صعيد الباوند، بدأت العملة في تلقي الدعم عند مستوى المتوسط الحسابي للـ (50 يوم)1.6442 مما يشير إلى أن زوج (الإستريلني / دولار) بدأ في تعويض بعض ما تعرض له من خسائر في أعقاب إعلان بنك إنجلترا التوسع في برنامج شراء الأصول والمزيد من إجراءت التسهيل النقدي. على الرغم من ذلك، لا زلنا في نتوقع أو التوسع في المعروض النقدي للعملة من الممكن أن يمثل خطراً محدقاً بالإسترليني وهو الخطر الذي يمكن للباوند مواجهته من خلال استخدام سلاح شهية المخاطرة التي تفجر قدراً كبيراً من التفاؤل في أسواق المال وترفع عملات وأصول المخاطرة. على الجانب الآخر من المرجح في حالة اختراق المقاومة عند مستوى المتوسط الحسابي للـ (20 يوم) 1.6582 استكمال الزوج للاتجاه الصاعد الذي بدأه اليوم ليتحرك نحو مستوى مقاومة يتراوح ما بين 1.6834، 1.6838 و 1.6837.
أما الدولار فتعرض لضغوط حادة على مدار التعاملات الليلية متأثرا ًبشهية المخاطرة، ونتوقع أن تتسمر هذه الضغوط بعد ظهور نتائج مبيعات التجزئة الأمريكية التي من المتوقع أن تظر ارتفاع بنسبة 0.8% في يوليو في أعقاب القراءة السابقة التي سجلت 0.6% فقط حيث شهدت الآونة الأخيرة ارتفاع مبيعات السيارات والوقود بالولايات المتحدة وعلى الرغم من الارتفاع في هذه المبيعات، نجد أن الأثر الذي من الممكن ان تحدثه على قراءة مبيعات التجزئة من قد يكون محدوداً للغاية. مع ذلك من الممكن أن يساهم برنامج تخريد السيارات في زيادة مبيعات السيارات إلى الحد الذي قد يؤدي إلى ارتفاع مبيعات التجزئة. كما تتوافر لدينا قراءة مبيعات المتاجر متعددة الأفرع والتي سجلت انخفاض بنسبة 0.5% وهو ما قد يقلل من فرص ارتفاع مبيعات التجزئة. على الرغم من ذلك، يؤدي ارتفاع مبيعات التجزئة إلى تبديد المخاوف حيال إمكانية تراجع الطلب المحلي. من جهةٍ أخرى، من الممكن أن تساهم إعانات البطالة الأمريكية في تكوين الصورة العامة لأسواق المال حيث من المتوقع أن تسجل تحسناً ملحوظاً.