الين الياباني ينخفض بقوة ويكون أكثر العملات هبوطا، لماذا؟

سجل الين الياباني خسائر قوية بتعاملات اليوم الجمعة رغم ضعف شهية المخاطرة وكان أكثر العملات الرئيسية تضررا بنسبة تصل لحوالي 3.13% تزامنا مع ضعف الطلب عليه نتيجة بعض التطورات بأسواق العملات وعلى رأسها المخاوف حول استمرار السياسات التسهيلية لفترة طويلة باليابان وهو ما أثر سلبيا بتداولاته.

ومن ضمن هذه التطورات ما نقلته مصادر مطلعة على الأمر، اليوم الجمعة، بأنه من المرجح أن يؤكد بنك اليابان (BOJ) عزمه على إبقاء السياسة النقدية تسهيلية للغاية على الرغم من آخر التطورات التصاعدية لتوقعات التضخم. وأشارت المصادر كذلك إلى أنه من المتوقع أن يرفع بنك اليابان توقعاته لمعدلات التضخم في السنة المالية لعامنا الجاري 2022 إلى ما يزيد عن 1.5% من 1.1% الحالية في اجتماع أبريل المقبل، فضلا عن خفض بنك اليابان لتوقعات النمو الاقتصادي في نفس السنة المالية 2022 من التوسع الحالي بنسبة 3.8%. وهذه التطورات انعكست سلبيا بأداء الين أمام العملات الاخرى.

وفي المرتبة الثانية بقائمة العملات الأكثر خسارة اليوم يأتي الدولار الاسترالي بنسبة خسائر تصل لحوالي 0.30%، حيث تضرر الدولار الاسترالي بضعف شهية المخاطرة بأسواق العملات والتي أضعفت الطلب عليه اليوم وبخاصة مع العطلة الرسمية في بعض الدول الكبرى بسبب يوم الجمعة العظيمة.

وأيضا، فإن تطورات الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال تلقي بظلالها السلبية على شهية المخاطرة بأسواق العملات وبخاصة بعد أن صرحت وزارة الدفاع الروسية، منذ قليل اليوم الجمعة، بأن عدد وحجم الهجمات الصاروخية على المنشآت في كييف سيزداد ردا على ارتكاب قوات أوكرانيا أعمالا تخريبية على الأراضي الروسية، حسبما ذكرت تقارير وكالة رويترز الإخبارية، نقلا عن وكالة إيفاكس للأنباء.

وأضافت وزارة الدفاع في روسيا أن مصنع إليتش في ماريوبول تم إخلائه بالكامل من قوات أوكرانيا ، حيث تمت تصفية مفرزة ما يصل إلى 30 جندي من الوحدة العسكرية الخاصة البولندية في منطقة خاركيف، وهذه التصريحات القوية يكون لها تأثير سلبي بتداولات سوق العملات.

وفي المرتبة الأخيرة بقائمة العملات الأكثر خسارة اليوم يأتي الدولار النيوزلندي بنسبة خسائر طفيفة تصل لحوالي 0.08% فقط، حيث لا يزال قرار الاحتياطي النيوزلندي برفع الفائدة بنحو 50 نقطة أساس في منتصف هذا الأسبوع يلقي بظلاله بتحركات الدولار النيوزلندي بأسواق العملات وبخاصة وأن النيوزلندي انخفض بقوة فور صدور هذا القرار، بعد التأكيد على أن التضخم في نيوزلندا يتجاوز هدف البنك أعلى 3% حاليا، وهو ما يتطلب مزيدا من التشديد النقدي من قبل الاحتياطي النيوزلندي، وبالتالي، أثر ذلك سلبيا وبكل قوة بتحركات النيوزلندي أمام العملات الرئيسية الاخرى.