برنانك يحذر من طول أمد البطالة

برنانك يحذر من طول أمد البطالة

حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بين برنانك يوم الثلاثاء من إمكانية أن يكون للبطالة المرتفعة لفترة طويلة في ثمنًا اجتماعية باهظًا، وذلك في الوقت الذي دافع فيه هو إلى جانب مسؤولون آخرون بالاحتياطي الفيدرالي عن سياسة البنك المركزي ضد الانتقادات اللاذعة الموجهة إليه نتيجة لسياسة التسهيلات النقدية الأخيرة.

ومن جانبه، قال نارايانا كوتشيرلاكوتا- رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينابولس- أنه كانت هناك حاجة ماسة إلى برنامج شراء السندات المثير للجدل والتابع للاحتياطي الفيدرالي، وذلك على اعتبار التباطؤ "المزعج" في نمو الاقتصاد الأمريكي بالإضافة إلى ضعف الشديد في التضخم والتوظيف بالبلاد.

وتجدر الإشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي أعلن في وقت سابق من الشهر الماضي أنه سيشتري سندات خزانة بقيمة 600 مليار إسترليني لدعم الاقتصاد المتداعي. في ذات الوقت، بلغ التضخم في متوسطه ما دون المعدل المستهدف للاحتياطي الفيدرالي والبالغ 2%، هذا إلى جانب استمرا ر معدلات البطالة في ارتفاعها على نحو شديد.

وقد صرح برنانك في خطاب أدلى به في جامعة ولاية أوهايو أنه "ثمة تبعات اقتصادية واجتماعية جسيمة على نحو واضح من مستوى البطالة الحالي. وبناء عليه، فإن خلق إيجاد الوظائف الجديدة، وتخفيض البطالة يعد أمرًا ذا أهمية كبرى".

جدير بالذكر، أن برنامج شراء الأصول كان قد أحدث موجة غير اعتيادية من الانتقادات سواء من الداخل أو الخارج، خاصة تلك التي دفعت بالدولار إلى الهبوط وتعزيز فقاعة الأصول. وحذر بعض الجمهوريون بالولايات المتحدة من أن تلك السياسة قد تفضي إلى ارتفاع التضخم بسرعة شديدة.

وفي هذا الصدد أفاد جيفري لاكر- رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، والمعروف بأنه من صقور التضخم- بأن الاحتياطي الفيدرالي يقف في مواجهة مهمة بالغة الدقة والحساسية، ألا وهي التوقيت الفعلي للخروج من التسهيلات النقدية الحالية، ولذلك للحيلولة دون الارتفاع المفاجئ والسريع للتضخم، ورغم تحذيراته إلا أنه أوضح انه لا يعرف حتى الآن التوقيت الملائم لتلك العملية.

وقال لاكر: "لقد رفعنا من الأساس النقدي بصورة ضخمة، وهناك الكثير من الأفراد ممن ينظرون إلى هذا الأمر ثم يخلصون سريعًا إلى استنتناج أن التضخم المفرط في الارتفاع يمثل تهديدًا".

وأوضح أن ثمة مغالاة في ردة الفعل تلك، والقليل من الهستيريا بشأن التضخم.

وكرر برنانك تصريحاته السابقة بأنه ثمة حاجة إلى اتخاذ بعض الإجراءات حيال تلك المشكلة، حتى رغم أن الاقتصاد في نمو منذ عام ونصف العام، إلا أنه تفادى بوضوح الإدلاء بأي تصريحات مباشرة عن السياسة النقدية الأمريكية.

وتابع في حديثه أن أعداد العاملين الذين فقدوا وظائفهم أو لا زالوا دون عمل على مدار الشهور الستة الماضية تمثل معضلة، هذه المعضلة مردها أن هؤلاء العاملين يواجهون عائقًا كبيرًا على وجه الخصوص فيما يتعلق بالانضمام من جديد إلى القوة العاملة بالبلاد، وذلك على أساس افتقارهم للمهارات، بالإضافة إلى احتمالية أن يتشكك أرباب العمل في ملاءمتهم للتوظيف.

واستطرد رئيس الاحتياطي الفيدرالي قائلاً إن معدلات البطالة المرتفعة تجعل الشركات والأسر راغبة عن الإنفاق، نظرًا لتشككهم في مستقبل الدخول.

وتحدث كوتشيرلاكوتا في ندوة موضحًا أنه يتعين على قرار الاحتياطي الفيدرالي بشراء الأصول طويلة الأجل المساعدة في تقليل معدلات الفائدة الحقيقية، وهو ما سيفضي إلى "انخفاض البطالة وإحداث ضغوط صاعدة على الأسعار"، بدلاً من كونها طفيفة. وأضاف أنه من غير المحتمل أن تغذي العمليات الشرائية حدوث تضخم مستقبلي، وذلك على أساس أن البنك المركزي يتمتع بالآليات واللالتزام الكامل بالإبقاء على مستوى التضخم منخفضًا.

 

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image