كيف يمكن مواجهة البطالة المقنعة؟

كيف يمكن مواجهة البطالة المقنعة؟

دائما ما نسمع كثيرا عن مصطلح البطالة بشكل عام وتداعياته السلبية على اقتصادات الدول، إلا أنه في الوقت الراهن يوجد مصطلح اقتصادي أخر يسمى بالبطالة المقنعة ويترتب عليه العديد من الأضرار الاقتصادية الكبيرة، بما يستدعى معرفة هذا المصطلح والأسباب التي أدت إلى تواجده، فضلا عن الأضرار الناتجة عنه وأخيراً كيف يمكن التعامل معه وذلك من خلال النقاط التالية:

أولا: مفهوم البطالة المقنعة

يقصد به وجود مجموعة من العمال الذين يحصلون على أجور أو رواتب دون مقابل من العمل أو الجهد الذي تتطلبه الوظيفة، وبالتالي هذه النسبة إذا تم سحبها من العمل، فلا توجد أي تداعيات او تأثير سلبي على إنتاج الشركة أو المؤسسة التي يعملون بها، وبالعكس قد يتزايد الإنتاج في حالة سحبهم من الشركة أو المؤسسة، وبمعني مبسط، فالبطالة المقنعة هي وجود أعداد من الأيدي العاملة تزيد عن الحاجة الفعلية للمؤسسة.

أسباب انتشار البطالة المقنعة

توجد العديد من الأسباب والعوامل التي تساعد بشكل كبير على تزايد معدلات البطالة المقنعة في مختلف البلدان، ومن أهم تلك العوامل ما يلي:

  • الفساد الإداري: يُعتبر السبب الرئيسي في تعيين العاملين لدى أي مؤسسة، حيث يتم تعيين العاملين دون اعتبار مستوى كفاءاتهم والمهارات اللازمة والمناسبة لشغل الوظيفة.
  • سياسة الإستيعاب بمعنى التزام الدولة بتأمين فرص عمل لخريجي الجامعات في المؤسسات المختلفة بغض النظر عن الاحتياج لهم لامتصاص غضب الخريجين داخل تلك الدول.
  • عدم قدرة وفعالية القطاع الخاص على استيعاب العاطلين عن العمل بما يجعل الدولة تلجأ إلى التعيينات الحكومية لمواجهة ارتفاع معدلات البطالة.
  • عدم القدرة على انهاء عمل المتقاعسين وعديمي الفائدة نظرا لأن قوانين العمل تحميهم مهما تقاعسوا عن العمل أو تزايدت أخطاؤهم.

الأضرار الناتجة عن البطالة المقنعة

يترتب على البطالة المقنعة الكثير من الأثار السلبية داخل المؤسسات، غير أن أبرز تلك التداعيات السلبية يتمثل فيما يلي:

  • تدنى مستوى انتاجية العاملين في المؤسسة، وينتج ذلك نتيجة عدم كفاءة العاملين داخل المؤسسة واعتماد الموظفين على بعضهم البعض في إنجاز مهامهم.
  • انخفاض أرباح المؤسسات: ويرجع ذلك الى انخفاض انتاجية العاملين بالإضافة إلى تزايد تكلفة تشغيل المزيد من الموظفين دون الحاجه إليهم.
  • هجرة الكفاءات من تلك المؤسسات: حيث تغادر الكفاءات تلك المؤسسات بسبب تدنى اوضاعها الاقتصادية وعدم وجود حوافز تشجعهم على الأستمرار في تلك المؤسسات.

مواجهة البطالة المقنعة

يمكن مواجهة البطالة المقنعة داخل المؤسسات من خلال عدة نقاط وذلك على النحو التالي:

  • العمل على وقف التعيينات في المؤسسات المختلفة لفترة زمنية محددة يتم خلالها إجراء مسح لمعرفة معدلات البطالة المقنعة وإعادة توزيع العاملين في مختلف المؤسسات وفقا لإحتياج كل مؤسسة، وأي تعيينات جديدة تتم للكفاءات فقط.
  • العمل على تشجيع العاملين في المؤسسات الحكومية للإلتحاق بالقطاع الخاص من خلال تعديل القوانين داخل الدولة ومنح مزايا وظيفية للعاملين في القطاع الخاص كما في القطاع الحكومي.
  • تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة ودعمها من قبل الحكومات لتكون أداة لجذب الخريجين للعمل بها بدلا من تفضيل العمل الحكومي.

large image
الندوات و الدورات القادمة
large image