ما الذي يجعل الدينار الكويتي من أقوى العملات؟

ما الذي يجعل الدينار الكويتي من أقوى العملات؟

بالرغم من قوة الاقتصاد الأمريكي وكونه الأول عالميًا إلا أن هناك عملات قيمتها أعلى من قيمة الدولار الأمريكي ومنها الدينار الكويتي الذي يعادل 3.30 دولار أمريكي. فما الذي يجعل الدينار الكويتي من أقوى العملات؟

يعد الدينار الكويتي من أقوى العملات العالمية وهو العملة الرسمية لدولة الكويت منذ 1960 خلفًا للروبية الخليجية التي كانت مستخدمة قبل هذا الوقت.

وقد أصدر بنك الكويت المركزي 6 إصدارات للعملة آخرها سنة 2014، وما تزال قيد الاستخدام، وقد تم إصدار أول فئة من فئة العشرين دينار في فبراير 1986، والتي هي أعلى فئات الدينار الكويتي، والذي بلغت قيمته حوالي 65.99 دولارًا أمريكيًا عام 2014.

وفيما يلي أهم الأسباب التي تجعل الدينار الكويتي يتربع على عرش أقوى العملات:

تكمن قوة الدينار في قوة سعر صرفه، حيث يتم تحديد سعر صرف الدينار الكويتي مقابل الدولار الأمريكي على أساس سلة من العملات العالمية الرئيسية التي تعكس العلاقات التجارية والمالية مع دولة الكويت.

نظام سلة العملات هو نظام بمقتضاه يتم تحديد معدل صرف العملة استنادًا إلى مجموعة من العملات التي يتم اختيارها من قبل البنك المركزي، وغالبًا ما يتم انتقاء هذه العملات على أساس كثافة التجارة البينية بين الدولة والدول صاحبة هذه العملات، حيث يقوم البنك المركزي بترتيب الدول الشركاء في التجارة مع الدولة حسب أهميتها.

ثانيًا قوة الاقتصاد الكويتي فهو من ضمن الاقتصادات القوية في العالم بناء على نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي والذي يعد مقياسًا أساسيًا يستخدم في تقييم القدرة والاستعداد على الدفع. ووفقًا لإحصاءات البنك الدولي، فقد بلغ معدل دخل الفرد في الكويت ما يزيد على 88 ألف دولار في 2014. ما يجعل الكويت خامس أغنى دولة في العالم من حيث نصيب الفرد ودخله.

وثالثًا احتياطات النفط الضخمة في الكويت، إذ يبلغ احتياطها الثابت نحو 102 مليار برميل أي نحو 7.4% من احتياطيات النفط الخام في العالم، ونحو 21.6% من احتياطات النفط الخام بدول مجلس التعاون الخليجي. وتمثل الإيرادات الهيدروكربونية نحو 93% من إجمالي الإيرادات الكويتية، أما مستوى الإنتاج الحالي فيبلغ نحو 2.263 مليون برميل يوميًا. ويُشكل النفط نحو 50% من إجمالي الناتج المحلي، ونسبة 95% من إجمالي إيرادات الصادرات، ونسبة 80% من الإيرادات الحكومية.

وقوة اقتصادها المرتبط بالنفط، جعلها تحقق فوائض مالية، حيث حققت الكويت فوائض مالية خلال السنوات الـ15 الماضية بلغ حجمها الكلي 92.5 مليار دينار أي 323 مليار دولار. ويعد اهتمام الدولة في دعم عملتها، لبقائها ثابتة، فلا يحصل تذبذب في قيمتها من أهم أسباب قوة العملة الكويتية، إلا أن اعتماد الاقتصاد بشكل كبير على النفط يجعلها عرضة لمخاطر تراجع الأسعار في الوقت الحالي وضرورة اتخاذ إجراءات جديدة لتنويع مصادر الدخل.

هذه الأسباب جعلت الدينار الكويني يحافظ على مكانته ضمن أقوى عشر عملات في العالم. ومن الجدير ذكره أن الدينار البحريني هو ثاني أقوى العملات حيث تعادل قيمته 2.65 دولار أمريكي، ويليه الريال العماني الذي تعادل قيمته 2.59 دولار أمريكي.

الجدير بالذكر أن قوة العملة لا يعكس بالضرورة قوة الاقتصاد فحسب، فبالرغم من أن قيمة الدينار الكويتي أعلى من قيمة الدولار الأمريكي إلا أن الاقتصاد الأمريكي هو أقوى الاقتصادات العالمية وهو اقتصاد متنوع لا يعتمد على مصادر دخل معينة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image