بعض الشخصيات التي يجب أن تتجنبها في بيئة العمل!

بعض الشخصيات التي يجب أن تتجنبها في بيئة العمل!

جميعنا نقابل العديد من الشخصيات في العمل ومنا من يبدأ في انتقاد زملاءه في العمل ومنا من يتعلم من كل شخصية يقابلها في حياته ولكن في هذا التقرير سوف نناقش الشخصيات السلبية التي تتحدى المنطق دومًا و بعضهم وبكل بساطة يجهلون ذلك التأثير السلبي على من حولهم.

بالرغم من أهمية اكتساب مهارة التعامل مع مختلف أنواع الناس، لكن الشخصيات السلبية  لا تستحق وقتك الثمين ولا مجهودك لأنهم يسرقونهما منك، الشخصيات السلبية تستطيع خلق تعقيدات لا داعي لها وكذلك خلق صراعات لا حاجة لها مما يجعل الآخرين يكفون عن الدخول في مجادلات لا قيمة لها معهم.

  •  قال هانز هانسن: الناس إما تلهمك أو تستنزفك.. لذا اخترهم بحكمة!

 

أظهرت الأبحاث في جامعة فريديرششيلر الألمانية مدى خطورة الشخصيات السلبية. حيث وجد الباحثون أن التعرض للمؤثرات التي تسبب المشاعر السلبية القوية – كالتعامل مع تلك الشخصيات السلبية – يؤدي إلى استجابة المخ للإجهاد بدرجة كبيرة.

أظهرت العديد من الدراسات أن الإجهاد يؤدي إلى آثار سلبية دائمة للعقل. التعرض للإجهاد ولو لبضعة أيام قليلة يؤثر سلباً على كفاءة وفاعلية الخلايا العصبية المسؤولة عن الذاكرة وعمليات التفكير. والتعرض للإجهاد لأسابيع يسبب تلفاً في خلايا المخ، والتعرض للإجهاد لشهور يدمّرها تماما بل وقد يمتد بعضها إلى التأثير على عضلة القلب لفترة من الوقت حتى تظن أنك مصاب بعلل مرضي لا قدر الله.

 

  • الشخصيات السلبية لا تجعلك بائساً فقط، بل هي المأساة بعينها!

 

القدره على التحكم بالعواطف والحفاظ على الهدوء تحت الضغوط المختلفة له صلة مباشرة بدرجة الأداء في العمل، حيث أجرت شركة سمارت تالنت بحثاً عن أكثر من مليون شخص، ووجدت أن 90% من أفضل الناس في العمل ماهرون في التحكم في عواطفهم في أوقات الشدة من أجل البقاء هادئين وتحت السيطرة، دون التحجج بأن بعض المواقف قد أثارت غضبهم الذي دائمًا يتلقى اللوم على بعض التصرفات غير اللائقة.

ويوجد العديد من الأقاويل التي تشير إلى أن الشخص هو نتاج لأكثر خمسة أشخاص تقضي معهم معظم وقتك. إذا كنت تسمح ولو لواحد منهم أن يكون سلبياً، فأنت ستكتشف قريباً مدى قدرته على إصابتك بالعدوى.

لن تتمنى البعد عن تلك الشخصيات السلبية حتى تعلم حقاً من هم. لكن الفكرة هنا تكمن في التفريق بين أولئك المزعجين أو المعقدين قليلاً، وبين أولئك الذين يجب أن يوصفوا بأنهم سلبيين حقاً!

وفيما يلي بعض الأنواع من أولئك المستنزفين الذين يتوجب عليك الابتعاد عنهم بأي ثمن حتى لا تصبح يوماً واحداً منهم.

 

الشخصيـة النمامة

العقول العظيمة تتحدث عن الأفكار، والمتوسطة عن الأحداث، والصغيرة عن الناس – اليانور روزفلت.

يستمد النمامون متعتهم من مصائب الآخرين. والبعض منهم يستمتع بالحديث عن الأخطاء المهنية أو الأحداث الشخصية، فلا تحاول الاستماع لأقاوليهم لأن مثل تلك المحادثات لن تزيدك شيئًا، الشيء الوحيد الذي سوف تسببه لك هو إضاع وقتك.

الشخصيـة المزاجية

بعض الناس ليس لديهم أدنى سيطرة على مشاعرهم، إنهم يهاجمونك ويلقون كل مشاعرهم عليك، وفي نفس الوقت يظنون أنك السبب في معاناتهم. الشخصيات المزاجية شخصيات صعبة وقاسية على حياتك حتى تتخلص منها إلى الأبد. ذلك بسبب افتقارهم إلى السيطرة على مشاعرهم، وهذا ما يجعلك تشعر بالسوء تجاههم.  بل وإنهم قد يحاسبونك كونك السبب في تلك المشاعر السلبية فلا تجعل نفسك مستنقع لتلك المشاعر وحاول أن تتجنبها.

شخصية الضحية

يشعرون أن جميع من حولهم يحملون لهم الضغائن وللاسف من الصعب التعرف علي تلك الشخصية مبكرًا لأنك تتعاطف مع مشاكلهم في البداية. لكن بمرور الوقت، تدرك أنهم دوماً في حالة  إلقاء اللوم على الآخرين وأن الجميع يقف ضدهم ولا يحاول مساعدتهم وأن عليهم المضي قدمًا بأنفسهم وإذا حاولت إقناعهم بغير ذلك سوف يرون أيضًا بأنهم ضحية لرأيك فهم لا يرون في الأوقات الصعبة أي فرصة للتعلم والنمو وسط بقية الناس.

 

 

  • هناك قول قديم يقول : الألم أمر حتمي، والمعاناة أمر اختياري.

 

حب الذات

الشخصيات المنشغلة بأنفسها فقط تجلب الإحباط لكونها متحفظة دوماً على وجود مسافة بينها وبين الآخرين. يمكنك التعرف عليهم بسهولة عند التعامل معهم لأنك ستشعر بينهم بالوحدة. هذا يحدث لأنه مهما كنت مهتماً بهم وبحديثهم، فليس هناك أدنى صلة تربط بينهم وبين الآخرين، إنك مجرد أداة يستخدمونها لبناء ثقتهم بأنفسهم.

الشخصيات المتشائمة الكئيبة

تلك الشخصيات عبارة عن مخلوقات تمتص أرواح الناس من أجسادهم، عندما تدخل تلك الشخصيات أي غرفة، فإنها تمتلئ بالظلام، ويشعر من بداخلها بالبرودة و يبدءون في تذكر أسوأ ذكرياتهم.

تلك الشخصيات تمتص الحياة أينما تواجدت، وذلك من خلال نشر السلبية والتشاؤم على من حولهم. وجهات نظرهم دوماً هي نصف الكأس الفارغة. تلك الشخصيات يمكنها زرع الخوف والقلق حتى في أفضل الحالات على الإطلاق.

أظهرت دراسة في جامعة نوتردامان أن الطلاب الذين وضعوا في غرفة مع زملائهم الذين يفكرون بسلبية كانوا أكثر عرضة بكثير إلى تطوير التفكير السلبي لديهم وحتى إصابة أنفسهم بالاكتئاب

 

ولهذا فإن الشخصيات السلبية قد تقودك إلى الجنون، لأن سلوكهم غير عقلاني إطلاقاً. لا تخطئ في هذا، إن سلوكهم حقاً لا عقل فيه، لذا لماذا تورط نفسك في هذا الوحل بالرد عليهم ومجادلتهم؟

ما يثير الجنون ويشذ حقاً عن القاعدة هو مدى السهولة التي يجب أن تمتلكها لإبعاد نفسك عنهم، توقف عن محاولة التغلب عليهم خلال مناقشاتك معهم  وحاول أن تبتعد عنهم عاطفياً وتعامل معهم وكأنهم مشروع علمي بحت، فقد تتعلم المزيد عن تلك الشخصيات.

فانت لست في حاجة للرد على العواطف الفوضوية. الرد يكون فقط على الحقائق

 

  • الحفاظ على وجود مسافة بينك وبين الآخرين يتطلب الوعي التام. لا يمكنك إيقاف أحد يعبث بك إذا لم تدرك حدوث ذلك من البداية. أحياناً، ستجد نفسك في موقف صعب يجعلك تعيد ترتيب أفكارك، ومن ثم اختيار أفضل السبل للخروج منه والمضي قدماً. هذا شيء جيد لذا عليك ألا تكون خائفاً من شراء راحة بالك والقيام بما يجب عليك فعله.
  • معظم الناس يشعرون بأنهم لا يملكون أدنى طريقة للسيطرة على الفوضى بحياتهم لكونهم يعملون أو يعيشون مع شخص ما. هذا ليس بعيداً عن الحقيقة! عندما تتعرف جيداً على أي شخصية سلبية، ستبدأ في معرفة أن سلوكهم يمكن فهمه بسهولة بل والتنبؤ به أيضاً. هذا سيجعلك تفكر بعقلانية حول متى وفي أي وضع تتحملهم أو لا تتحملهم.

 

  • إذا تركت الأمور على طبيعتها، ستجد حينها نفسك متورطاً باستمرار في محادثات صعبة. أما إذا وضعت حدودك الخاصة وقررت متى وفي أي وضع سوف تتعامل مع شخصية ما مزعجة فيمكنك حينها أن تتحكم في أي فوضى قد تبعثر حياتك.
  • الطريقة الوحيدة هي التزود بأسلحتك الخاصة ووضع حدودك الفاصلة في الموضع الذي تحاول الشخصيات السلبية أن تصل إليك من خلاله

 

ونصيحة لقراء هذا التقرير لا تحاول أن تواجه تلك الشخصيات وتوجه إليها التهم بأنها شخصيات سلبية لأنك ذلك سوف يستنفذ طاقتك دون داعي وسوف يملأ قلوبهم بالضغينة تجاهك بل حاول أن تنأى بنفسك عنهم وجعل تعاملاتك معهم في نطاق المحدود، لأن لا أحد يرى نفسه من ضمن هذه الشخصيات فكل انطباع خاص بصاحبه ولا يمكن تعميمه على شخص بعينه فمنهم من يراه سلبي ومنهم لا، إلا أن الإجماع عليهم هو الفاصل في هذا الأمر.  


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image