هل يبقي الاحتياطي الاسترالي على الفائدة دون تغيير مجددا؟... السيناريو المتوقع!

هل يبقي الاحتياطي الاسترالي على الفائدة دون تغيير مجددا؟... السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لقرارات البنك الاحتياطي الاسترالي

تترقب الأسواق صدور قرارات الاحتياطي الاسترالي خلال مايو الجاري، وسط توقعات بأن يبقي البنك على السياسة النقدية دون تغيير، ولذلك، ستراقب الأسواق بيان الفائدة والمؤتمر الصحفي للبنك، والتي قد يكون لهذه القرارات تأثير كبير على أسواق العملات وتحديدا على أزاوج الدولار الاسترالي،

وفيما يلي نظرة على ملابسات اتخاذ القرار داخل البنك:

أولا: نظرة على الأوضاع الاقتصادية في أستراليا مؤخرا:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية الاسترالية المتباينة وأهمها بيانات التضخم وسوق العمل ومبيعات التجزئة، وفي هذا الإطار، أصدر مكتب الإحصاء الاسترالي، بيانات سوق العمل خلال شهر مارس الماضي، ووفقا للبيانات، فقد اقتصاد أستراليا نحو 6.6 ألف وظيفة، وهو أسوأ من توقعات الأسواق التي رجحت إضافة الاقتصاد حوالي 7.2 ألف وظيفة. وعلى الجانب الاَخر، جاءت بيانات معدل البطالة في أستراليا إيجابية خلال شهر مارس إيجابية للغاية، حيث ارتفع معدل البطالة إلى 3.8% فقط، وهو ما جاء أفضل من التوقعات التي رجحت ارتفاعه إلى 3.9%.

وأيضا، أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية في أستراليا، أن معدل التضخم السنوي في البلاد قد سجل قراءة أعلى من المتوقع خلال شهر مارس الماضي، وذلك بعد أن استقر التضخم الاسترالي عند مستوى مرتفع بالثلاثة أشهر الماضية. ووفقا للبيانات، فقد سجلت قراءة مؤشر أسعار المستهلكين في أستراليا ارتفاعا بواقع 3.5% على أساس سنوي خلال شهر مارس الماضي، وجاء هذا أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لاستقراره عنده 3.4%.

وكذلك، أصدر مكتب الإحصاء الأسترالي بيانات مبيعات التجزئة في البلاد خلال شهر مارس الماضي، والتي جاءت سلبية ودون التوقعات للشهر الرابع على التوالي، بعد أن شهدت مبيعات التجزئة في أستراليا أول انكماش لها في 3 أشهر. فوفقا للبيانات الصادرة، فقد سجلت مبيعات التجزئة في أستراليا انكماشا بنسبة 0.4% خلال شهر مارس الماضي، على أساس شهري، وهو ما جاء أسوأ من توقعات الأسواق التي رجحت نمو مبيعات التجزئة بحوالي 0.2%.

وبالتالي، يمكن القول بأن معاودة التضخم الاسترالي ارتفاعه مجددا، وضعف بيانات مبيعات التجزئة والتوظيف إلى حد ما، قد يدفع الاحتياطي الاسترالي للحذر قبل اتخاذ أي قرار جديد بشأن الفائدة، إلا أنه قد يلمح إلى إبقائه على الفائدة لفترة طويلة.

ثانيا: تصريحات صانعي القرار داخل الاحتياطي الاسترالي:

في الفترة الماضية، صدرت بعض التصريحات من قبل صانعي القرار داخل الاحتياطي الاسترالي والتي تعطي تلميحا حول السياسة النقدية المستقبلة، حيث صرحت مساعد محافظ الاحتياطي الاسترالي، كريستوفر كينت، بأن آفاق التضخم والسياسة النقدية غير مؤكدة، وأن بنك الاحتياطي الاسترالي يعتزم تبنى نظام احتياطيات واسع لدعم السياسة النقدية.

وأضافت عضو الاحتياطي الاسترالي بأنه يمكن الاستجابة لضغوط السوق إذا لزم الأمر، بما في ذلك عن طريق إجراء عمليات السوق المفتوحة بشكل متكرر أكثر من مرة واحدة في الأسبوع، وأن الاحتياطي الاسترالي لن يجري تعديل في القائمة الحالية للميزانية العمومية من خلال الاحتفاظ بالسندات حتى تاريخ الاستحقاق.

ثالثا: ما هي توقعات البنوك لقرارات الاحتياطي الاسترالي؟

تشير أغلب التوقعات إلى أن الاحتياطي الاسترالي قد يبقي على الفائدة دون تغيير، وفي هذا الإطار، أوضحت المجموعة المصرفية ANZ، توقعاتها حول تحركات بنك الاحتياطي الاسترالي فيما يتعلق بموعد بدء دورة خفض أسعار الفائدة، وفي هذا الصدد، تمسكت المجموعة المالية بتقديراتها التي رجحت بدء الاحتياطي الاسترالي في خفض الفائدة باجتماع نوفمبر المقبل، بالرغم من ارتفاع التضخم.

وأيضا، توقع الاقتصاديون الذين استطلعت بلومبيرج ورويترز اَرائهم بأن تظل أسعار الفائدة دون تغيير، مع بقاء سعر الفائدة النقدية عند 4.35% للاجتماع الرابع على التوالي، وأنه لن يتم إجراء أي تخفيض للفائدة، حيث يتوقع الخبراء فرصة بنسبة 9% فقط لقيام بنك الاحتياطي الاسترالي بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس غدا. وكذلك، تشير توقعات أسواق المال الآن إلى أن أسعار الفائدة ستبقى دون تغيير عند المستويات الحالية للفترة المتبقية من عام 2024.

وكذلك، قال محللون في ويستباك بنك، إنه في حين أن السيناريو الذي يهدد فيه بنك الاحتياطي الاسترالي برفع أسعار الفائدة ليس مستحيلا خلال الاجتماع المرتقب، إلا أنه يبدو غير مرجح الآن، ومن المحتمل أن يأتي في وقت لاحق من العام إذا ظل التضخم ثابتا.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات الاحتياطي الاسترالي:

يتمثل السيناريو الأول في إبقاء الاحتياطي الاسترالي على الفائدة دون تغيير، ولكن بيان الفائدة الصادر عن الاحتياطي الاسترالي وتصريحات محافظ البنك قد يتضمنا أي تلميحات حول الاقتصاد والفائدة، وإذا تضمنا أي تلميحات حول اقتراب خفض الفائدة مع ضعف سوق العمل وهدوء الضغوط التضخمية، فقد يكون لهذا السيناريو تأثير سلبي على تحركات الدولار الاسترالي.

بينما، السيناريو الثاني يتمثل في قيام الاحتياطي الاسترالي بالإبقاء على الفائدة كما هي دون تغيير، ولكن قد يؤكد البنك على استمرار المخاوف بشأن معاودة التضخم لارتفاعاته مجددا، وأن ذلك قد يدفعه لرفع الفائدة أو الإبقاء على الفائدة المرتفعة لفترة طويلة، وهذا السيناريو إذا ما حدث سيكون إيجابي للدولار الاسترالي بأسواق العملات.

اقرأ أيضا:

الين الياباني الخاسر الوحيد بين العملات الرئيسية والدولار الاسترالي يتصدر الارباح


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image