الدولار على موعد جديد مع قرارات الفيدرالي الأمريكية المهمة... السيناريو المتوقع!

الدولار على موعد جديد مع قرارات الفيدرالي الأمريكية المهمة... السيناريو المتوقع!
السيناريو المتوقع لقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

تنتظر الأسواق المالية صدور قرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خلال شهر مارس الجاري، والتي تتضمن (قرار الفائدة، وبيان السياسة النقدية، وكذلك، التوقعات الاقتصادية، بالإضافة إلى المؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأمريكي)، نظرا لتداعياتها المرتقبة على تحركات الدولار والعملات ومختلف السلع مثل الذهب، وكذلك، الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية المختلفة وخاصة البيتكوين.

وفيما يلي نظرة على كيفية ملابسات هذا القرار داخل الفيدرالي الأمريكي وكيفية تأثيره على الأسواق:

أولا: أهم البيانات الأمريكية الاقتصادية الأخيرة وتأثيرها على قرارات الفيدرالي:

منذ اجتماع الفيدرالي الأمريكي خلال فبراير الماضي، صدرت العديد من البيانات الاقتصادية المهمة والتي كان لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي والعملات الرئيسية ومختلف الأسواق وتدعم قيام الفيدرالي الأمريكي بتثبيت الفائدة خلال اجتماع مارس الجاري.

وفي هذا السياق، أظهرت بيانات الإحصاء في الولايات المتحدة، أن التضخم الأمريكي سجل قراءة أكبر من توقعات الأسواق. فوفقا للبيانات الواردة، فقد سجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي السنوي نحو 3.2%، وهو أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت لاستقراره عند مستوى 3.1%. وكذلك، انخفض معدل التضخم الأمريكي الأساسي (الذي يستبعد أسعار الطاقة والغذاء)، إلى مستوى 3.8% فقط على أساس سنوي بنهاية فبراير الماضي، ولكن ذلك أفضل من توقعات الأسواق التي رجحت تباطؤه إلى 3.7%، وذلك بعدما كان قد سجل نحو 3.9% في يناير الماضي.

ومن جانب اَخر، أوضحت البيانات الإحصائية، تباين أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال فبراير الماضي، حيث أضاف الاقتصاد حوالي 275 ألف وظيفة، وهو ما جاء أفضل بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت لإضافة الاقتصاد الأمريكي نحو 200 ألف وظيفة فقط. بينما، ارتفع معدل البطالة إلى مستوى 3.9% خلال شهر فبراير، وهو أسوء من توقعات الأسواق التي أشارت لاستقرار البطالة الأمريكية عند مستوى 3.7% كما حدث في يناير الماضي.

وبدورها، كشفت البيانات الصادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي، عن سلبية القراءة التقديرية لمعدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي وجاءت أسوأ من توقعات الأسواق خلال الربع السنوي الأخير من 2023، فوقا للبيانات التقديرية، فقد ارتفع نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 3.2% خلال الربع الرابع، بالمقارنة مع الربع الثالث، وهو أسوأ بشكل طفيف من التوقعات والتي أشارت إلى نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.3%.

وفي ضوء استمرار ارتفاع التضخم الأمريكي مجددا، وتباين أداء بيانات سوق العمل، وضعف بيانات النمو نوعا ما خلال الفترة الماضية، فإن الفيدرالي الأمريكي على الأرجح لن يتعجل في اتخاذ قرار جديد حول الفائدة، وقد يبقي على الفائدة دون تغيير خلال اجتماع مارس الجاري، وسوف ينتظر صدور المزيد من البيانات الاقتصادية حتى يتخذ قرار بهذا الشأن.

ثانيا: أبرز تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي الأخيرة:

خلال الفترة الماضية، صدرت العديد من التصريحات من قبل أعضاء الفيدرالي الأمريكي والتي توضح بأن الأعضاء لديهم وجهات نظر متباينة حول السياسة النقدية، وفي هذا الإطار، أكد محافظ البنك جيروم باول، خلال شهادته أمام الكونجرس الأمريكي، بأن دورة التشديد النقدي انتهت تقريبا، وأن الفيدرالي الأمريكي بات قريبا من خفض الفائدة مع هدوء الضغوط التضخمية، ولكنه سينتظر حتى يكون أكثر ثقة في أن التضخم يمضي وفقا للمسار المحدد له.

وأيضا، خلال حديثها في المركز المالي والاقتصادي الأوروبي الافتراضي، صرحت عضو الفيدرالي الأمريكي ، لوريتا ميستر، بأن هناك احتمالا أن يظهر التضخم المرتفع مقاومة أكبر تجاه التباطؤ خلال هذا العام، وأنه إذا اتفق الاقتصاد الأمريكي مع التوقعات، فمن المرجح أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.

وبدوره، أدلى نائب محافظ الفيدرالي الأمريكي جون ويليامز، ببعض التصريحات بشأن أوضاع السياسة النقدية للبنك، وفي هذا السياق، أشار ويليامز إلى أن الطلب شهد تباطؤا في ظل السياسة النقدية التشديدية، وأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مسؤول عن تحقيق هدف استقرار الأسعار، مضيفا أن توقعات التضخم قد انخفضت قليلا.

ثالثا: توقعات بعض البنوك الكبرى لقرارات الفيدرالي الأمريكي:

تشير معظم التوقعات إلى أن الفيدرالي الأمريكي سيبقي على الفائدة دون تغيير، وفي هذا السياق، أظهر أحدث استطلاع أجرته رويترز، أن حوالي 72 من 108 اقتصاديين محترفين يتوقعون قيام الفيدرالي الأمريكي بأول خفض الفائدة خلال اجتماع 12 يونيو المقبل. وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك بعض التحيزات المتشددة بدأت تتسلل للاقتصاديين، حيث قال نحو 38 من أصل 44 اقتصاديا، إن الخطر الأكبر من الإبقاء على الفائدة دون تغيير، هو ظهور تخفيضات أقل ضمن المخطط النقطي في اجتماع 20 مارس المقبل.

ومن جانبهم، قال الاقتصاديون بمجموعة ويلز فارجو المصرفية الأمريكية، إنهم لا يتوقعون أي تغييرات في السياسة النقدية من قبل الفيدرالي الأمريكي خلال مارس الجاري، لكنهم أشاروا إلى ضرورة أن يلقي أعضاء الفيدرالي الأمريكي المزيد من الضوء بعد الاجتماع على المسار المحتمل لتعديلات السياسة النقدية بوقت لاحق من هذا العام.

وكذلك، توقع اقتصاديو بنك جي بي مورجان الآن أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال عام 2024، بعدما كانت توقعات جي بي مورجان السابقة ترجح قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بواقع 100 نقطة أساس هذا العام. ويأتي هذا التغير في توقعات جي بي مورجان وذلك بعد أن أوضحت البيانات الأمريكية أن التضخم قد أظهر مقاومة كبيرة تجاه الانخفاض.

رابعا: السيناريوهات المتوقعة لقرارات الفيدرالي الأمريكي المرتقبة:

يتمثل السيناريو الأول لقرارات الفيدرالي الأمريكي في إبقاء البنك على الفائدة دون تغيير خلال هذا الاجتماع، ولكن قد يتضمن بيان الفائدة، والتوقعات الاقتصادية الجديدة، وكذلك، المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك جيروم باول، إشارة قوية حول انتهاء دورة التشديد النقدي الأمريكية مع هدوء التضخم، وموعد بدء خفض الفائدة الأمريكية، وهذا السيناريو في حالة حدوثه، قد يكون له تأثير سلبي على تحركات الدولار وعلى العكس إيجابي على الذهب والأسهم الأمريكية ومختلف العملات الرقمية وخاصة البيتكوين.

بينما السيناريو الثاني، يتمثل في قيام الفيدرالي الأمريكي بالإبقاء على الفائدة دون تغيير، وقد يتضمن بيان الفائدة والتوقعات الجديدة، والمؤتمر الصحفي لمحافظ الفيدرالي الأمريكي، عن المخاوف بشأن عودة التضخم للارتفاع، واستمرار قوة سوق العمل، وهذا قد يدفع البنك للتمهل قبل خفض الفائدة، وربما العودة إلى رفع الفائدة إذا استمرت الضغوط التضخمية القوية، وهذا السيناريو إذا حدث، قد يكون له تأثير إيجابي على مؤشر الدولار وعلى العكس انخفاض الذهب والأسهم الأمريكية، والعملات الرقمية المختلفة.

اقرأ أيضا:

ملياردير أمريكي يحذر الاحتياطي الفيدرالي من التسرع في خفض الفائدة


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image