ما أهم تطورات شهية المخاطرة قبل شهادة جيروم باول باليوم الثاني؟

شهدت تحركات شهية المخاطرة تباين واضح خلال تداولات اليوم الخميس، حيث تأثرت معنويات المستثمرين للمخاطرة تجاه مختلف الأصول والسلع والعملات بتطورات اقتصادية عديدة، عززت شهية المخاطرة تجاه أصول معينة دون غيرها، وفيما يلي، يمكن إيضاح أهم هذه المستجدات:

أولا: شهية المخاطرة بسوق الأسهم العالمية

ارتفعت شهية المخاطرة وأثرت إيجابا على أداء الأسهم الأوروبية والأمريكية، فيما ضعفت معنويات المخاطرة وانعكست على سوق الأسهم الآسيوية، وذلك على النحو التالي:

الأسهم الأمريكية: ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية بوضوح نتيجة لتعليقات محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول الأخيرة بأن التضخم قد يشهد انخفاضا خلال الفترة المقبلة، مستبعدا فكرة انتظار وصول التضخم إلى الهدف 2% لكي يبدأ الفيدرالي الأمريكي في خفض الفائدة.

الأسهم الأوروبية: انتعش أداء الأسهم الأوروبية مع ترقب صدور قرار البنك المركزي الأوروبي والبحث عن أي دلائل أو مؤشرات حول موعد بدء خفض سعر الفائدة، وما له من انعكاسات محتملة على الأسهم الأوروبية بالتداولات اللاحقة لصدور القرار.

الأسهم الآسيوية: ضعفت شهية المخاطرة بقوة وأثرت سلبا على الأسهم الصينية مع ازدياد حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الصيني والعلاقات مع أمريكا، حيث قال وزير خارجية الصين، إن الولايات المتحدة لديها تصورات خاطئة فيما يتعلق بالصين، منتقدا العقوبات الأمريكية على الصين وبأن الولايات المتحدة ستلحق الضرر بنفسها إذا استمر هذا الوضع.

وفي نفس الوقت، هبط مؤشر نيكي الياباني من أعلى مستوياته على الإطلاق بعدما أدلى صناع السياسة النقدية اليابانية ببعض التصريحات التي بدت أكثر تشددا، حيث ألمح المسؤولين احتمالية أن يتم التخلي عن سياسة أسعار الفائدة السالبة بالاجتماع القادم.

ثانيا: شهية المخاطرة بسوق العملات الرئيسية

ارتفعت شهية المخاطرة خلال تداولات سوق العملات الأجنبية الرئيسية اليوم، متأثرة بالضعف القوي لأداء الدولار الأمريكي والذي عزز ارتفاع أزواجه من العملات الرئيسية الأخرى، بسبب النقاط السلبية التي أدلى بها جيروم باول أثناء الإدلاء بشهادته أمام مجلس النواب أمس.

كما تضررت تداولات اليورو مع ترقب صدور قرار البنك المركزي الأوروبي بعد قليل، وسط توقعات بأن يبقي البنك على سعر الفائدة الحالي البالغ 4.50%، مع احتمالية أن تلمح محافظ المركزي الأوروبي كريستين لاجارد إلى موعد خفض الفائدة المحتمل.

ثالثا: شهية المخاطرة بسوق السلع البارزة

واصل الذهب مساره الصعودي للجلسة السابعة على التوالي وحقق ارتفاعات قوية، مستفيدا من الهبوط القوي للدولار الأمريكي، حيث بدا المعدن النفيس المقوم بالعملة الخضراء فرصة استثمارية أقل تكلفة لحاملي العملات الأجنبية خلاف الدولار.

ومن ناحية أخرى، تضررت معنويات المستثمرين للمخاطرة بسوق النفط الخام، على إثر تصاعد مخاوف تضرر النشاط الاقتصادي الأمريكي، إذ كشف تقرير البيج بوك الصادر عن الفيدرالي الأمريكي عن تباطؤ النشاط الاقتصادي ببعض المقاطعات والولايات الأمريكية، بجانب انخفاض الإنفاق الاستهلاكي، وما له من انعكاسات محتملة على النمو الاقتصادي الأمريكي وتراجع الطلب الأمريكي على النفط الخام.