ضعف شهية المخاطرة يهيمن على الأسواق.. فما أهم المؤثرات؟

ضعفت تحركات شهية المخاطرة خلال تداولات اليوم الثلاثاء، متضررة من بعض العوامل التي أدت لتفضيل المستثمرين توجيه تدفقاتهم النقدية لأوجه الملاذ الآمن من عملات وسلع مختلفة على حساب الأصول عالية المخاطر، وفي النقاط التالية، يمكن توضيح أبرزه هذه التطورات التي أثرت على أداء شهية المخاطرة اليوم:

أولا: شهية المخاطرة بسوق الأسهم العالمية

ساهم ضعف شهية المخاطرة في تعزيز الضغوط الهبوطية لأداء الأسهم العالمية، فعلى سبيل المثال، هبطت الأسهم الأوروبية بشكل واضح متضررة من انكماش الإنتاج الصناعي الفرنسي في يناير الماضي بأكبر وتيرة منذ 10 شهور، وهو ما أثار المخاوف حيال النشاط الاقتصادي بثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو وانعكاس ذلك على دول المنطقة.

وفي نفس الوقت، تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بصورة قوية مع ترقب الأسواق شهادة محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول أمام الكونجرس الأمريكي على مدى اليومين المقبلين، وما قد تنطوي عليه من بعض التلميحات والمؤشرات حول مسار السياسة النقدية الأمريكية.

ثانيا: شهية المخاطرة بسوق العملات الرئيسية

بشكل عام، يمكن القول إن الهبوط القوي لتحركات الدولار الأمريكي في سوق العملات قد عزز الزخم الصعودي لمسار أزواجه من العملات الأخرى، حيث عززت سلبية بيانات مديري المشتريات للقطاع الخدمي الأمريكي والصادر عن معهد ISM، توقعات الأسواق حيال تضرر النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة وهو ما قد يضغط على الفيدرالي الأمريكي للبدء في خفض الفائدة بوقت أبكر من التوقعات، ما أدى لتراجع الدولار لصالح ارتفاع أزواجه الرئيسية.

وفي نفس الوقت، ارتفعت مؤشرات الين الياباني والفرنك السويسري (من أشهر عملات الملاذ الآمن)، ما يعكس إحجام المستثمرين عن المخاطرة وتفضيل اقتناء الأصول الآمنة.

ثالثا: شهية المخاطرة بسوق السلع البارزة

تضررت شهية المخاطرة تجاه عقود النفط الخام القياسية، بسبب التطورات الصينية السلبية خصوصا فيما يتعلق بضعف الطلب المحلي، حيث أوضحت السلطات الصينية بأن أسس التعافي الاقتصادي للبلاد ليست قوية بما يكفي، مع الإشارة إلى ضعف الطلب المحلي، ما أثار مخاوف الأسواق حيال تعافي النمو الاقتصادي في الصين، وهذا غذى مخاوف أسواق الطاقة بشأن تعافي الطلب الصيني على النفط؛ ما أثر سلبا على تحركات أسعار النفط الخام بتداولات اليوم.

ونتيجة لضعف شهية المخاطرة بالأسواق، حقق معدن الذهب صعودا قياسيا بتعاملات اليوم مستفيدا من دوره كملاذ آمن، وفي نفس الوقت، دعم الهبوط القوي للدولار الأمريكي التحركات الصعودية لمعدن الذهب المقوم بالعملة الخضراء.