ما الذي أثر على تحركات شهية المخاطرة بأولى جلسات مارس؟
شهد أداء شهية المخاطرة خلال تداولات اليوم الجمعة انتعاشا قويا بمختلف الأسواق العالمية، عدا الأسهم الأمريكية، حيث تأثرت معنويات المستثمرين للمخاطرة بعدد من التطورات والمستجدات الاقتصادية التي عززت شهية المخاطرة بتعاملات اليوم، ويمكن توضيح أهم هذه التطورات على النحو التالي:
أولا: شهية المخاطرة بسوق الأسهم العالمي
تباين تأثير شهية المخاطرة على أداء أسواق الأسهم العالمية بتداولات اليوم؛ حيث انتعشت معنويات المستثمرين للمخاطرة أثناء تداولات سوق الأسهم الأوروبية والآسيوية فيما ضعفت شهية المخاطرة إلى حد ما وأثرت على الأسهم الأمريكية ويمكن تناول أبرز المؤثرات على هذا التباين كما يلي:
الأسهم الأوروبية: جاءت القراءات النهائية لمؤشرات مديري المشتريات في القطاع التصنيعي لمنطقة اليورو وبريطانيا في يناير الماضي، أفضل من القراءات الأولية، ما يشير لتحسن الأوضاع التصنيعية باقتصادات منطقة اليورو وما له من انعكاسات قوية على النمو الاقتصادي بالمنطقة، وهو ما أثر إيجابا على أداء الأسهم الأوروبية.
الأسهم الآسيوية: ساهم الانتعاش القوي في شهية المخاطرة في تعزيز أرباح الأسهم الآسيوية بتعاملات اليوم، وخصوصا الأسهم الصينية؛ حيث كشفت بيانات مديري المشتريات Caixin للقطاع التصنيعي في الصين عن نمو المؤشر ليسجل 50.9 نقطة في فبراير المنتهي، ما جاء أفضل من توقعات التباطؤ التي توقعتها الأسواق إلى 50.7 نقطة، علما بأن المؤشر قد سجل 50.8 نقطة في يناير، ما أثار التفاؤل حيال تعافي الاقتصاد الصيني.
وفي نفس الوقت، حظيت الأسهم اليابانية بدعم قوي من تصريحات محافظ بنك اليابان كازو أويدا والتي أثارت تفاؤل الأسواق حول الأداء الاقتصادي هذا العام، حيث قال أويدا إن الاقتصاد يتعافى تدريجيا مع توقعات باستقرار الأوضاع الاقتصادية هذا العام.
الأسهم الأمريكية: كانت الأسهم الأمريكية هي الخاسر الوحيد من تحركات شهية المخاطرة بسوق الأسهم العالمية، متضررة من تصريحات أعضاء الفيدرالي الأمريكي الصادرة مؤخرا والتي أفادت في مجملها بأن الفيدرالي الأمريكي لا يزال لديه بعض العمل حول معركة التضخم، كما أن النمو الاقتصادي الأمريكي لن يكون قويا كما كان بالعام الماضي.
ثانيا: شهية المخاطرة بسوق العملات الأجنبية الرئيسية
انتعشت تحركات شهية المخاطرة بتداولات سوق العملات الرئيسية اليوم، حيث وجدت أزواج اليورو دولار والاسترليني دولار دعما قويا جراء البيانات النهائية الصعودية لمؤشرات مديري المشتريات بمنطقة اليورو وبريطانيا، كما ساهم تباطؤ التضخم الأوروبي بوتيرة أقل من التوقعات في فبراير، في تعزيز توقعات الأسواق بأن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يتبع نهجا حذرا للغاية خلال هذا العام.
وفي نفس الوقت، ساهمت التطورات الصينية الإيجابية في تعزيز التحركات الصعودية لزوج الاسترالي دولار والنيوزلندي دولار نظرا لاحتمالية انعكاس هذه التطورات بشكل إيجابي على النمو الاقتصادي الاسترالي والنيوزلندي باعتبارهما من كبار الشركاء التجاريين للصين.
ثالثا: شهية المخاطرة بسوق السلع البارزة
ارتفعت أسعار الذهب بشكل قوي مستفيدة من التراجع الملحوظ للدولار الأمريكي، وذلك في ظل طبيعة العلاقة العكسية بين الطرفين، وفي نفس الوقت، ارتفعت أسعار النفط الخام بوتيرة حادة على خلفية انتعاش القطاع التصنيعي في الصين بما أثار توقعات أسواق الطاقة بشأن تعافي الطلب الصيني على النفط باعتبارها أكبر مستورد عالمي للخام.