العزوف عن المخاطرة يخيم على تداولات الأسواق العالمية

العزوف عن المخاطرة يخيم على تداولات الأسواق العالمية
شهية المخاطرة

شهدت تداولات اليوم الأربعاء عزوفا قويا للأسواق عن المخاطرة، حيث أطاح ضعف شهية المخاطرة بأسواق الأسهم والسلع والعملات الرئيسية، وسادت حالة من الحذر الشديد بالأسواق قبل صدور البيانات الأمريكية عالية التأثير، وعلى رأسها بيانات النمو الاقتصادي والإنفاق الاستهلاكي الشخصي.

وجاء ضعف شهية المخاطرة مدفوعا بعدد من التطورات الاقتصادية التي عززت إحجام المستثمرين عن المخاطرة بشكل قوي بالتداولات، وفي النقاط التالية، يمكن تناول أبرز هذه التطورات:

أولا: شهية المخاطرة بسوق الأسهم العالمية

ساهم الضعف القوي لتوجهات شهية المخاطرة في تراجع أداء سوق الأسهم العالمية، فبالنسبة إلى الأسهم الأوروبية؛ حيث تراجع مؤشر يورو ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.32% إلى 494.76 نقطة، بعدما أفادت وكالة موديز للتصنيف الائتماني بأن مشاكل العقارات في ألمانيا ستؤدي إلى تضرر قطاع البناء وتراجع النشاط، بما قد يؤثر سلبا على الأوضاع الاقتصادية بأكبر اقتصادات منطقة اليورو.

وفي نفس الوقت، تراجعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية قبيل افتتاح السوق بشكل واضح، بعدما عارضت عضو الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بومان فكرة الخفض المبكر لأسعار الفائدة وسط تزايد الضغوط التضخمية، بما يعني أن الفيدرالي الأمريكي قد يحتفظ بسياسته النقدية التشديدية لفترة أطول مما هو متوقع، وما له من انعكاسات سلبية على الأسهم الأمريكية.

أما عن أسواق الأسهم الآسيوية، انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.08% إلى 39,208.03 نقطة بختام تداولات اليوم، متضررا من تصريحات عضو بنك اليابان سييتشي شيمزو التي أوضح فيها بأن لا يزال من غير الممكن توقع تحقيق هدف التضخم، خصوصا بعدما كشفت البيانات الرسمية أمس عن تباطؤ التضخم الوطني الأساسي بوتيرة أبطأ من التوقعات ليسجل 2%.

وهذا تزامن مع تراجع الأسهم الصينية بشكل قوي، مع تفاقم مخاوف قطاع العقارات وتأثيره على النشاط الاقتصادي بالبلاد، بعدما تعرضت المطور العقاري كونتري جاردن لالتماس تصفية قدمه أحد دائنيها في هونغ كونغ؛ بسبب عدم سداد قرض بقيمة 1.6 مليار دولار هونج كونج (حوالي 204.4 مليون دولار).

ثانيا: شهية المخاطرة بسوق العملات الأجنبية الرئيسية

ضعفت تحركات شهية المخاطرة بتداولات سوق العملات الرئيسية اليوم، حيث تراجع زوج الاسترالي دولار بسبب استقرار التضخم الأسترالي بشهر يناير الماضي على أساس سنوي عند 3.4%، فيما توقعت الأسواق تسارع نمو التضخم إلى 3.6%.

كما تراجع زوج النيوزلندي دولار متضررا من قرار بنك الاحتياطي النيوزلندي بتثبيت سعر الفائدة كما أشار البنك المركزي إلى تراجع ضغوط الأسعار المحلية كما هو متوقع، بما يعني أن الاحتياطي النيوزلندي قد أنهى دورة رفع الفائدة بالفعل.

وفي الوقت ذاته، ارتفعت عملات الملاذ الآمن كافة (وهي الدولار الأمريكي والين الياباني والفرنك السويسري) بتداولات سوق العملات مستفيدة من العزوف القوي لأسواق العملات عن المخاطرة.

ثالثا: شهية المخاطرة بأسواق السلع البارزة

تراجعت شهية المخاطرة بقوة تجاه عقود النفط الخام القياسية، متضررة من التطورات الصينية السلبية وما لها من انعكاسات محتملة على الطلب النفطي من جانب أكبر مستورد للخام على مستوى العالم.

وهذا تزامن مع تراجع أسعار معدن الذهب نتيجة لارتفاع الدولار الأمريكي، حيث بدا المعدن النفيس المقوم بالعملة الخضراء سلعة استثمارية أكثر تكلفة لحاملي العملات الأجنبية خلاف الدولار.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image