الدولار يبحث عن طوق النجاة وينتظر الانقاذ من بيانات سوق العمل... السيناريو المتوقع!

تترقب الأسواق باهتمام شديد صدور بيانات سوق العمل الأمريكي خلال نوفمبر الماضي والتي من المنتظر أن يكون لها تأثير قوي على تحركات الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى والسلع مثل الذهب، وبخاصة مع صدور هذه البيانات المهمة للغاية قبل أسبوع من صدور قرارات الفيدرالي الأمريكي حول الفائدة، وفيما يلي نظرة على البيانات المرتقبة:

أولا: نظرة على بيانات سوق العمل الأمريكي خلال أكتوبر الماضي:

شهدت بيانات سوق العمل الأمريكي أداءا سلبيا خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث أضاف الاقتصاد نحو 150 ألف وظيفة فقط. وأيضا، ارتفعت مستويات البطالة إلى  3.9%، بينما كان المتوقع أن تستقر عند مستوى 3.8% في نفس الفترة، وهذه البيانات كان لها تأثير سلبي واضح على تحركات الدولار أمام العملات الأخرى.

ثانيا: أبرز الدلائل على بيانات سوق العمل الأمريكي المرتقبة:

خلال الفترة الماضية، صدرت بيانات اقتصادية عديدة والتي قد تعطي مؤشرا سلبيا نوعا ما حول أداء بيانات سوق العمل الأمريكي خلال نوفمبر الماضي، وفيما يلي أهم تلك المؤشرات:

مؤشر إعانات البطالة الأمريكية: أظهر المؤشر سلبية طفيفة خلال الشهر الماضي، حيث كشفت البيانات الصادرة عن مكتب إحصاء العمالة الأمريكية على مدار الأربعة أسابيع الماضية عن استقرار معظم طلبات الإعانة الأمريكية قرب مستوى 220 ألف طلب، وهذا يعني ارتفاع طلبات الإعانة خلال أكتوبر مقارنة بشهر سبتمبر.

بيانات التوظيف في القطاع الخاص: أظهرت البيانات الصادرة عن مؤسسة ADP في الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، سلبية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال نوفمبر الماضي، ووفقا للبيانات الواردة، ارتفع التوظيف بالقطاع الخاص بواقع 103 ألف وظيفة، وهو أقل من توقعات الأسواق التي رجحت ارتفاعه بنحو 130 ألف وظيفة، كما جاءت أسوأ من القراءة السابقة التي أفادت بإضافة القطاع الخاص غير الزراعي في الولايات المتحدة لحوالي 106 ألف وظيفة.

مؤشر الوظائف الشاغرة: أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب العمل الأمريكي، سلبية بيانات الوظائف الشاغرة ومعدل دوران العمل خلال شهر نوفمبر الماضي، حيث سجل المؤشر ما يعادل 8.73 مليون وظيفة، بأسوأ من توقعات الأسواق والتي أشارت لتسجيله 9.33 مليون وظيفة، كما جاءت قراءة المؤشر أسوأ من القراءة السابقة للمؤشر لشهر أكتوبر التي سجلت نحو 9.55 مليون وظيفة، وتمت مراجعتها على نحو منخفض لتسجل 9.35 مليون وظيفة.

عاجل.. سلبية بيانات التوظيف بالقطاع الخاص الأمريكي خلال شهر نوفمبر!

إعانات البطالة الأمريكية ترتفع بنحو 220 ألف طلب في الأسبوع الماضي

ثالثا: ما هي توقعات الأسواق لبيانات سوق العمل الأمريكي؟

من المتوقع أن تواصل الفائدة الأمريكية المرتفعة تأثيرها السلبي على بيانات سوق العمل الأمريكي خلال شهر نوفمبر الماضي، حيث تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد يضيف حوالي 180 ألف وظيفة فقط. كما تشير التوقعات إلى نمو الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال نفس الفترة، وأن يتباطؤ نمو الأجور على أساس سنوي إلى 4% فقط بنهاية نوفمبر الماضي، وكذلك، قد تستقر البطالة الأمريكية عند مستوى 3.9% خلال نفس الفترة.

رابعا: سيناريوهات بيانات سوق العمل الأمريكي المتوقعة وكيفية تأثيرها على الدولار:

يتمثل السيناريو الأول في إيجابية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن تأتي بأفضل من التوقعات، حيث يضيف الاقتصاد وظائف بأكبر من 180 ألف وتنخفض البطالة دون مستوى 3.9%، وتواصل الأجور النمو بوتيرة قوية وبنسبة تتجاوز الـ 0.3% على أساس شهري بنهاية نوفمبر الماضي، وهذا السيناريو الإيجابي لبيانات سوق العمل قد يقدم دعما قويا لمؤشر الدولار نحو مستوى 104 نقطة وربما قد يتجه نحو مستوى 105 نقطة، لأن هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بأن الفيدرالي قد يقدم على رفع الفائدة خلال اجتماع ديسمبر المقبل، وهذا السيناريو الإيجابي للدولار قد يكون له تأثير سلبي على الذهب والأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.

بينما السيناريو الثاني يتمثل في سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي وأن يضيف الاقتصاد وظائف بأقل من المتوقع وأن ترتفع البطالة أعلى مستوى 3.9%، ويتباطؤ نمو الأجور أيضا، وعلى هذا النحو، فقد يتراجع الدولار قرب مستوى 103 نقطة أو أقل من ذلك ونحو مستوى 102 نقطة أو أدنى نحو 100 نقطة فقط، لأن هذا السيناريو سيعزز توقعات الأسواق بانتهاء دورة التشديد النقدي الأمريكية واقتراب موعد خفض الفائدة الأمريكية في العام المقبل، وهذا السيناريو السلبي للدولار قد يؤدي على العكس إلى ارتفاع الذهب وربما الأسهم الأمريكية والعملات الرقمية.

اقرأ أيضا:

الدولار يترقب بيانات سوق العمل والعملات تنتظر بيانات مهمة للغاية