بيانات التضخم تنعش شهية المخاطرة.. والأسهم تتجه لأرباح شهرية قياسية

شهدت تعاملات اليوم الخميس انتعاشا آخر لشهية المخاطرة، حيث استمرت معنويات السوق المرتفعة بتعزيز الإقبال على الأصول الأكثر تعريضا للمخاطر، بعد سلسلة من بيانات التضخم السلبية التي زادت من التكهنات بأن دورة التشديد النقدي في البنوك العالمية تقترب من نهايتها وأنه لن يكون هناك ارتفاع آخر في الفائدة من البنوك المركزية الكبرى، بما يسمح للاقتصاد بتنفس الصعداء ليبدأ الانتعاش مرة أخرى.

وانعكاسا لمعنويات المستثمرين المرتفعة استمر مؤشر الخوف والطمع بالحفاظ على حالة الطمع للأسبوع الثاني على التوالي، بعدما انتعش بنهاية الأسبوع الماضي ليسجل أعلى مستوياته منذ أغسطس، وسجل المؤشر اليوم 65 نقطة ليستقر داخل منطقة الطمع بفعل إقبال المستثمرين المتزايد على الأصول عالية المخاطر.

وفيما يلي تحركات شهية المخاطرة على أبرز السلع والأصول المتداولة بالأسواق العالمية:

شهية المخاطرة وأسواق الأسهم

شهدت أغلب أسواق الأسهم انتعاشا واضحا خلال تعاملات اليوم، حيث ارتفعت مؤشرات الأسهم الرئيسية بأغلب البورصات العالمية الكبرى مع تحسن المعنويات بشأن التضخم والنشاط الاقتصادي، ومع اقتراب تداولات شهر نوفمبر القوية للغاية من نهايتها، الأمر الذي ساعد الأسهم على توسيع أرباحها قبل إغلاق تعاملات هذا الشهر.

وبالنسبة لمؤشرات الأسهم الأوروبية، فقد صعد مؤشر يورو ستوكس 50 بحوالي 0.55% مسجلا 4,371.77 نقطة، كما ارتفع مؤشر يورو ستوكس 600 بنسبة 0.38% ليسجل 460.86 نقطة، حيث يتجه لتسجيل أكبر أرباحه الشهرية منذ يناير، بعد القفزات القوية التي شهدها بهذين الأسبوعين، مدفوعا بارتفاعات مؤشرات أسهم العقارات والتكنولوجيا، ومع القفزة القوية التي شهدها مؤشر أسهم الطاقة اليوم.

وصعد مؤشر الأسهم الألمانية الرئيسي DAX بنسبة 0.29% مسجلا 16,213.91 نقطة، حيث يتوجه لتسجيل أرباح شهرية بنحو 10%، وهي أكبر أرباحه منذ يناير، بعدما سجل معدل التضخم الشهري لألمانيا أدنى مستوياته في عام، كما ارتفع مؤشر الأسهم الفرنسية الرئيسي كاك CAC 40 بنحو 0.23% إلى 7,284.35 نقطة، حيث يتجه لأكبر مكاسبه الشهرية منذ يناير أيضا، وذلك بحوالي 5.8%.

وفي نفس الوقت، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية، مع ترقب صدور بيانات الإنفاق الاستهلاكي بالولايات المتحدة بوقت لاحق اليوم ، والتي تعد أهم مقاييس التضخم للفيدرالي الأمريكي، والتي من المتوقع أن تضيف إلى موجة تباطؤ التضخم العالمية لتزيد من احتمالات إنهاء دورة رفع أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي.

وارتفعت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة، حيث تتجه لتحقيق أفضل مكاسب بشهر نوفمبر (الذي عادة ما يكون من الأشهر القوية للأسهم الأمريكية)، منذ عام 2020، ويستعد مؤشر S&P 500 ومؤشر ناسداك التكنولوجي أيضا لتحقيق أكبر مكاسب شهرية في نحو عام وربع؛ منذ يوليو 2022.

وقبل افتتاح جلسة سوق الأسهم الأمريكية اليوم، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك التكنولوجي بنسبة 0.21% إلى 16,055.25 نقطة، وصعد مؤشر داو جونز بنحو 0.45% إلى 35,646.00 نقطة، كما ارتفع مؤشر S&P 500 بحوالي 0.18% إلى 4,567.25 نقطة.

شهية المخاطرة والدولار الأمريكي

صعد الدولار الأمريكي بشكل كبير اليوم وحافظ على أرباحه منذ التعاملات المبكرة رغم تلميحات التوقف عن رفع الفائدة من قبل أعضاء بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث استفادت العملة الامريكية بشكل كبير من خسائر اليورو والجنيه الاسترليني، بعد بيانات التضخم الأقل من المتوقع الصادرة في أوروبا اليوم وأمس.

هذا كما استفاد الدولار أيضا من تراجع الين الياباني مع استمرار تصريحات أعضاء بنك اليابان بشأن الحفاظ على السياسة التيسيرية، وارتفع مؤشر الدولار (الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى)، بنحو 0.58% اليوم، ليسجل 103.35 نقطة، لكنه لا يزال يتجه لأسوأ خسائر شهرية منذ عام.

شهية المخاطرة والذهب

شهدت أسعار الذهب تراجعا ملحوظا مع تعافي شهية المخاطرة وتزايد الضغوط الهبوطية الناتجة عن الصعود القوي لمؤشر الدولار وعوائد السندات الأمريكية، وتراجعت أسعار العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة 0.36% لتصل إلى 2,037.41 دولارا للأوقية، كما تراجعت أسعار العقود الآجلة للسبائك؛ تسليم فبراير، بنسبة 0.50% إلى 2,056.70 دولارا للأوقية.

شهية المخاطرة والنفط

شهدت عقود النفط ارتفاعا للجلسة الثالثة تواليا، حيث يترقب المستثمرون صدور قرار أوبك+، وسط الأنباء حول احتمالية خفض الإنتاج بشكل أكبر، ولهذا ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.63% لتصل إلى 83.40 دولارا للبرميل، كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بحوالي 0.72% إلى 78.42 دولارا للبرميل.