السيناريو المتوقع.. هل يمهد الوطني السويسري للتخلي عن الفائدة السلبية؟

السيناريو المتوقع.. هل يمهد الوطني السويسري للتخلي عن الفائدة السلبية؟
البنك الوطني السويسري

يعقد البنك الوطني السويسري أولى اجتماعات السياسة النقدية لهذا العام وسط ترقب حذر لنبرة البنك حول التطورات الأخيرة، وما إذا كان يعتزم الانضمام إلى بنوك العالم في مسيرة تشديد السياسة النقدية. لكن مع استمرار ضعف الضغوط التضخمية داخل البلاد، فمن المستبعد أن يُبدي البنك استعداده للتخلي عن السياسة التوسعية في الوقت الحالي. لذا على الأرجح أن يلتزم البنك موقفه الحذر معلناً استمرار العمل بالسياسة الراهنة مع الاستعداد للتدخل المباشر للسيطرة على ارتفاعات العملة إن شكلت خطراً على النمو المحلي. وعليه، سوف يحتفظ البنك بمعدل الفائدة في النطاق السلبي عند -0.75%.

في ظل تبعية سياسات الوطني السويسري للمركزي الأوروبي خلال السنوات الأخيرة، رجحت الأسواق إمكانية الإشارة إلى التخلي عن السياسة التوسعية التي يتبناها البنك منذ اندلاع الأزمة العالمية.  إلا أن هذا السيناريو مازال مستبعداً في الوقت الراهن، ويرجع ذلك إلى:

أولاً، رغبة البنك الملحة في انخفاض الفرنك. فدوماً ما تؤكد تصريحات صناع القرار على أن قيمة الفرنك لاتزال مرتفعة بشكل غير مبرر. مع التشديد بأن ارتفاع قيمة العملة يحد من ارتفاع التضخم الذي يستقر بعيداً عن هدف البنك، كذلك يثقل على نشاط الصادرات ومن ثم تعافي الاقتصاد المحلي. بالرغم من تراجعات الفرنك على مدار 2017 خاصة أمام اليورو، إلا أن البنك مازال يعتقد بأن قيمة العملة بحاجة إلى الانخفاض لتحفيز الصادرات المحلية ودعم جهود رفع التضخم نحو الـ 2% المستهدفة. بهذا قد يتجنب البنك أية تلميحات إيجابية حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية قد تدفع الفرنك إلى الصعود.

ثانياً، استمرار تردي الأوضاع المحلية. فبالرغم من تسارع وتيرة النمو خلال الربع الأخير من العام الماضي وتراجع مستويات البطالة، لكن التضخم مازال غير قادراً على الاقتراب من هدف البنك ليستقر على أساس سنوي عند 0.6% خلال العام المنتهي في فبراير الماضي. وهو ما قد يدعم موقف البنك في استمرار السياسة التوسعية لمساعدة التضخم على جني زخم الصعود.

بالتالي فمن الواضح أن الأوضاع المحلية لن تسمح للبنك بالحياد عن أهمية استمرار سياسة الفائدة السلبية، خاصة مع رغبة البنك في خفض قيمة العملة المحلية.

وفي حين أن الفرنك عكس ارتفاعات العامين الماضيين مع صعود زوج اليورو فرنك EURCHF  إلى مستويات الـ 1.1830 للمرة الأولى منذ تخلي البنك عن الحد الأدنى 1.20 في يناير 2015، إلا أن الفرنك قد سجل ارتفاعات قوية أمام الدولار الأمريكي. فقد هبط زوج الدولار فرنك USDCHF إلى 0.9185 والتي تعد أدنى مستويات فيما يقارب الثلاثة أعوام. الأمر الذي قد يدفع البنك إلى التأكيد مجدداً على ارتفاع قيمة الفرنك، حتى وإن كانت تلك الارتفاعات ماهي إلا إنعكاساً لتراجعات الدولار وليست نتيجة قوة العملة السويسرية.

السيناريو الإيجابي:

  • نبرة إيجابية حول التطورات المحلية الأخيرة
  • الإشادة بتراجعات الفرنك خاصة أمام اليورو
  • التلميح لإمكانية الخروج التدريجي من السياسية التوسعية
  • كسر زوج اليورو فرنك لمستويات 1.1665 باتجاه 1.1600 ثم 1.1550
  • هبوط الدولار فرنك لاختبار 0.9420 والعودة إلى 0.9360

السيناريو السلبي والأرجح:

  • نبرة حيادية حول تطورات الوضع الاقتصادي
  • التأكيد على ارتفاع قيمة الفرنك
  • استعداد البنك للتدخل المباشر في الأسواق للحد من ارتفاعات العملة
  • استبعاد إمكانية إنهاء السياسة التوسعية في الوقت الراهن
  • ارتفاع زوج اليورو فرنك إلى 1.1740 في الطريق لإعادة اختبار أعلى مستويات العام عند 1.1832
  • تعافي زوج الدولار فرنك نحو 0.9530 ثم 0.9580

large image
الندوات و الدورات القادمة
large image