لماذا تراجع الدولار الاسترالي بالرغم من نمو التضخم؟

لماذا تراجع الدولار الاسترالي بالرغم من نمو التضخم؟
الدولار الأسترالي

عانت معدلات التضخم في استراليا لفترة طويلة من الوقت مع استمرار المخاطر التي تقف أمام نموها. فقد استقرت معدلات التضخم قرابة أدنى مستوياتها التاريخية، الأمر الذي دفع الاحتياطي الاسترالي إلى اتخاذ تدابير تسهيلية لضمان استقرار الأوضاع ولدفع الاقتصاد بعيدًا من مخاطر الركود. وجاءت بيانات التضخم الاستراليه صباح اليوم لتُعيد الثقة من جديد حيال استمرار تحسن الأوضاع الاقتصادية الفترة المقبلة.

وكانت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الوطني قد أظهرت استقرار نمو مؤشر أسعار المستهلكين خلال الربع الأول من عام 2017 على أساس ربع سنوي عند نسبة 0.5%، بينما ارتفع المؤشر بقيمته الأساسية بنسبة 0.5% بعدما ارتفع خلال الربع الأخير من العام الماضي بنسبة 0.4%.

ويجدر الإشارة إلى استقرار معدلات التضخم على أساس سنوي للمرة الأولى خلال عامين أعلى نسبة 2%. فقد أشارت البيانات إلى ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 2.1% بعد ارتفاعها سابقًا بنسبة 1.5% فقط.

  • الرسم البياني التالي يوضح التغير في معدلات التضخم منذ بداية عام 2014 وحتى الأن:

ومن العوامل الرئيسية التي ساهمت في نمو التضخم بتلك الوتيرة، ارتفاع أسعار الوقود بنسبة 5.7% مع بداية عام 2017، بينما ارتفعت أسعار الكهرباء بنسبة 2.5% مقارنة بالربع الأخير لعام 2016. وقد ارتفعت أسعار الخدمات على أساس ربع سنوي بنسبة 0.9% وعلى أساس سنوي بنسبة 2.6%. ولعل الجانب السلبي في البيانات متمثل في تراجع أسعار الغذاء بنسبة 6.7%.

العوامل التي تُرجح عدم اتخاذ البنك تدابير تسهيلية جديدة:

فمع استقرار معدلات التضخم للمرة الأولى ضمن النطاق المستهدف من قبل البنك عند 2-3%، أصبحت الأسواق تستعد لإبقاء الاحتياطي الاسترالي على سياسته الحالية دون تغيير خاصة بعد استمرار نمو قطاع سوق العمل. وقد يفضل البنك أيضًا عدم اتخاذ المزيد من التدابير التسهيلية للتحكم في مخاطر الاستقرار المالي التي بدأت تتصاعد بعد استقرار معدلات الفائدة قرابة أدنى مستوياتها. فخفض الفائدة في الوقت الحالي سيُزيد من التحديات التي تواجه الاحتياطي الاسترالي والتي قد يكون في غنى عنها.

 

هل اقترب الاحتياطي الاسترالي من اتخاذ قرار رفع الفائدة؟

على الرغم من تحسن الاقتصاد الاسترالي بوجه عام، إلا أنه من المبكر التطرق إلى احتمالية اتخاذ البنك أي إجراءات تشديدية في الوقت الراهن، حيث سيحتاج البنك المزيد من الوقت للتأكد من استدامة النمو الاقتصادي قبل اتخاذ أي تدابير جديدة. أيضًا يجب الوضع في الاعتبار، اتخاذ تدابير تشديدية في الوقت الراهن سيُشكل ضغوطًا على استدامة نمو التضخم الفترة المقبلة، خاصة وأن ارتفاع أسعار النفط كانت هي المحرك الرئيسي لنمو التضخم بتلك الوتيرة. وبالتالي فتراجع الأسعار العالمية من جديد قد تقف عائقًا أمام نمو التضخم الفترة المقبلة.

ويرى البعض أن البنك قد يتريث هذا العام ويبقي على السياسة التسهيلية الحالية على أن يتم اتخاذ قرار رفع الفائدة بحلول عام 2018، الأمر الذي تسبب في تراجع الدولار الاسترالي مقابل أغلب العملات الرئيسية مع استبعاد احتمالية رفع الفائدة هذا العام.

 

ومن الناحية الفنية:

سجل الدولار الاسترالي تراجعًا قويًا أمام نظيره الأمريكي ليتم تداول السعر حاليًا قرابة المستوى 0.7490. هذا ومن المتوقع أن يواصل الزوج تراجعه الفترة القادمة وقد يصل إلى المستوى 0.7450. وتبقى توقعاتنا السلبية قائمة طالما استقرت التداولات أدنى خط الاتجاه الهابط والمتوسطين المتحركين 50 و100 على الإطار الزمني الأربع ساعات وجني الزخم السلبي على مؤشر MACD. أما على الجانب الصاعد، فارتفاع الزوج واختراق المستوى 0.7582 سيفتح المجال أمام تعافي الزوج الفترة المقبلة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image