هل يمكن أن تصبح مصر محوراً حيوياً للطاقة لدى أوروبا؟

هل يمكن أن تصبح مصر محوراً حيوياً للطاقة لدى أوروبا؟

أمام مصر فرصة سانحة بأن تصبح من أهم محاور الطاقة على مستوى العالم، فهناك العديد من شركات الغاز الطبيعي الأوروبية تحاول إبعاد نفسها عن الغاز الروسي، وفي نفس الوقت، تحاول القاهرة استغلال فرصة الدعوات العالمية نحو استخدام الطاقة النظيفة.

الهيدروجين

وتعمل الحكومة المصرية حاليا على تقييم خياراتها لوضع استراتيجية في عام 2022 لإنتاج الهيدروجين بتكلفة تصل إلى 40 مليار دولار، وتم اتخاذ الخطوات الأولى لهذه الاستراتيجية فعليا بدعم من البنك الأوروبي للتنمية والتعمير.

ووقع البنك مذكرة تفاهم مع وزارتي الكهرباء والبترول لوضع إطار عمل يقيم سلاسل الإمداد الخاصة بالهيدروجين منخفض الكربون، كما أن الاتفاق يغطي وضع إطار بشأن سوق الطلب والعرض الدولي المتوقع مستقبلا وفي الوقت الحالي للهيدروجين.

ويشمل ذلك أيضا تحليل الإنتاج الحالي من الهيدروجين والمحتمل وكذلك المخزونات ووسائل النقل التي ستنفذ للعمل بهذه الوسيلة النظيفة للطاقة.

وتعتمد استراتيجية الهيدروجين المقدر تكلفتها بأربعين مليار دولار على إنتاج نحو 1400 ميجاو واط ساعة من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030.

وبجانب هذه الاستراتيحية، خصصت مصر عدة مناطق في المنطقة الاقتصادية بقناة السويس لإنتاج الهيدروجين الأخضر، كما أعلن رئيس الوزراء المصري "مصطفى مدبولي" مناقشة زيادة التعاون في مجال الطاقة مع الاتحاد الأوروبي.

وشددت القاهرة وبروكسل على أهمية التعاون بين الطرفين لإمداد القاهرة بشحنات من الغاز الطبيعي والهيدروجين الأخضر إلى أوروبا.

ومن هذا المنطلق، سوف تلعب مصر دورا مركزيا في تأمين تلك الإمدادات لتصبح محورا هاما للطاقة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقط أعلنت مصر في الأسابيع القليلة الماضية عن مقترحات لإمداد شحنات من الهيدروجين السائل عبر مناء شرق بورسعيد.

وفي نفس الوقت، تخطط شركة "سيمنز" الألمانية لتدشين مشروع للهيدروجين الأخضر في مصر فضلا عن اتفاق الصندوق السيادي المصري في عام 2021 على بناء منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر بطاقة تتراوح بين 50 و100 ميجا واط.

وفي ذات الإطار، وقعت شركة "إيني" الإيطالية اتفاقا مع مصر لإطلاق مشروعات الهيدروجين الأخضر والأزرق، كما وقعت شركة "طاقة" المصرية مع شركات ألمانيا مشروعات مشابهة.

مما سبق، تبدو التحركات الحكومية المصرية تصب في صالح تحويل القاهرة إلى محور ومركز حيوي للطاقة، وربما تصدرت القاهرة هذا المشهد في الآونة الأخيرة بفضل حقول الغاز الطبيعي العملاقة المكتشفة قبالة سواحلها.

كما أن محللين أكدوا لموقع "أويل برايس" على الأهمية الجغرافية لمصر كمسار تجاري عالمي يربط بين أوروبا وآسيا وإفريقيا.

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image