ما الذي يهدد طفرة السيارات الكهربائية في الفترة القادمة؟

ارتفع الطلب على المعادن الرئيسية اللازمة للتحول نحو الطاقة النظيفة كما شهدت الأسواق العالمية تعطلا في سلاسل الإمداد الأمر الذي يضر العديد من الصناعات على رأسها صناعة السيارات الكهربائية.

ومع ذلك، فإن هناك عاملا أكثر أهمية سيؤثر بقوة في طفرة السيارات الكهربائية، ألا وهو ارتفاع أسعار الليثيوم إلى مستويات قياسية مما يهدد عقوا من الاستقرار والانخفاض في تكلفة إنتاج البطاريات اللازمة لتشغيل تلك المركبات.

بداية قياسية

استهل الليثيوم عام 2022 بالارتفاع إلى مستويات قياسية، ويرى محللون أن هذا الارتفاع سوف يتواصل في الفترة المقبلة مما يقوض من صناعة حزم البطاريات، ويعكس ذلك انخفاضا في المعروض وضغطا على إنتاج السيارات الكهربائية في الوقت الذي يتواصل فيه الطلب على هذا النوع من المركبات.

وعلى ما يبدو، فإن ارتفاع أسعار الليثيوم لمستويات قياسية لن يتباطأ في وقت قريب، وهو ما يعني أن يشهد العالم أول ارتفاع في أسعار وتكلفة البطاريات منذ عام 2010.

وبالتبعية، سيؤدي ذلك إلى الإضرار بجهود العالم للإسراع في تبني تشغيل واستخدام السيارات الكهربائية ضمن جهود مكافحة التغيرات المناخية والتحول نحو الطاقة النظيفة وخفض انبعاثات الكربون.

في الحادي والثلاثين من ديسمبر، ارتفع سعر كربونات الليثيوم إلى أكثر من 40 دولارا لكل كيلو جرام، وهو ما يعني أن سعر طن كربونات الليثيوم تجاوز 40 ألف دولار للمرة الأولى على الإطلاق، بل وارتفع إلى 41.925 ألف دولار للطن في الدقائق الأخيرة من عام 2021 في السوق الصيني محققا مكاسب تزيد عن 500% في العام الماضي وحده.

وخلال أول أسبوعين من يناير الجاري، واصلت أسعا كربونات الليثيوم ارتفاعاتها في الصين مما دفع أسعار المعدن إلى المزيد من المستويات القياسية وسط توقعات بعدم انعكاس هذا التوجه في أي وقت قريب.

وارتفع سعر بطارية أيونات الليثيوم أعلى 1200 دولار لكل واط ساعة في عام 2010، لكن التكلفة انخفضت إلى 132 دولار فقط لكل كيلو واط ساعة في عام 2021، وتشير التوقعات إلى أنها سترتفع إلى 135 دولارا لكل كيلو واط ساعة في عام 2022.

وعلى الأرجح، سوف يهدد ذلك من طفرة صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية في الفترة القادمة نظرا لأن ارتفاع أسعار الليثيوم بشكل متواصل يعني ارتفاع التكلفة على المستهلكين ويضر بالاقتصادات التي تعتمد على مشروعات تخزين الطاقة.