كل ما تود معرفته بشأن الاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية

كل ما تود معرفته بشأن الاكتتاب العام لشركة أرامكو السعودية

شهدت الأسواق خلال الفترة الماضية العديد من الطروحات الأولية لشركات ضخمة لكن لم تتسبب إحداها بهذا الضجيج الضخم في الأسواق مثلما حديث مع شركة أرامكو السعودية، وهي شركة حكومية عاملة في قطاع النفط، وتقدر قيمتها حسب الإحصاءات الحكومية بـ 2 تريليون دولار نظرًا لأهميتها الكبرى في أسواق النفط العالمية فهي تنتج أكثر من 12.5 مليون برميل نفط يوميًا. 

تتجه الحكومة لطرح جزء من الشركة للاكتتاب العام في بورصات عالمية مثل بورصة نيويورك وتورونتو وهونج كونج ولندن، ولأهمية هذا الملف وتأثيره القوي على الأسواق المالية العالمية يجيب هذا التقرير على أهم التساؤلات التالية: 

لماذا يستحوذ الطرح الأولي للشركة على اهتمام الدول الكبرى؟ 

تتقاضى البورصات العالمية رسومًا أولية وسنوية على التعاملات التي تتم من خلالها، في حال إدارج هذا الطرح في أي من تلك البورصات فإنها ستستفيد بشكل قوي منها، علاوة على ذلك من المتوقع أن تتم عمليات تداول ضخمة في مثل هذا الطرح وهو ما يعني أن قيمة الرسوم ستكون مرتفعة جدًا. 

 لماذا تنوي المملكة العربية السعودية طرح أرامكو للاكتتاب؟

صرح ولي العهد الملك محمد بن سلمان سابقًا بأن فكرة طرح الأسهم للاكتتاب لا تزال تحت المراجعة، ومن المتوقع اتخاذ هذا القرار في الشهور المقبلة،وأن هذا القرار سيعمل في صالح السوق السعودي، ويصب في مصلحة الشفافية ومواجهة الفساد.

في سياق متصل قالت الشركة بأن هذا الاكتتاب يأتي في سياق برنامج التحول الوطني الطموح الذي تنتهجه المملكة، والذي يشمل إصلاحات شاملة بما في ذلك خصخصة قطاعات مختلفة من نشاطات المملكة الاقتصادية وتحرير للأسواق.
علاوة على ذبك سيعزز الاكتتاب من قدرات الشركة في تحقيق رؤيتها بعيدة المدى، والتي تتمثل في أن تصبح الشركة الرائدة عالميًا في التكامل في مجالات الطاقة والكيميائيات، مع الاستمرار في تركيزها في المقام الأول على إدارة موارد المملكة الهيدروكربونية بأعلى قدر من مستويات الكفاءة.

كيف سيؤثر الطرح الأولى على المشهد الاقتصادي؟ 

يؤثر الطرح الأولي شركة أرامكو على المشهد الاقتصادي، فمن المتوقع أن ترتفع أسعار النفط خلال العامين المقبلين، وترغب المملكة العربية السعودية إدارج الشركة في بيئة مواتية لأسعار النفط لتعظيم احتمالات حصتها من الأسعار، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على المستثمرين وعليه ارتفاع مستدام في أسهم الشركة. 

بالنظر إلى ضخامة حجم قطاع النفط في كندا سنلاحظ أن ذلك الأمر سيحفز الاقتصاد الكندي بشكل قوي، علاوة على ذلك سيعمل الطرح الأولي في أي دولة على تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وتلك الدولة وهو سوف يزيد الفرص الاستثمارية لكلاهما. 

ما هي العوامل التي ستحدد على أساسها المملكة العربية السعودية عملية الطرح؟ 

هناك بضعة عوامل تنظر فيها المملكة العربية السعودية لاختيار الموقع المناسب لعملية الطرح، أولها البيئة الجيوسياسية للدولة، ولهذا السبب قد يتم تفضيل تورونتو في كندا على بعض الدول الأخرى، علاوة على ذلك يحظى كلًا من المملكة العربية السعودية وكندا بعلاقات ثنائية وطيدة ترتكز على قطاع أمن الطاقة والتجارة والمصالح الاقتصادية، وإذا ما تم مقارنة ذلك مع الولايات المتحدة فإننا سنجد وضع مختلف تمامًا، فقد سنت الولايات المتحدة قانونًا في وقت سابق يسمح لعائلات ضحايا هجمات الحادي عشرة من سبتمبر بمقاضاة المملكة، الأمر الذي سيضر بثقة المملكة العربية السعودية في الإدارة الأمريكية.

الأمر الثاني هو تقديم بورصة تورونتو نطاقًا واسعًا من الخبرة في مجال تمويل قطاع النفط والغاز، حيث يبلغ رأس مال الشركات النفطية 325 مليار دولار كندي. ورفعت شركات النفط والغاز المدرجة في كندا 22 في المائة من تمويل الطاقة العالمي على مدى السنوات الخمس الماضيةـ هذا بجانب السيولة الضخمة التي تتمتع بها بورصة تورنتو.

ما هو حجم الاكتتاب؟

تقدر شركة كابيتال إيكونوميكس في حجم أصول شركة أرامكو بحوالي 10 تريليون دولار، بما يعادل 30.75 تريليون ريال.
أشارت توقعات أخرى أن حجم الأصول العامة للشركة قد يفوق 3.2 تريليونات دولار (12 تريليون ريال) حيث إن حجم احتياطيات أرامكو من النفط يعادل 10 أضعاف احتياطيات أكبر الشركات النفطية الموجودة في العالم والمدرجة في سوق الأسهم وهي شركة إكسون موبيل.
وتقول المصادر النفطية المتعددة إن أرامكو قد تدرس طرح  5% من أصولها وهو ما يعني أنها سوف تطرح 160 مليار دولار، أي ما يعادل 600 مليار ريال سعودي في سوق الأسهم وهو رقم يعادل تقريبا ثلث قيمة سوق الأسهم السعودية كاملة والبالغ حوالي 1.8 تريليون ريال.

من سيدير اكتتاب أرامكو؟

حددت الوكالة ثلاثة مصارف عالمية وهي جي بي مورجان الأمريكي وإتش إس بي سي البريطاني ودويتشه بنك الألماني.
وساعد كل من جي بي مورجان وإتش إس بي سي أرامكو في تدبير قرض بقيمة 10 مليارات دولار العام الماضي. والمصرفان من بين أهم عشرة مصارف في المملكة لإدارة الاكتتاب.
أما دويتشه بانك الألماني فقد كان مستشار صفقة شراء أرامكو لحصة بقيمة 3 مليارات دولار من شركة لاكنسيس الألماني العام الماضي، وهو ما يجعله من بين البنوك المحتملة كما ذكرت بلومبيرج.
ولا تتقاضى المصارف العالمية رسوما كبيرة في الاكتتابات في السعودية مقارنة بالرسوم في الخارج، حيث أوضحت بلومبيرج أنهم يتقاضون نحو 0.1% من قيمة الاكتتاب فيما يتحصلون على 2.7% في أوروبا. ولهذا فإن طرحا بحجم اكتتاب أرامكو لا يعني بالضرورة أن المصارف العالمية ستجني مبالغ ضخمة جدا.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image