حركة احتجاجية تهدد بقاء إيطاليا داخل الإتحاد الأوروبي

تستعد إيطاليا لإجراء الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل، ومن المرجح أن تسفر الإنتخابات عن فائز يحقق الاغلبية المطلقة في البلاد، وبعد ظهور حركة ال5 نجوم على الساحة السياسية في إيطاليا وفوزها في الانتخابات البلدية في روما، وتهديدها للأحزاب التقليدية من خلال احتمالية الفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة بالإضافة إلى تهديدها لبقاء إيطاليا داخل الإتحاد الأوروبي، بما يستدعي التعرف أكثر عن تلك الحركة من خلال النقاط التالية:

تأسيس الحركة

يعود تاريخ تأسيس الحركة إلى عام 2009 على يد كل من الكوميدي والناشط المدون في المجال العام "جوزيبي جريللو"، وجيانروبرتو كازالدجيو"توفي في إبريل 2017"، وأطلقت الحركة وصف "خمس نجوم" عليها لاهتمامها الأساسي بخمسة محاور تهم بالأساس الحياة البيئية للمواطن بما جعلها أكثر قربا وأكسبها شعبية كبيرة داخل إيطاليا، ولكن ظهور الحركة على الساحة السياسية بشكل قوي لم يكن إلا في فبراير 2013، بعد نجاحها في الفوز بنحو 109 مقعدا في مجلس النواب، بالإضافة إلى نحو 54 مقعداً في مجلس الشيوخ، بما جعل الحركة ثاني أكبر قوة سياسية بعد الحزب الديمقراطي اليساري.

اهتمامات الحركة

تهتم الحركة بالكثير من القضايا وفقا لإستراتيجيتها منذ تأسيسها ومن اهم الموضوعات التي تهتم بها هي قضايا البيئة والطاقة النظيفة والإنترنت (تطالب الحركة بتوفير الإنترنت المجاني لكل المواطنين في إيطاليا). بالإضافة إلى ذلك، ينظر إلى البرنامج السياسي للحركة باعتباره يعادي المنظومة السياسية في إيطاليا وعلى رأسها جميع الأحزاب السياسية التلقيدية سواء كانت يمينية أو يسارية.

ترفع الحركة شعار مكافحة الفساد في جميع القطاعات، والتعامل بشكل جدي واكثر صرامة مع جميع الملفات وبخاصة ما يتعلق بضرورة تقليص أجور المنتخبين، وإعادة النظر في الدعم المقدم للأحزاب والمؤسسات الصحفية في إيطاليا. كما أن الحركة تؤكد على مبدأ تشاركية المواطنين في اتخاذ القرارات الكبرى وعلى رأسها ضرورة إجراء استفتاء للمواطنين بخصوص بقاء إيطاليا ضمن الإتحاد الأوروبي.

ظهور الحركة على الساحة السياسية مرة أخرى

عاد الإهتمام مرة أخرى بالحركة عقب فوزها الكبير في الانتخابات البلدية في روما وتورينو، وهو ما مثل انتكاسة كبيرة للحزب الديمقراطي على الرغم من احتفاظه بالسلطة في العاصمة المالية لإيطاليا ميلانو، وفي مدينة بولونيا، نظراً لأن مدينة تورينو تعتبر معقل التيار اليساري في إيطاليا. وعلى الرغم من أن احتجاجات الحركة ضد الفساد المستشري في الحياة العامة الإيطالية لا تزال تمثل رصيدها الأساسي والدعم الرئيسي لها، إلا أن التحليلات تشير إلى أن الحركة تجاوزت صورتها كمجرد حزب احتجاجي، وأصبح لديها برنامج عمل حقيقي تسعى إلى تطبيقه.

حركة الخمس نجوم تهدد بقاء إيطاليا داخل الإتحاد الأوروبي

فوز الحركة بالاغلبية في الانتخابات البرلمانية المقبلة قد يشكل تهديدا لبقاء إيطاليا داخل الإتحاد الأوروبي نظرا لأن الحركة تعادي بشكل كبير للسياسات الأوروبية وترفض بقاء إيطاليا ضمن الإتحاد، وبالتالي قد تلجأ الحركة إلى اجراء استفتاء شعبي لإستطلاع رأي المواطنون بشان بقاء إيطاليا داخل الإتحاد الاوروبي من عدمه، وذلك تطبيقاً لأحد المبادىء الهامة التي تقوم عليها الحركة وهو مبدأ مشاركة المواطنون في القرارات الكبرى. وبالتالي فقد يكون فوز الحركة في الإنتخابات المقبلة أحد الركائز التي قد تساهم في لحاق إيطاليا بنظيرتها بريطانيا في الخروج من الإتحاد الأوروبي.