الاقتصادات الناشئة ما بين النمو الاقتصادي المأمول والتحديات الهائلة

الاقتصادات الناشئة ما بين النمو الاقتصادي المأمول والتحديات الهائلة

تحدث تقرير البنك الدولي حول معدلات النمو العالمي في 2018 عن قيادة الاقتصادات الناشئة للنمو العالمي وخصوصاً تلك الدول التي تعتمد على صادرات السلع الأولية، حيث من المتوقع أن تنمو اقتصادات تلك الدول بنحو 4.5 في العام الجاري، ومن هنا كان لا بد من معرفة بعض النقاط الهامة عن الاقتصادات الناشئة، وذلك وفقاً لما يلي:

أولا: مفهوم الاقتصادات أو الأسواق الناشئة

حظيت الاقتصادات الناشئة بتناول إعلامي كبير في الأعوام القليلة الماضية، نظرا لمعدلات النمو المرتفعة التي تحققها تلك الاقتصادات، ويمكن القول بأنه لا يوجد تعريف واحد ومحدد للدول الناشئة، ولكن هناك تعريفات عامة تُطلق على الاقتصادات الناشئة ومنها مثلا الدول التي يتمتع أفرادها بدخل منخفض أو متوسط وهي تشكل حوالي نحو 80% من سكان العالم ونحو 20% من اقتصادات العالم، وأيضاً هي تلك الدول التي تمتلك بعض خصائص الدول المتقدمة ولكنها لا تتوافق مع معايير الدول المتقدمة، ومن الأمثلة الأبرز وضوحاً على الاقتصادات الناشئة هي الصين، وروسيا، وأيضاً اقتصادات دول شرق أسيا مثل الهند وماليزيا، وغيرها من تلك الدول.

ثانيا: لماذا يطلق مصطلح اقتصادات ناشئة على تلك الدول؟

توجد العديد من الأسباب التي تجعل تلك الدول ضمن الاقتصادات الناشئة وليست الاقتصادات المتقدمة، ومن أهم تلك الأسباب ما يلي:

  • ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي في تلك الدول، بما يعني أنه لا يزال أمام تلك الدول المزيد من النمو والتقدم الاقتصادي في الفترات المقبلة، فمثلا الصين تحقق نموا اقتصادي بمعدل 6.5% سنويا، بينما الولايات المتحدة الأمريكية تحقق نمواً اقتصادياً بمعدل 3% تقريباً.
  • إفتقارها لمستويات كفاءة السوق المطلوبة والمعايير الحازمة في العديد من المجالات مثل المحاسبة والأوراق المالية وغيرها من المجالات بما يجعل الدول المتقدمة تتفوق عليها في هذا المجال. فمثلا النظام المالي في الولايات المتحدة الأمريكية يختلف عن نظيره في روسيا.

ثالثا: أهم التحديات التي تواجه الاقتصادات الناشئة:

تُحقق الاقتصادات الناشئة معدلات نمو مرتفعة دون غيرها من الدول الأخرى بما يتطلب من تلك الدول العمل على مواجهة التحديات التي تعترضها في سبيل المحافظة على تلك المعدلات، ومن أهم تلك التحديات ما يلي:

  • هروب الأموال والمستثمرين: عادة ما قد تواجه الاقتصادات الناشئة مسألة هروب المستثمرين والاموال منها للبحث عن عوائد مرتفعة في الدول المتقدمة، فمثلاً في حالة ارتفاع معدلات الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد يبحث هولاء المستمرون عن ربح مضمون لأموالهم في الاقتصادات المتقدمة والمستقرة.
  • ارتفاع مستويات الديون: لقد اعتمدت تلك الدول بشكل كبير على إصدار السندات بالنقد الأجنبي لتمويل مشروعاتها، وبالتالي تتزايد مخاطرالديون المرتفعة على تلك الدول وبخاصة في حالة ارتفاع الفائدة على العملات الأجنبية، حيث سيصعب على تلك الدول تحمل تبعات تلك الديون.
  • هناك بعض التحديات الأخرى مثل عدم الاستقرار السياسي، وانخفاض أسعار المواد الأولية مثل النفط الخام، وانخفاض سعر صرف العملات الوطنية، كل تلك العوامل مجتمعة يجب على الاقتصادات الناشئة التعامل معها للحفاظ على مستويات النمو الاقتصادي كما هي.

وأخيرا: يمكن القول بأن قيادة الاقتصادات الناشئة للنمو الاقتصادي العالمي في 2018 يعتمد بشكل كبير على حفاظ تلك الدول على معدلات النمو الاقتصادي بها وذلك من خلال العمل على مواجهة التحديات المختلفة التي تعترض طريقها والتي قد تحول دون الحفاظ على معدلات النمو الاقتصادي المرتفعة في الاقتصادات الناشئة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image