معركة الأوبك لمواجهة تخمة المعروض قد تستمر لسنوات

معركة الأوبك لمواجهة تخمة المعروض قد تستمر لسنوات

كان من المخطط لاتفاقية دول الأوبك و روسيا لخفض إنتاج النفط أن تؤتي بثمارها خلال ستة أشهر؛ حيث من المقرر أن يتم إنهاء اتفاقية خفض الانتاج بحلول مارس 2018. ولكن، جاءت أبحاث وكالة الطاقة الدولية لترجح أن معركة دول الأوبك مع تخمة المعروض في الأسواق قد تمتد لسنوات قادمة.

إذاً، ما هي أسباب فشل الاتفاقية في تحقيق أهدافها؟ و كيف يمكن حل الأزمة؟ هذا ما سوف نناقشه فيما يلي.

أسباب فشل الاتفاقية في تحقيق أهدافها

 الأسباب الداخلية:
يمكن تلخيص الأسباب الداخلية في عدم التزام عدة دول منتمية للأوبك بالاتفاقية وزيادة معدل الانتاج بأكثر من المتفق عليه فقد تخطت العراق و فينزويلا و الإمارات المتحدة المستويات المدرجة في الاتفاقية.
لعب أيضا استثناء بعض الدول المصدرة للنفط من الاتفاقية مثل نيجيريا و ليبيا (التي تجاهلت مجهودات الدول الأخرى في خفض الإنتاج و أعادت تشغيل عدة حقول ) دوراً واضحاً في قلب الموازين و الإخلال بالنسب التي بُنيت عليها خطة خفض الإنتاج في المقام الأول.

الأسباب الخارجية:
تمثلت الأسباب الخارجية في الزيادة الإنتاجية للنفظ من قبل المنتجين الأمريكيين و غيرهم مما عوض النسبة المخفضة من إنتاج الأوبك و حلفائها و كاد يلغي تأثير الاتفاقية علي سوق النفط.
و من ناحية أخرى، تستمر شركات النفط الصخري في أمريكا في الازدهار و زيادة إنتاجها بينما يتجه الطلب العالمي علي النفط إلي الانخفاض  بسبب الاتجاه إلي الطاقة النظيفة.

كيفية حل الأزمة

لم يبق أمام دول الأوبك الكثير من الحلول لمحاربة تخمة المعروض في السوق. فبالرغم من تحقيق الإتفاقية لبعض النجاح في خفض المخزون العالمي في الربع الثاني من 2017؛ جاء مستوي إنتاجها لشهر يوليو كان 32.8 مليون برميلاً لليوم و هذا يفوق إحتياج السوق من نفط لباقي العام.

 كما جاءت التوقعات مخيبة للآمال حيث أنه من المنتظر أن يستمر إنتاج أمريكا للنفط في الإرتفاع خلال الخمسة أعوام القادمة.
و بهذا، لم يبق للأوبك حلاً إذا أرادت رفع أسعار النفط من 50 دولار إلي 60 دولار إلا أن تزيد القيود لتخفيض الإنتاج و تمديد الإتفاقية لحين الحصول علي نتائج مجدية و لكن، يظل مدى إلتزام الدول المشاركة بالإتفاقية يشكل علامة استفهام كبيرة.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image