الأسواق تشكك في تعافي أسعار النفط وتستعد للأسوأ

خفضت وكالة إدارة الطاقة الدولية توقعاتها لأسعار خام غرب تكساس الوسيط ليصبح متوسط سعره 50.68 دولار للبرميل خلال العام الجاري وهو أدنى من التوقعات السابقة بنسبة 3% وتتوقع الوكالة أن يبلغ متوسط خام برنت 52.6 دولار للبرميل خلال العام الجاري وهو أدنى من التوقعات السابقة بنسبة 3% أيضًا.

ويُذكر أن متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت قد سجل 43.3 و 43.7 دولار للبرميل على التوالي.

ومن ناحية أخرى، أظهر المسح المجرى على 32 بنك أن متوسط أسعار خام النفط قد يسجل 54.3 دولار للبرميل هذا العام بينما قد يسجل المتوسط لخام برنت 56.2 خلال نفس الفترة.

ومن المتوقع أن ينعكس هذا الخفض القوي للتوقعات على ثقة المستثمرين في هذا القطاع خاصة أن الأوضاع الاقتصادية والمؤشرات الفنية تشير إلى المزيد من الهبوط، ولكن مجريات عمليات خفض منظمة الاوبك معدل الانتاج خلال النصف الثاني من العام الجاري والتي قد تمتد إلى مطلع العام القادم من الممكن أن تدعم تعافي الأسعار بشكل ما.

وما يزيد من النظرة السلبية للنفط هو تراجع معدلات الطلب على الوقود، فقد تراجع معدل الطلب الأمريكي بنسبة 0.2% على أساس أسبوعي وبنسبة 3% على أساس سنوي، وتتوقع الوكالة أن يتراجع معدل الطلب بمقدار 22 ألف برميل ليصل إلى 9.215 ألف برميل يوميًا.

هذا، وقد تعافت أسعار النفط من أدنى مستوياتها على مدار الأسبوع من المستوى 45.50 دولار للبرميل ليجري تداوله حاليًا عند 47.31 دولار للبرميل بعدما أظهرت بيانات اليوم تراجع مخزونات النفط بالولايات المتحدة للأسبوع الخامس على التوالي وقد خسر النفط حوالي 15% من قيمته خلال الثلاث شهور الماضية وهو ما دفع الأسواق إلى اتباع النهج التشاؤمي لمستقبل للنفط ولكنها في الوقت ذاته أصبحت متشدقة في قرارات روسيا التي قد تعد بمثابة الحلقة المفقودة لاتفاقية خفض الانتاج لمنظمة الاوبك، ففي حال أعلنت انضمامها إلى اتفاقية مد فترة خفض الانتاج فمن المتوقع أن يضع هذا حدًا لنزيف الخسائر المتواصل خلال العام الجاري.

وسيضع هذا الأسواق في وضع المشاهد للمباراة بين أهم طرفين في هذا النزاع ألا وهو محاولات اوبك في دعم الأسعار والنفط الصخري الذي يحاول الاستفادة والحصول على أكبر حصة في الأسواق وإلا أن يتم الاعلان عن الفائز في النهاية ستظل الأسواق متخبطة بين كل خبر إيجابي أو سلبي قد يغير من موازين القوى.

وعلى الصعيد الفني، من المتوقع أن يواصل النفط تعافيه خلال الأسبوع الجاري أما على المدى المتوسط فإن استقرار التداولات تحت المستوى 50 دولار للبرميل سيجعل الأسعار عرضة للمزيد من الضغط البيعي.