العوامل التي دعمت ارتفاع النفط، والعقبات التي تقف أمام استمرار تعافيه

العوامل التي دعمت ارتفاع النفط، والعقبات التي تقف أمام استمرار تعافيه

استحوذ الدعم الشرائي على أسواق النفط العالمية خلال تداولات اليوم، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 0.80% مستهدفًا أعلى مستوياته عند 55.70 دولار للبرميل، بينما ارتفع النفط الخام بنسبة 0.60% مستهدفًا أعلى مستوياته عند 53.20 دولار للبرميل.  

العوامل التي دعمت ارتفاع أسعار النفط بتلك الوتيرة:

1- المعروض النفطي

فقد أصبحت الأسواق أكثر تفاؤلاً حيال إمكانية تحكم الدول المنتجة للنفط في المعروض، خاصة وإن هذا الأمر قد سبب تهاوي أسعار النفط العالمية على مدار العامين والنصف. فقد عانت الأسواق طوال تلك الفترة من تخمة في المعروض، الأمر الذي دفع الدول داخل الأوبك وخارجها إلى التوصل لاتفاقية خفض الانتاج في نوفمبر الماضي لدعم الأسعار، حيث تعتبر تلك الاتفاقية الأولى من نوعها على مدار خمسة عشر عامًا. وقد سجل النفط ارتفاعًا خلال تداولات اليوم عقب التصريحات الإيجابية لأعضاء الأوبك على هامش مؤتمر أبو ظبي وعلى رأسهم:

 

2- الطلب على النفط

أصبحت تطلعات الأسواق جراء نمو معدلات الطلب على النفط طوال العام الجاري خاصة مع استقرار الأوضاع العالمية ولاسيما في الصين والذي يعتبر ثاني أكبر اقتصاد عالمي. وقد أظهرت أخر الاحصائيات ارتفاع معدلات الطلب على النفط في الصين خلال نوفمبر الماضي بشكل قوي بنسبة 4.1%، أي بمتوسط 11.44 مليون برميل يوميًا، وهو ثاني أعلى مستوى على الإطلاق.

أيضًا يجب ألا نغفل عن التوقعات التي تأتي لصالح ارتفاع معدلات الطلب في الصين خلال العام الجاري بنسبة 5.3% لتستقر قرابة 8 مليون برميل يوميًا.

 

3- تراجع الدولار الأمريكي

فبجانب التطورات التي شهدها سوق النفط والتي دعمت الأسعار، تراجع الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ منذ بداية العام الجاري، حيث تراجع مؤشر الدولار والذي يقيس قيمة العملة مقابل ستة عملات بنسبة 0.7% ليستهدف أدنى مستوياته منذ منتصف ديسمبر الماضي عند 100.68، الأمر الذي ساهم في تخفيف الضغوطات على السلع كالذهب والنفط. هذا ومن المتوقع أن تستمر حالة الضعف في الاستحواذ على تداولات الدولار الفترة المقبلة في ظل غموض الأوضاع والسياسة التي من المفترض أن يتبعها ترامب وتأثير ذلك على وتيرة رفع الفائدة الأمريكية، وبالتالي قد يستفاد النفط من تراجع الدولار الفترة المقبلة لحين استقرار الأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية.


العقبات التي تقف أمام استدامة تعافي أسواق النفط العالمية:

  • استمرار ارتفاع مخزونات النفط في الولايات المتحدة الأمريكية والتي قد تقف عائقًا أمام تعافي أسعار النفط والتحكم في المعروض النفطي. فبعدما تراجعت المخزونات بمقدار 7.1 مليون برميل خلال الأسبوع الأسبق، جاءت البيانات الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية بالأمس لتشير إلى ارتفاع المخزونات بالأسبوع الماضي بمقدار 4.1 مليون برميل لتتخطى توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاعها بمقدار 0.9 مليون برميل فقط. وقد ارتفعت معدلات الانتاج بمقدار 176 ألف لتصل إلى 8.95 مليون برميل يوميًا، لتستقر بذلك عند أعلى مستوياتها منذ إبريل الماضي.

 

  • تواجه العراق العديد من التحديات أمام تطبيق اتفاقية خفض الانتاج. فعلى الرغم من تأكيد وزير النفط العراقي على التزام بلاده بالاتفاقية، إلا أن العراق بالأخص لديها التزامات وتعاقدات مع شركات ومؤسسات أجنبية، فتلك الشركات هي المسؤولة عن حفر والتنقيب عن النفط. وفي حالة منع الحكومة تلك الشركات أو تحجيمها بشأن مستويات الانتاج، فستكون ملزمة بدفع التعويضات لها، وهو يستحيل في الوقت الحالي خاصة بعدما عانت الدولة من نقص في السيولة الفترة الماضية بسبب تراجع أسعار النفط العالمية والخسائر الفادحة التي تكبدها خلال الأعوام المنصرمة.

ومن الناحية الفنية:

ارتدت أسعار النفط خلال تداولات هذا الأسبوع من خط الاتجاه الصاعد والمتوسط المتحرك لإغلاق 50 يوم، الأمر الذي يجعلنا نرجح استمرار الدعم الشرائي في الاستحواذ على تداولات النفط ودفعه لمستويات 55.20 دولار للبرميل. وتبقى توقعاتنا الإيجابية قائمة للنفط الفترة القادمة خاصة مع استمرار جني الزخم الإيجابي على مؤشر MACD ولطالما استقرت التداولات أعلى المستوى 50.70 دولار للبرميل.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image