تجدد مخاوف زيادة المعروض النفطي يدفع الأسعار للتراجع

تجدد مخاوف زيادة المعروض النفطي يدفع الأسعار للتراجع

تكبدت أسعار النفط بعض الخسائر في مستهل التداولات الأسبوعية، حيث تراجعت أسعار خام برنت بنسبة تفوق 3% لتفشل في اختراق المستوى  50.00 دولار للبرميل، بالإضافة إلى تراجع خام غرب تكساس بنسبة 2.6% ليسجل أدنى مستوياته عند 47.60 دولار للبرميل متأثرًا بارتفاع المخاوف المتعلقة بزيادة المعروض النفطي الفترة القادمة. حيث يرى البعض أن ارتفاع الأسعار خلال شهر أغسطس بنسبة تفوق 20% مبالغ فيها، ومن المتوقع أن تواصل الأسعار استقرارها دون المستوى 50.00 دولار للبرميل.

ومن العوامل التي ساهمت في تراجع أسعار النفط، ارتفاع صادرات الصين من المنتجات النفطية خلال شهر يوليو المنصرم وفقًا للبيانات الصادرة من إدارة الجمارك الصينية ليعتبر مؤشرًا على استمرار تخمة المعروض النفطي العالمي. وعلى الجانب الأخر، أعلنت العراق بالأمس عن بدء زيادة صادراتها النفطية بمقدار 5% أي بمقدار 150 ألف برميل يوميًا خلال الأيام القليلة القادمة ليصبح إجمالي انتاجها 4.78 مليون برميل يوميًا، الأمر الذي يدعم زيادة المعروض النفطي وبالتالي تراجع الأسعار.

يأتي هذا في الوقت الذي تترقب فيه الأسواق اجتماع الدول داخل منظمة الأوبك وخارجها في شهر سبتمبر المقبل لمناقشة مسألة تجميد مستويات الانتاج للحد من تراجع الأسعار العالمية ولدعم سوق النفط، ولكن تشير أغلب التوقعات إلى عدم الوصول إلى اتفاق خلال هذا الاجتماع كما حدث سابقًا عندما رفضت إيران التطرق إلى  هذا الاحتمال بعد رفع العقوبات الدولية عنها والتي اتاحت لها زيادة صادرتها من النفط، الأمر الذي قد يسفر عنه زيادة الضغوط البيعية على الأسعار

وتتوقع مؤسسة مورجان ستانلي، أنه على الرغم من ارتفاع أسعار النفط خلال الشهر الجاري، إلا أن الأسعار تواجه العديد من التحديات للحفاظ على ارتفاعها المستدام، بل ومن المتوقع أن يعود الضغط البيعي للاستحواذ على النفط الفترة المقبلة.

أما بنك باركليز، فيتوقع ألا تصل الدول المنتجة للنفط إلى اتفاق خلال اجتماعها في سبتمبر خاصة بعد ارتفاع انتاج إيران من النفط بمقدار 200 ألف برميل يوميًا لتصل إلى مستويات ما قبل عام 2011 وهو ما قد يؤدي إلى تراجع أسعار النفط على المدى القصير. أيضًا يرى البنك أنه من العوامل التي قد تشكل عائقًا أمام ارتفاع الأسعار، ارتفاع مخزونات النفط الأمريكي الفترة المقبلة. ولكن بوجه عام، يتوقع البنك أن يستأنف النفط اتجاهه الصاعد مرة أخرى خلال الربع الأخير من العام.

أيضًا تتوقع مؤسسة جولدمان ساكس أن ترتفع مخزونات النفط الأمريكي الفترة المقبلة بعدما تراجعت إلى أدنى مستوياتها خلال مايو من العام الجاري، وهو ما قد يدفع النفط إلى التراجع.

وبالنظر إلى النفط على الإطار الزمني الساعة، نجد أنه قد سجل تراجعًا ملحوظًا متأثرًا بظهور الانفراج السلبي على مؤشر الماكد عقب الارتداد من أعلى مستوياته عند 49.33 دولار للبرميل لينجح السعر في كسر القناة السعرية الصاعدة والمتوسط المتحرك لإغلاق 50 ساعة مشيرًا إلى قوة الضغط البيعي. هذا ومن المتوقع أن تشهد الأسعار مزيدًا من التراجع خاصة مع استمرار جني الزخم السلبي وقد يصل إلى المستوى 46.00، ومن ثَم المستوى 43.00. أما على الجانب الصاعد، فمازالت القوى الشرائية بحاجة إلى استقرار السعر أعلى المستوى 50.00 دولار للبرميل لتبقى توقعاتنا السلبية قائمة طالما استقرت التداولات أسفل المستوى المذكور.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image