من هم مؤيدي ومعارضي بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي؟

من هم مؤيدي ومعارضي بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي؟
00

أصبح الاستفتاء المرتقب يوم الخميس من الأسبوع الجاري والذي سيحدد مصير بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو الملف الأكثر جدلاً منذ بداية العام الجاري وكان له دورًا رئيسيًا في ارتفاع حالة عدم اليقين العالمي، بل وكلما اقترب موعده ارتفعت المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو العالمي في حالة خروج بريطانيا وبالتالي تراجع ثقة المستثمرين في جميع أنحاء العالم ولجأوا إلى الملاذات الآمنه لحين انتهاء الاستفتاء ومعرفة ما ستؤول إليه الأمور.

هذا وقد رأينا ترقب البنوك المركزية العالمية وصناع القرار لنتائج الاستفتاء لتحديد توجهاتهم خلال الفترة القادمة، وكانت أخرهم جانيت يلين، محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التي أدلت بشهادتها اليوم أمام الكونجرس والتي أشارت إلى مراقبة الاحتياطي الفيدرالي لنتائج الاستفتاء عن كثب وتأثيرها على النمو العالمي في حالة أن جاءت النتائج لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن الاحتياطي الفيدرالي على استعدداد للتدخل واتخاذ الإجراءات اللازمة في حالة خروجها لتتلائم مع الأوضاع العالمية الجديدة.

 

ولتكوين صورة أوضح عن الاستفتاء المرتقب يجب علينا معرفة من هم الذي يتزعموا حملة خرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وما الأسباب التي تدفعهم إلى ذلك. وعلى الجانب الأخر من مع بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي ولماذا؟

مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي:

حزب الاستقلال في المملكة المتحدة هم من يتصدروا حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويُذكر أن حزب الاستقلال قد فاز في الانتخابات المحلية الأخيرة  ليحصل على أربعة ملايين صوت، بالإضافة إلى خمسة ورراء وعدد من النواب. هذا ويرى مؤيدي الحملة أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون في صالحها للعديد من الأسباب منها إهدار الملايين من الجنيه الاسترليني سنويًا كرسوم لعضويتها في الاتحاد الأوروبي، وفي المقابل لا ترى بريطانيا أي عائد مقابل تلك الرسوم، بالإضافة إلى ارتفاع أعداد المهاجرين من الدول الأوروبية الأخرى إلى المملكة المتحدة، حيث تسمح قوانين الاتحاد الأوروبي لأي مواطن أن يعيش داخل أي دولة من دول الأعضاء ويتمتع بكافة امتيازات مواطن الدولة. الأمر الذي أثقل بدوره على نمو أغلب القطاعات ولا سيما قطاع سوق العمل والخدمات العامة التي تعاني بسبب ارتفاع الكثافة السكانية.

 

مؤيدي بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي:

ويترأس مؤيدي بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا من أجل الاستقرار بالإضافة إلى ستة عشر من وزراءه، ففي حالة خروج بريطانيا سيكون لهذا الأمر عواقب وخيمة على الاقتصاد وقد تعاني من تباطؤ في النمو على مدار الستة أشهر المقبلة، بل وقد ينزلق الاقتصاد البريطاني إلى الركود ليدعو الشعب البريطاني اليوم إلى التصويت لصالح بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، بل ويطلب من الناخبين الأكبر سنًا التفكيرفي مصلحة الأجيال القادمة  والتصويت لصالحهم.

من ناحية أخرى، يدعم كل من حزب العمال والذي يستحوذ على أغلبية مقاعد البرلمان وحزب الديمقراطيين الأحرار والحزب الوطني الاسكتلندي بقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوربي لضمان استقرار الأوضاع، حيث من المتوقع أن تزداد الضغوط على بريطانيا في حالة خروجها. أما حزب المحافظيين فيبقى محايدًا حيال الاستفتاء. وبالطبع لا يجب ألا نغفل مؤيدي بقاء بريطانيا من الدول الأخرى وعلى رأسهم باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وأغلب دول الاتحاد الأوروبي.

في النهاية، يبدو أن الأوضاع مازالت غامضة خاصة مع تقارب أغلب نتائج استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة، ولكن مازالت حالة عدم اليقين تستحوذ على الأسواق وقد تستمر المخاوف المتعلقة بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي لحين انتهاء الاستفتاء. حيث سيكون هذا الاستفتاء نقطة فاصلة في الأسواق العالمية بوجه عام، وفي اقتصاد المملكة ودول الاتحاد الأوروبي بوجه خاص.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image