السيناريو المتوقع لشهادة يلين محافظ الفيدرالي الأمريكي

السيناريو المتوقع لشهادة يلين محافظ الفيدرالي الأمريكي

تتربع شهادة جانيت يلين محافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على قائمة أهم الأحداث الاقتصادية غدًا، حيث من المقرر أن تدلي بشهادتها النصف سنوية حول تقرير السياسة النقدية أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ. فبعدما أبقى الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على معدلات الفائدة كما هي عند 0.50% خلال اجتماع يونيو الأسبوع الماضي وقام بخفض توقعاته لمسار الفائدة خلال عامي 2017 و2018، تترقب الأسواق شهادة يلين يومي الثلاثاء والأربعاء أملاً في أن تدعم تصريحاتها الدولار الأمريكي بعد الحالة الضعف التي استحوذت عليه في الآونة الأخيرة، وأن سيكون لديها الفرصة للتعبير عن ثقتها في الاقتصاد الأمريكي على الرغم من الضغوطات التي تواجهه.

هذا ومن المتوقع أن تتطرق يلين إلى الأسباب التي دفعت الفيدرالي الأمريكي إلى خفض مسار الفائدة على المدى الطويل وقد تشير إلى الضغوط التي تعيق النمو الاقتصادي الأمريكي خاصة بعدما أظهرت البيانات الصادرة يوم الخميس الماضي تباطؤ وتيرة نمو معدلات التضخم خلال مايو، بالإضافة إلى التأثير السلبي الناجم عن تراجع أسعار النفط في مطلع العام الجاري على بعض القطاعات كقطاع التعدين، ولكنها قد تشير أيضًا إلى التأثير الإيجابي لتراجع أسعار النفط على الانفاق الاستهلاكي وارتفاع مدخرات الأسر.

أما بالنسبة إلى قطاع سوق العمل، فبعد أن كان القطاع الأقوى والأكثر تماسكًا طوال العام الماضي وبداية العام الجاري، جاءت البيانات في الفترة الأخيرة مخيبة للآمال لتُزيد الضغوط على النمو الاقتصادي الأمريكي، وقد تشير يلين إلى هذا خلال شهادتها أمام الكونجرس الأمريكي، ولكن قد يحتاج الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى المزيد من البيانات الاقتصادية خلال الفترة القادمة لتكوين صورة أوضح عن القطاع خاصة مع إشارتها خلال المؤتمر الصحفي الأسبوع الماضي أن وضع سوق العمل لا يزال جيد ولكنه فقد بعض من زخمه.

وعن الأوضاع العالمية، من المتوقع أن تتطرق يلين غدًا إلى الاستفتاء المزمع انعقاده يوم الخميس المقبل والذي سيقرر مصير بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبالطبع ستشير إلى الضغوط التي ستواجه النمو العالمي في حالة خروج بريطانيا وأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيراقب نتائج الاستفتاء عن كثب وتأثيره على النمو العالمي.

من ناحية أخرى، قد تشير يلين إلى ارتفاع المخاوف حول الأوضاع المالية الصين خاصة مع تراجع قيمة اليوان بشكل مبالغ فيه في الفترة الماضية وعودة المخاوف المتعلقة بشأن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني في ظل ضعف البيانات الاقتصادية في الفترة الأخيرة.

وفي النهاية، من المتوقع أن تشير محافظ الفيدرالي الأمريكي إلى مراقبة الاحتياطي الفيدرالي للبيانات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة عن كثب، وأن خيار رفع الفائدة الأمريكية مازال مطروحًا خلال الاجتماعات المقبلة بناءًا على مدى تحسن البيانات الاقتصادية ليشكل هذا الأمر بعض الدعم للدولار الأمريكي.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image