السيناريو المتوقع لنتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

السيناريو المتوقع لنتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي

بعد أن تسبب بيان الاحتياطي الفيدرالي الأخير وتصريحات يلين (الذي طابق توقعاتنا) في هبوط الدولار بشكل قوي أمام معظم العملات أصبحت الأسواق في ترقب حذر لنتائج اجتماع الأعضاء المنعقد يوم 15-16 مارس (أية بيانات صادرة بعد هذا التاريخ لا تحتسبها نتائج اليوم ولكننا سنلقي نظرة على الوضع الاقتصادي بشكل عام) المقرر صدورها اليوم خاصة بعد أن تباين أداء مؤشرات سوق العمل خلال شهر مارس.

وتكمن أهمية تلك النتائج في أنها سوف توضح وجهات نظر الأعضاء حول التوقعات الاقتصادية الأخيرة وهل يرون تزايد المخاطر على النمو الاقتصادي أم أنها لا تزال على الجانب الهابط.

أما على صعيد التصخم، فقد أشارت يلين في حديثها السابق أنه يجب التأمد من استمرارية ارتفاع التضخم وأن الارتفاع الأخير القوي لا يعني بالضرورة أن  يستمر على هذا النحو، الأمر الذي جعل الأسواق تشعر أن ثقة الفيدرالي في ارتفاع التضخم إلى النسبة المستهدفة 2% على المدى القصير غير مؤكدة وقد تزايدت تلك المخاوف بالفعل بعد أن تباطأت وتيرة الارتفاع خلال شهر فبراير. ولهذا قام الأعضاء بخفض توقعاتهم للتصخم وتأجيل تحقيق الهدف إلى عام 2017 ولهذا أي حديث عن تطلعات التضخم ووجهات نظر الأعضاء قد يوفر إشارة عن توجهات الفيدرالي بخصوص رفع الفائدة الأمريكية.

الجدير بالذكر أن عضو الفيدرالي الأمريكي، ايثر جورج كانت هي العضو الوحيد المصوت في صالح رفع الفائدة خلال شهر مارس ولهذا سوف تكون وجهة نظرة في اتخاذها هذا القرار مهمة لأنها سوف تلقي الضوء على الأسباب التي دعتها للتوصيت في صالح رفع الفائدة ومن ناحية أخرى سيقوم بقية الأعضاء بتوضيح أسباب التصويت في صالح الإبقاء عليها وهو ما سوف نستدل منه على احتمالات رفع الفائدة في يونيو إذ رفع الفائدة بنهاية الشهر سوف يكون مبكر جدًا حسب توقعاتنا.

 

وفيما يلي توجهات صناع القرار بالاحتياطي الفيدرالي الأمريكي:

فيما يلي قائمة بأعضاء لجنة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أو ما تُعرف باسم FOMC  أو لجنة السوق المفتوحة والمصوتين على قرار رفع الفائدة هذا العام: 

 

  • جانيت يلين: محافظ الفيدرالي الأمريكي. (حيادي)
  • ستانلي فيشر:  نائب محافظ الفيدرالي الأمريكي وعضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (متفائل)
  • ويليام دودلي: محافظ الاحتياطي الفيدرالي بولاية نيويورك وعضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (متفائل)
  • لايل برينارد: عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (متشائم). 
  • جيرومي باول: عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (حيادي). 
  • دانيال تارولو: عضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (حيادي). 
  • لوريتا ميستر: محافظ الفيدرالي الأمريكي بولاية كليفلاند وعضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (متفائل)
  • إريك لوزينجرن: محافظ الفيدرالي الأمريكي بولاية بوسطن وعضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (متفائل)
  • جيمس بولارد: محافظ الفيدرالي الأمريكي بولاية سانت لويس وعضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (متفائل)
  • إيثار جورج: محافظ الفيدرالي الأمريكي بولاية كانساس وعضو لجنة الاحتياطي الفيدرالي. (متفائل)

 

وبالنظر تفصيلا في أهم القطاعات التي يراقبها أعضاء الفيدرالي الأمريكي سنجد أنه بالرغمن إيجابية البيانات الاقتصادية إلا أنها لا تدعو للتسرع في رفع الفائدة هذا العام على أن يتم رفعها بحد أقصى مرتين أو حتى مرة واحدة هذا العام.

بيانات سوق العمل : (حيادي)

يُعد سوق العمل أحد المحددات الرئيسية التي اعتمد عليها الاحتياطي الفيدرالي في اتخاذ قراره برفع معدلات الفائدة، وقد ارتفع مؤشر التغير في أعداد الوظائف بالقطاع غير الزراعي خلال شهر مارس بنحو 215 ألف، بينما ارتفعت معدلات البطالة إلى 5% وهو أول ارتفاع لها منذ مايو 2015، وقد ارتفعت الأجور بنسبة 0.3% على أساس شهري خلال شهر مارس. 

سوق العمل الأمريكي لا يزال في طريقه الصحيح

معدلات التضخم : (حيادي)

بالرغم من الارتفاع القوي الذي سجله مؤشر أسعار المستهلكين خلال شهر يناير بنسبة 1.4% إلا أنه تباطأ مرة خلال شهر فبراير بارتفاعه بنسبة 1% على أساس سنوي بينما سجل المؤشر بقيمته الأساسية ارتفاعًا قويًا بنسبة 2.3% على أساس سنوي ولكن خفض الفيدرالي توقعات التضخم وتصريحات يلين الحذرة تجاه استمرارية هذا الارتفاع سوف يقلل من إيجابية البيانات الأخيرة. هذا، بالإضافة إلى أن أسعار النفط عادت للهبوط بعد تزايدت توقعات فشل الاجتماع المقرر عقده في الدوحة يوم 17 أبريل بين منظمة الاوبك وروسيا لتجميد معدلات الانتاج وذلك بعد أن رفضت إيران هذا المقترح حتى تستعيد حصتها بالأسواق بعد رفع العقوبات من عليها مما جعل المملكة العربية السعودية ترفض هي الأخرى بشرط موافقة إيران ولهذا إن استمر تراجع أسعار النفط فسوف تزداد الضغوط على ارتفاع التضخم خاصة مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي.

إجمالي الناتج المحلي : (إيجابي)

سجلت القراءات النهائية لإجمالي الناتج المحلي خلال الربع الأخير من عام 2015 نموًا بنسبة 1.4%%، لتفوق التوقعات، ويُعد هذا المؤشر هو المقياس الأول والأوسع نطاقًا للنشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة.

الأوضاع العالمية (سلبي)

بعد أن تخلى الفيدرالي عن ذكر المخاطر العالمية وتأثيرها السلبي على الاقتصاد الأمريكي عندما قام برفع الفائدة في ديسمبر الماضي عاد مجددًا للحديث عنها بعد التقلبات القوي التي شهدتها الأسواق المالية ببداية العام ولا سيما في الصين مما جعل الأعضاء يعربون عن قلقهم من أن هذه المخاطر قد تحد من النمو الاقتصادي الأمريكي.

ولهذا من المتوقع ألا يكون لنتائج الاجتماع تأثير قوي على الدولار الأمريكي ولكننا نميل إلى النظرة السلبية أكثر خاصة إن أظهرت النتائج أسباب واضحة للإبقاء على معدلات الفائدة أو الحذر من رفعها في وقت قريب.

ولمعرفة اتجاه الدولار خلال الفترة المقبلة ننصحكم بالإطلاع على:

توقعات الدولار الأمريكي بعد إبقاء الفيدرالي على الفائدة

 


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image