ثروات أغنى 1% في أمريكا تصل لمستوى قياسي!

وصلت ثروات أغنى 1% في الولايات المتحدة إلى مستوى قياسي بلغ 44.6 تريليون دولار في نهاية الربع الرابع، حيث أدى ارتفاع الأسهم في نهاية العام إلى رفع محافظهم الاستثمارية، وفقًا لبيانات جديدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وارتفع إجمالي صافي ثروات شريحة الـ 1% الأعلى، الذين حددهم بنك الاحتياطي الفيدرالي بأنهم أولئك الذين تزيد ثرواتهم عن 11 مليون دولار، بمقدار 2 تريليون دولار في الربع الرابع. فيما جاءت جميع المكاسب من ممتلكاتهم من الأسهم، حيث ارتفعت قيمة أسهم الشركات وأسهم صناديق الاستثمار المشتركة التي يملكها أعلى 1% إلى 19.7 تريليون دولار من 17.65 تريليون دولار في الربع السابق.

وبينما ارتفعت قيم عقاراتهم بشكل طفيف، انخفضت قيمة أعمالهم المملوكة للقطاع الخاص، مما أدى بشكل أساسي إلى إلغاء جميع المكاسب الأخرى خارج الأسهم.

يمثل المكسب الفصلي أحدث إضافة إلى طفرة ارتفاع الثروات غير المسبوقة التي بدأت في عام 2020 مع ارتفاع الأسواق بالتزامن مع جائحة كوفيد -19. ومنذ عام 2020، زادت ثروات أغنى 1% بنحو 15 تريليون دولار، أو 49%. وشهد الأميركيون من الطبقة المتوسطة أيضًا ارتفاعًا في الثروة، حيث شهد 50٪ إلى 90٪ من الأميركيين زيادة في ثرواتهم بنسبة 50٪.

يقول الاقتصاديون إن ارتفاع سوق الأسهم يعطي دفعة إضافية للإنفاق الاستهلاكي من خلال ما يعرف باسم "تأثير الثروة". عندما يرى المستهلكون والمستثمرون ارتفاع مخزوناتهم من الأسهم، فإنهم يشعرون بمزيد من الثقة في الإنفاق واتخاذ المزيد من المخاطر.

وقال مارك زاندي، كبير الاقتصاديين في وكالة موديز أناليتيكس: "إن تأثير الثروة الناجم عن ارتفاع أسعار الأسهم يعد بمثابة قوة مساعدة قوية لثقة المستهلك والإنفاق والنمو الاقتصادي الأوسع".

ومع ذلك، فإن التقرير الأخير يسلط الضوء أيضًا على ملكية الأسهم في الولايات المتحدة. وفقًا لتقرير بنك الاحتياطي الفيدرالي، يمتلك أعلى 10٪ من الأمريكيين 87٪ من الأسهم المملوكة بشكل فردي وصناديق الاستثمار المشتركة. يمتلك أعلى 1٪ نصف جميع الأسهم المملوكة بشكل فردي.

ويقول الاقتصاديون إن ارتفاع سوق الأسهم يجلب فوائد كبيرة للأثرياء، ويعزز بشكل رئيسي أسواق المستهلكين والإنفاق. حيث إن ثروة الأميركيين من الطبقة المتوسطة وذوي الدخل المنخفض تعتمد على الأجور وقيمة المساكن أكثر من اعتمادها على الأسهم.

وقالت ليز آن سوندرز، كبيرة استراتيجيي الاستثمار في تشارلز شواب، إن الأسهم تمثل حصة متزايدة من أصول أعلى 1٪. وشكلت الأسهم 37.8% من الحصة الإجمالية للأصول الأسرية لأغنى 1% في نهاية عام 2023، ارتفاعًا من أدنى مستوى في الآونة الأخيرة عند 36.5%.

ومع ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 10% بالفعل هذا العام، فمن المرجح أن ثروة الطبقة العليا قد تجاوزت بالفعل الرقم القياسي في نهاية عام 2023. وفي حين انخفض التفاوت بين الناس بشكل طفيف في عامي 2021 و2022، مع زيادة الأجور وارتفاع أسعار المساكن، فإن ثروة الطبقة العليا من السكان قد تجاوزت الرقم القياسي في عام 2023. ومنذ ذلك الحين، عادت فجوة الثروة إلى مستويات ما قبل الوباء.

وفي نهاية الربع الرابع، استحوذت فئة 1% من السكان على 30% من ثروة البلاد، في حين استحوذت فئة 10% على 67% من إجمالي الثروات.