الأسهم الأمريكية تختتم الأسبوع عند أدنى المستويات منذ 4 أشهر.. والسبب!

الأسهم الأمريكية تختتم الأسبوع عند أدنى المستويات منذ 4 أشهر.. والسبب!
وول ستريت

تكبد سوق الأسهم الأمريكية خسائر فادحة مع ختام تداولات الأسبوع المنتهي في 20 أكتوبر لتسجل الأسهم أسوأ أداء أسبوعي في 4 أسابيع، حيث وصلت خسائر مؤشر ناسداك المركب التكنولوجي إلى 2.90%، كما بلغت خسائر مؤشر S&P 500نحو 2.39%، بجانب تكبد مؤشر Dow Jones الصناعي خسائرا بما يعادل 1.61%.

ومع إغلاق جلسة الجمعة الماضية، أنهى مؤشر Nasdaq 100 الجلسة على انخفاض بنحو 1.24% إلى 14995.12 نقطة، واختتم مؤشر S&P 500 تداولات الأسبوع الماضي متراجعا بحوالي بنسبة 1.26% إلى 4224.15 نقطة، كما تراجع مؤشر Dow Jones الصناعي مسجلا 33127.29 نقطة.

أهم العوامل التي أثرت على أداء سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع

تعرضت الأسهم الأمريكية لضغوط هبوطية قوية خلال تداولات هذا الأسبوع؛ مدفوعا بالعزوف القوي للمتداولين عن المخاطرة بأسواق الأسهم علاوة على صدور أرباح بعض الشركات الأمريكية الكبرى والمخيبة للآمال، وكذلك، استمرار مشكلة الربحية التي تواجه بعض البنوك الإقليمية داخل الولايات المتحدة.

أولا: ضعف شهية المخاطرة بسوق الأسهم الأمريكية

خيّم ضعف شهية المخاطرة على تداولات سوق الأسهم الأمريكية بوضوح خلال جلسات الأسبوع المنتهي، نتيجة للأحداث الجارية بمنطقة الشرق الأوسط والتي عززت مخاوف الأسواق حيال توسع نطاق الصراع ليشمل أطرافا أخرى دولية وغير دولية، بما دفع التدفقات النقدية بعيدا عن الأصول عالية المخاطر -ومن بينها الأسهم - وتوجيهها لاقتناء أصول وعملات الملاذ الآمن بما في ذلك عوائد سندات الخزانة الأمريكية والذهب.

وفي هذا الصدد، يجدر القول بأن عوائد سندات الخزانة القياسية في الولايات المتحدة حققت أرباحا قوية هذا الأسبوع مستفيدة من حالة التراجع لشهية المخاطرة بأسواق الأسهم إضافة إلى تنامي احتمالات قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة مجددا هذا العام، نتيجة لتصريحات بعض صناع القرار ببنك الفيدرالي الأمريكي والتي تطرقت في مجملها لارتفاع التضخم داخل الولايات المتحدة موضحين بأن الأوضاع الاقتصادية بالبلاد تستدعي رفعا آخرا لسعر الفائدة ، وهذا بدوره عزز أرباح عوائد سندات الخزانة الأمريكية الخالية من المخاطر تقريبا، وبالتالي تضرر أداء سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع.

ثانيا: موسم أرباح مخيب للآمال إلى حد كبير

تسببت تقارير الأرباح الصادرة عن كبرى الشركات والبنوك العاملة في الولايات المتحدة والمدرجة بمؤشرات الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع، في تعزيز الزخم الهبوطي لأداء الأسهم الأمريكية -وخصوصا مؤشر ناسداك- نتيجة للانخفاض القوي لأسهم هذه الشركات، ويمكن التطرق لأبرزها على النحو التالي:

  • شركة صناعة السيارات تسلا: جاءت أرباح وإيرادات تسلا بأقل من توقعات الأسواق خلال الربع الثالث من هذا العام، بتراجع كبير عن أرباح وإيرادات الربع الثاني، وهو ما دفع السهم لتكبد خسائر أسبوعية فادحة بلغت 15.58% حيث فقد السهم 39 دولارا هذا الأسبوع.
  • البنك الاستثماري مورجان ستانلي: تكبد سهم مورجان ستانلي خسائرا بنحو 6% هذا الأسبوع، بالرغم من ارتفاع أرباح وإيرادات البنك بأعلى من توقعات وول ستريت، ولكن جاءت إيرادات قسم إدارة الثروات في مروجان ستانلي بقيمة 6.4 مليار دولار أقل من التوقعات مع زيادة تكلفة التعويضات بالقسم، وهو ما عزز تراجع السهم.
  • شركة United Airlines: بلغت خسائر السهم الأسبوعية ما يعادل 9.37% أي فقد نحو 35 دولارا، نتيجة لتوقعات الشركة بأن تسجل أرباحا أضعف للربع السنوي الأخير مع ارتفاع التكاليف.
  • جولدمان ساكس: سجل سهم البنك الاستثماري العملاق جولدمان ساكس خسائرا بنحو 3% هذا الأسبوع، مع إعلان البنك انخفاض أرباحه بالربع الثالث بنسبة 36%، نتيجة تراجع الخدمات المصرفية للأفراد والاستثمارات العقارية.

ثالثا: استمرار معاناة البنوك الإقليمية في الولايات المتحدة من مشكلة الربحية

تعرضت الأسهم الأمريكية لضغوط هبوطية حادة أيضا، نتيجة لإبلاغ العديد من البنوك الإقليمية،وفقا لبعض التقارير، عن انخفاضات كبيرة في الأرباح خلال الربع الثالث؛ حيث تضررت من ارتفاع تكاليف الودائع وارتفاع خسائر القروض، تذكيرا بأن الضغوط التي عصفت بالقطاع المصرفي بشهر مارس لم تنته تمامًا.

لكن الربحية لا تزال تمثل تحديًا لهذه البنوك المدرجة بسوق الأسهم الأمريكية لأن أسعار الفائدة المرتفعة التي فرضها الاحتياطي الفيدرالي تعني أن الودائع أكثر تكلفة ويصبح من الصعب على المقترضين من البنوك سداد قروضهم.

الأسهم الأمريكية تختتم هذا الأسبوع على ارتفاعات ملحوظة، فلماذا؟


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image