الدولار يعاود الصعود بقوة بعد هبوط حاد بالتعاملات المبكرة، فلماذا؟

الدولار يعاود الصعود بقوة بعد هبوط حاد بالتعاملات المبكرة، فلماذا؟
الدولار الأمريكي

هبط الدولار الأمريكي بصورة حادة خلال تعاملات يوم الخميس، ليعمق خسائره التي تكبدها أثناء تصريحات محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي باول مساء أمس، كي تصل العملة الخضراء لأدنى مستوياتها منذ نحو أسبوع.

ولكن سرعان ما محا الدولار الأمريكي خسائره المبكرة خلال التداولات اللاحقة، بفعل عدد من العوامل الهامة، حيث ساهمت بعض البيانات الاقتصادية داخل الولايات المتحدة توفير زخم صعودي قوي لتداولات الدولار.

وعلى صعيد تعاملات اليوم، سجل مؤشر الدولار الأمريكي ، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من عملات أخرى، صعودا قويا بنحو 0.65% ليستقر قرب المستوى 101.69 نقطة.

وفي السطور التالية، نستعرض أبرز العوامل التي أثرت على تحركات الدولار اليوم:

أولا: تحركات الدولار خلال التعاملات المبكرة

هبط الدولار الأمريكي بشكل قوي متضررا من بعض النقاط التي صرح بها جيروم باول على هامش المؤتمر الصحفي اللاحق لصدور قرار الفيدرالي الأمريكي برفع الفائدة؛ حيث ألمح باول بأن الضغوط التضخمية تشهد تراجعا ملحوظا بالنظر لتحسن سلاسل الإمداد، وتباطؤ التوظيف، وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل وباء كورونا، وهذا يدفع التضخم للانخفاض، إلى جانب بدء الأجور في الانخفاض، كما أضاف محافظ الفيدرالي الأمريكي بأنه ليس من المناسب الاعتقاد بأن الفيدرالي الأمريكي سيواصل رفع الفائدة حتى يعود التضخم إلى هدف البنك البالغ 2%.

وساهمت هذه التصريحات في إثارة توقعات الأسواق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يقوم بتثبيت أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية في اجتماع سبتمبر المقبل أو إبطاء وتيرة رفع الفائدة، وهو ما ألحق أضرارا قوية بتعاملات الدولار المبكرة.

ثانيا: تحركات الدولار خلال التداولات اللاحقة

فور صدور سلة من البيانات الاقتصادية القوية والإيجابية للغاية؛ صعد الدولار بوتيرة متسارعة ماحيا كافة الخسائر التي تكبدها بالتعاملات الصباحية، ويمكن التطرق لهذه البيانات وكيف أثرت على أداء الدولار كما يلي:

1. بيانات النمو الاقتصادي داخل الولايات المتحدة

ساهمت إيجابية بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الولايات المتحدة التقديرية للربع السنوي الثاني في تعزيز الزخم الصعودي لتداولات الدولار ؛ حيث أفادت البيانات بأن المؤشر سجل نموا بنسبة 2.4% وهو أفضل بكثير من توقعات الأسواق والتي أشارت إلى نمو الاقتصاد الأمريكي بنسبة 1.8% فقط، وأفضل كذلك من القراءة السابقة والتي سجلت 2.0% للربع السنوي الأول.

وهذا الأمر من شأنه أن يشير لمدى قوة الأوضاع الاقتصادية داخل الولايات المتحدة وهو ما قد يدعم قيام الفيدرالي الأمريكي بالمزيد حول رفع الفائدة، وهذا بدوره قدم دعما قويا لتحركات الدولار الأمريكي بسوق العملات.

2. إيجابية بيانات طلبات السلع المعمرة الأمريكية

حظي الدولار الأمريكي بدعم قوي من إيجابية بيانات طلبات السلع المعمرة لشهر يونيو؛ حيث سجل مؤشر طلبات السلع المعمرة نموا بنسبة 4.7% على أساس شهري، وهو أفضل بكثير من التوقعات التي كانت تشير لنمو المؤشر بنسبة 1.3%، وهو ما يشير لتزايد الضغوط التضخمية نتيجة لارتفاع الطلب؛ وهو ما قد يؤدي لمواصلة الفيدرالي الأمريكي نهجه التشديدي لفترة أطول، الأمر الذي انعكس إيجابا على أداء الدولار.

عاجل..إيجابية بيانات طلبات السلع المعمرة الأمريكية للشهر الثاني على التوالي!

3. إيجابية بيانات إعانات البطالة 

قدمت إيجابية بيانات إعانات البطالة الأمريكية دعما ملحوظا لتحركات الدولار بسوق العملات؛ إذ كشفت البيانات عن تسجيل عدد طلبات إعانات البطالة ما يعادل 221 ألف طلب جديد، بأقل من التوقعات بأن يسجل المؤشر ارتفاعا بحوالي 234 ألف طلب فقط؛ وهو ما يشير لازدياد الإنفاق الاستهلاكي –الذي يرتبطك بشكل وثيق بظروف سوق العمل- وهو ما أثر إيجابا على الدولار الأمريكي بالتعاملات.


large image
الندوات و الدورات القادمة
large image